محلل سياسي كوردي: انسحاب القوات الأمريكية من العراق يمهّد لصراع إقليمي

أربيل (كوردستان24)- اعتبر الكاتب والصحفي والمحلل السياسي الكوردي حسين خوشناو أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وانتقال جزء منها إلى أربيل وسوريا، يحمل رسائل سياسية وأمنية خطيرة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة قد تجعل العراق ساحة صراع إقليمي مفتوح.

رسائل الانسحاب الأمريكي

وأوضح خوشناو، في مقابلة متلفزة مع كوردستان24، أن الانسحاب الأمريكي جاء بعد إصرار الحكومة العراقية والكتل الشيعية في البرلمان على تمرير قانون "الحشد الشعبي"، رغم تحذيرات واشنطن من انعكاساته على مصالحها ومصالح حلفائها. وأضاف أن هذه الخطوة بمثابة "إشارة حمراء"، شبيهة بما حدث في أفغانستان، لكنها في العراق ستأخذ بعداً مختلفاً بسبب التنافس الإقليمي بين إيران وإسرائيل.

وأكد أن وجود القوات الأمريكية في إقليم كوردستان يمثل عنصر توازن مهم في المنطقة، ويُعد عاملاً مانعاً لتكرار "السيناريو الأفغاني". لكنه حذر في الوقت نفسه من أن جنوب العراق ما زال بيئة خصبة لعودة الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وتنظيمات أخرى ما تزال موجودة في مدن عراقية عدة، مستفيدة من طول الحدود مع سوريا.

تحديات أمام الحكومة العراقية

ويرى خوشناو أن واشنطن وضعت مجموعة من الشروط أمام بغداد، منها نزع سلاح الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي وإخضاعها لسلطة الدولة. لكنه استبعد قدرة الحكومة العراقية على تنفيذ هذه المطالب، قائلاً: "الحكومة لم تستطع حتى الآن السيطرة على تلك القوات، فهي تتلقى دعماً مباشراً من قوى إقليمية وتضع حماية مصالح هذه القوى فوق مصالح الدولة العراقية."

وأضاف أن تمرير قانون الحشد الشعبي في البرلمان سيكون له تداعيات سلبية على علاقات العراق مع الولايات المتحدة والدول الإقليمية.

مستقبل أمني غامض

وحول مستقبل الأمن في العراق بعد الانسحاب الأمريكي، أكد خوشناو أن البلاد لم تصل إلى مرحلة تجعلها بحاجة ماسة إلى قوات أجنبية، لكن استمرار الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة يعرقل أي إمكانية لبناء قوة موحدة قادرة على حماية الحدود والسيادة العراقية.

وختم بالقول: "انسحاب القوات الأمريكية سيمهّد الطريق لظهور جماعات مسلحة جديدة، وسيضاعف من خطورة الصراع الطائفي، مما قد يحول العراق إلى ساحة مواجهة بين محاور إقليمية متصارعة".

 
Fly Erbil Advertisment