أول رد فعل أمريكي على زيارة الأسد إلى الإمارات

زيارات الأسد خارج سوريا منذ اندلاع الحرب كانت لإيران وروسيا فقط
الرئيس السوري بشار الأسد
الرئيس السوري بشار الأسد

أربيل (كوردستان 24)- أثارت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد انتقاداً لاذعاً من الولايات المتحدة الأمريكية قائلة إنها "تشعر بخيبة أمل كبيرة وبقلق" مما وصفته بمحاولة واضحة لإضفاء الشرعية على الأسد.

وزار الأسد الإمارات أمس الجمعة في أول زيارة له لبلد عربي منذ الحرب السورية التي اندلعت عام 2011، مما يظهر تحسن العلاقات مع بلد حليف للولايات المتحدة دعم ذات يوم المسلحين الذين قاتلوا الأسد.

والتقى الأسد بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي "أكد أن سوريا الشقيقة تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي وأن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها".

وأظهر شريط مصور بثته وكالة أنباء الإمارات الأسد مبتسماً وهو يقف إلى جوار الشيخ محمد بن زايد أمام علمي سوريا والإمارات مع حديث تخللته إيماءات وابتسامات.

وكانت زيارات الأسد خارج سوريا منذ اندلاع الحرب لإيران وروسيا فقط، وهما دولتان حليفتان ساعد جيشهما الرئيس السوري على قلب دفة الحرب ضد خصومه المدعومين من حكومات شملت دولاً خليجية حليفة للولايات المتحدة.

وبحسب الرئاسة السورية فإن الأسد التقى أيضاً بحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي.

وتزامن توقيت الزيارة مع ذكرى مرور 11 عاماً على الانتفاضة السورية التي بدأت في آذار مارس 2011 وفي وقت تعمل فيه واشنطن على مستوى العالم لتوحيد الحلفاء والشركاء ضد الهجوم الروسي لأوكرانيا.

ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس قوله إن واشنطن ما زالت تعارض جهود تطبيع العلاقات مع الأسد، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لن تتنازل أو ترفع العقوبات عن سوريا ما لم يتم إحراز تقدم نحو التوصل لحل سياسي للصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف.

وأضاف برايس "نحث الدول التي تفكر في التواصل مع نظام الأسد على أن تدرس بعناية الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام ضد السوريين على مدى العقد الماضي فضلاً عن محاولات النظام المستمرة لحرمان معظم البلد من الحصول على المساعدات الإنسانية والأمن".

وسبق أن أبدت واشنطن قلقها عندما زار وزير خارجية الإمارات دمشق والتقى بالأسد أواخر العام الماضي.

غير أن الرصيد السياسي لإدارة الرئيس جو بايدن تراجع لدى كل من الرياض وأبو ظبي بسبب عدم الاستجابة لمخاوفهما بشأن منافستهما الإقليمية إيران وإنهاء دعمها لحربهما في اليمن وفرض شروط على مبيعات الأسلحة الأمريكية لدول الخليج.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن الجانبين أكدا ضرورة "الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية" من بلد به وجود عسكري لكل من روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة.

وأوضحت الوكالة أن الزعيمين ناقشا الدعم السياسي والإنساني لسوريا وشعبها بغية الوصول إلى حل سلمي لكل التحديات التي تواجه البلاد.

وقالت الوكالة إن الشيخ محمد "عبّر عن تمنياته أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا الشقيقة والمنطقة جمعاء".

وأطلع الأسد ولي عهد أبوظبي على آخر التطورات في سوريا.

وودع الشيخ محمد الأسد في المطار.

ويمثل اللقاء أحدث حلقة في سلسلة مبادرات دبلوماسية تشير إلى تحول في الشرق الأوسط يشهد إحياء عدد من الدول العربية علاقاتها مع الأسد.

وتنامت المؤشرات على التقارب بين الأسد والدول العربية العام الماضي بما شمل اتصالاً هاتفياً مع العاهل الأردني الملك عبد الله وهو حليف أيضاً للولايات المتحدة.

ويرى محللون أن الدول العربية التي تسعى إلى توثيق العلاقات مع الأسد تراعي بشكل كبير اعتبارات سياسية واقتصادية، منها كيفية مواجهة نفوذ إيران وتركيا.