ليس فقط أنطاليا.. بل گەڤەر أيضاً

أربيل (كوردستان24)- في كوردستان الشمالية، أقصى جنوب شرق تركيا، حيث تتعانق الجبال مع السحب، تستعيد منطقة گەڤەر مكانتها كوجهة سياحية لافتة، بعد أعوام من العزلة الأمنية. فاليوم، يتوافد السياح المحليون والدوليون إلى هذه البقعة الطبيعية الخلابة لتسلق جبل رشكو، ثاني أعلى قمة في تركيا بارتفاع 4,135 متراً، قبل أن ينزلوا ليستمتعوا بالسباحة وركوب القوارب في مياه بحيرة سات المتجمدة على ارتفاع 3,200 متر.
السياحة تتنفس مع السلام
أثمرت الجهود المكثفة لإزالة الإرهاب من المنطقة عن واقع جديد، لا سيما بعد الإعلان عن عملية السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني. هذه الخطوة فتحت الباب أمام استثمارات جديدة في قطاع السياحة، وأعادت الثقة للسكان المحليين والشركات على حد سواء. ومع تحسن الوضع الأمني، شهدت هكاري قفزة واضحة في أعداد الزوار، الذين يجدون في طبيعتها البكر فرصة نادرة للاسترخاء والمغامرة.
الشركات تعود إلى هكاري
الأمان المستعاد لم يقتصر أثره على الأهالي، بل شمل الشركات السياحية في المحافظات الغربية أيضاً. فقد عادت إحدى الشركات من أنطاليا هذا العام لتنظم رحلتها السابعة إلى گەڤەر، استجابة للاهتمام المتزايد بجمال المنطقة وخصوصاً قممها وبحيراتها الجبلية.
تجربة لا تُنسى للسياح
المغامرة تبدأ من قمة رشكو، حيث تقضي الفرق القادمة من أنحاء تركيا ليلةً وسط الأجواء الباردة، ثم تنطلق في الصباح نحو بحيرات سات. هناك، يجد السياح متعة في السباحة بالمياه الجليدية وركوب قوارب الكانو، ثم يشاركون في رقصات الهَلاي والهَورون الشعبية على ضفاف البحيرة.
لكن التجربة لا تقتصر على الطبيعة؛ إذ يضيف كرم الضيافة الكوردي بُعداً آخر للرحلة، حيث يُعدّ السكان المحليون أطباقاً تقليدية مثل المينمن ويقدمونها للضيوف المحليين والأجانب على ضفاف البحيرة.
شهادات الزوار: الطبيعة والضيافة معاً
أحد السياح الألمان قال:
"جئنا من ألمانيا لقضاء أسبوعين هنا في المنطقة. زرنا فان وجبل أرارات، والآن نحن في هكاري خصيصاً. قضينا نصف اليوم في البحيرة نسبح ونمارس التجديف ونحتسي الشاي مع أهل المنطقة. إنه مكان رائع، والأناس ودودون جداً."
فيما أكدت سائحة تركية:
"لا توجد أي مشكلة من حيث الأمان. نقاط التفتيش المنتشرة تزيد شعورنا بالاطمئنان. أما السباحة في مياه البحيرة الباردة فهي تجربة لا تُنسى، مختلفة تماماً عن البحر."
أما زوجان يابانيان قطعا مسافة 12 ألف كيلومتر للوصول إلى هكاري، فقد عبّرا عن دهشتهما قائليْن إن ما شاهداه من جمال طبيعي وكرم ضيافة يفوق الوصف، وأن التجربة ستظل من أجمل ذكرياتهما.
هكاري.. جغرافيا مختلفة وحياة متجددة
من ضفاف البحيرة، تتعالى أصوات الموسيقى والرقص الشعبي، لتختلط بضحكات السياح وتعليقاتهم التي تشيد بجمال المكان ودفء العلاقات الإنسانية. وكما قال أحد المشاركين:
"كما أن هذه الجبال تقف متراصة إلى جانب بعضها، فنحن أيضاً شعوب متآخية متماسكة. الحياة قصيرة، ويجب أن نستمتع بها معاً."
إنها صورة جديدة لهكاري؛ منطقة كانت لعقود عنواناً للتوتر، واليوم تعود لتكون عنواناً للجمال والسلام، حيث تلتقي الطبيعة البكر مع الضيافة الأصيلة، لتصنع تجربة سياحية قلّ نظيرها في شمال كوردستان وتركيا والعالم.
تقرير: سنار صالح – كوردستان24 - گەڤەر






