شطب اسمي في الانتربول "صفعة للمالكي" ولا ارغب بانفصال الكورد

طارق الهاشمي لكوردستان24:

K24 - اربيل

اتهم طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية السابق المحكوم بالاعدام، رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بتدمير العراق ومعاداة الكورد واستهداف العرب السنة مشيرا الى ان ما تشهده البلاد هذه الايام جاء بفعل التركة الثقيلة التي خلفها المالكي والذي قال إنه تلقى "صفعة" بعد قرار الانتربول شطب اسمه من الملاحقين دوليا، كما قال انه لا يرغب بانفصال الكورد عن العراق.

وتحدث الهاشمي في مقابلة مع كوردستان24 من اسطنبول عن القرار الذي صدر مؤخرا للشرطة الدولية (الانتربول) اسقاط التهم ومذكرة الاعتقال التي صدرت بحقه قبل اربعة اعوام بحقه مشيرا الى ان القرار جاء ليثبت براءته من التهم التي "فبركها المالكي" بحقه.

وكان الهاشمي وهو من كبار الساسة السنة قد لجأ الى اقليم كوردستان بعد ان أصدرت الحكومة التي كان يقودها المالكي أمرا بالقبض عليه في كانون الاول ديسمبر عام 2011 متهمة إياه بادارة فرق اغتيال ثم غادر الى تركيا وبات تنقلاته محصورة بينها وبين قطر.

وأثارت مذكرة اعتقال الهاشمي أزمة سياسية في العراق وتفاقمت اكثر عندما اصدرت محكمة عراقية بحقه حكما بالاعدام غيابيا عام 2012 بعد أن أدانته بإدارة فرق اغتيال وهو ما نفاه الهاشمي مرارا وقال إنها تهم ملفقة واتهم القضاء بالانصياع لاوامر المالكي.

وتقول الشرطة الدولية (الانتربول) إن قرار شطب اسم الهاشمي من قائمة المطلوبين الدوليين للعراق جاء بعد تأكدها من أن المعلومات المتعلقة به أظهرت "شكوكا قوية" في صحتها واشارت الى انها لم تقتنع بالمبررات التي قدمتها السلطات العراقية للقبض عليه.

وقال الهاشمي لكوردستان24 إن "هذه البراءة تشكل مفصلا مهما في ملفي.. فلو كانت كل هذه التهم حقيقية وهذه الاحكام عادلة لتجاوبت معها الانتربول".

وتابع "بعد مراسلات عديدة بين الانتربول ووزارة الداخلية العراقية توصلت المنظمة بشكل محايد ومحترف الى ان جميع الاتهامات هي لا اساس لها من الصحة".

واضاف الهاشمي في المقابلة ان قرار الانتربول "صفعة" للحكومة العراقية و"صفعة للمالكي" الذي وصفه بـ"الارهابي الدولي" الذي لاتزال بصماته واضحة في تفجيرات حدثت في حقبة رئيس النظام السابق صدام حسين لاسيما تفجير السفارة العراقية في بيروت.

وقال إن حراسه وموظفيه مازالوا في السجون العراقية وفي سجون سرية. ولفت الهاشمي الى ان استهدافه بدأ في عام 2005 حيث قتل ثلاثة من اشقائه في محاولة لطرده خارج العملية السياسية وانتهى به المطاف خارج البلاد بعد الحكم عليه بالاعدام.

واشاد الهاشمي بموقف رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني من المالكي بعد صدور امر الاعتقال قائلا "هذا الموقف يتميز بالمروءة وبالانصاف" منتقدا موقف زملاء له في العملية السياسية قال إنهم تغاضوا عن قضيته ولم يستجيبوا لطلبه بانسحاب نواب ائتلاف العراقية انذاك من البرلمان.

واضاف متطرقا للاشهر القليلة التي قضاها في كوردستان قبل مغادرته الى الخارج "كنت اصلي ايام الجمعة في مساجد اربيل والسليمانية.. انا عشت فيهما لاشهر وكأنما كنت اعيش في بغداد.

"لا انسى موقف اخي الكريم سيادة مسعود بارزاني عندما يقف ويقول لنوري المالكي ليس الهاشمي من كان يقتل الشيعة. انت تقتل الشيعة".

واكمل قوله "وفي اليوم التالي عندما التقيت اخي بارزاني.. قلت له ابو مسرور مع تقديري واحترامي لك، كيف تتهم المالكي بهذا الاتهام، فقال اخ طارق نحن نعلم جيدا مالذي فعله نوري المالكي بعد 2003".

وحكم المالكي العراق لثماني سنوات وشابت فترة حكمه حالة من الاضطراب وقاد معركة ضد "جيش المهدي" بزعامة مقتدى الصدر في البصرة ومناطق اخرى من العراق. كما امر باقتحام ساحات الاعتصام لمحتجين ضد سياساته في الرمادي في عام 2014.

وقال الهاشمي إن حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي لم يطبق ما طبقته كوردستان في موضوع المصالحة الوطنية واعفاء المنتمين لحزب البعث مؤكدا انه ظل يستهدف العرب المتهمين بالانتماء للبعث وعمق الخلافات بين ابناء المجتمع العراقي.

واضاف الهاشمي انه ليس الشخصية الوحيدة من القادة السنة على لائحة المالكي متحدثا عن استهداف مماثل تعرض له رافع العيساوي وزير المالية السابق وقادة آخرون.

واضاف "سكوتنا على خطايا نوري المالكي جعلته يفبرك ملفات على القيادات السنية".

وابدى الهاشمي خشيته على مستقبل العراق قائلا "إنه على مفترق طرق.. الاوضاع ستتعقد اكثر واخشى ان نصل في يوم الايام يحتار فيها الانسان فهناك تدهور في الامن وارهاب واسلحة خارج مؤسسات الدولة وفساد وتراجع في الخدمات وتفاقم العلاقة بين كوردستان وبغداد وتدخل ايران وعودة جيوش اجنبية الى داخل العراق".

"كل هذه يقف خلفها شخص واحد.. الملام والذي يتحمل المسؤولية هو نوري المالكي" يقول الهاشمي.

وزاد "محافظاتنا  (السنية) مدمرة ابتداء من ديالى الى حزام بغداد والانبار وصلاح الدين وهناك عمليات عسكرية تنتظر نينوى وخراب يتبع خراب".

وعندما سئل عن موقفه من الاقاليم اجاب الهاشمي "لا خطر على العراق اذا تحولت المحافظات السنية الى اقاليم ادارية.. الموضوع دستوري.. ولا ضير لو تحولت الانبار الى اقليم" مبينا ان الاسباب التي تدفع السنة للمطالبة باقامة اقاليم هي "تغول السلطة المركزية على هذه المحافظات".

واشار الى انه يتعين على العراقيين الجلوس الى طاولة الحوار للاتفاق على الشكل المستقبلي للعراق وانهاء التركة التي خلفها المالكي.

وحينما سئل عن موقفه من مساعي الاستقلال لاقليم كوردستان قال الهاشمي "انا والله يعز عليّ ان اجد العراق بدون الكورد.. انا اريد الكورد اخوة لنا في وطن واحد لنبي العراق من جديد".

واضاف "مهما حصل من انحراف، لا ينغبي ان يكون (الحل) بتقسيم العراق.. عندما تنفصل كوردستان سيطالب السنة بالانفصال ثم الشيعة.. مع تفهمي لكل التطلعات" لافتا الى ان الوضع في الشرق الاوسط لا يحتمل اي انقسام.

المقابلة كاملة مع الهاشمي لا تتضمن اسئلة المحاور.

ت: م ي