طبيب يودع أسرته عند معبر رفح ويعود لعلاج الجرحى في غزة

أربيل (كوردستان24)- احتضن الطبيب الفلسطيني محمد أبو ناموس ابنته ربما للمرة الاخيرة، بينما تستعد اسرته لمغادرة غزة الى مصر عبر معبر رفح الحدودي، بعد أن قرر البقاء في قطاع غزة لرعاية الاف الجرحى الفلسطينيين جراء القصف الاسرائيلي المتواصل على غزة منذ شهر.

أسرة أبو ناموس، التي تحمل الجنسية المولدوفية، هي من بين المئات من سكان غزة الذين يحملون جوازات سفر أجنبية ويسمح لهم بالمغادرة إلى مصر عبر المعبر، وهو السبيل الوحيد للخروج من الجيب الفلسطيني المحاصر ولا يقع على حدود إسرائيل.

وقال أبو ناموس لرويترز، بينما يجلس إلى جوار زوجته وابنته في منطقة الانتظار، "لا يوجد سبيل آخر للخروج من هذا الوضع. لا أمان هنا. قطاع غزة بأكمله غير آمن. ولهذا السبب من الأفضل أن أخرجهم حتى أتمكن من التركيز على عملي في علاج المرضى".

وأضاف "قطعا سأخرجهم، لكني سأبقى في قطاع غزة ولن أغادره".

ويقول أبو ناموس، وهو جراح عظام، إنه نقل أسرته من مخيم جباليا في شمال غزة مع بدء الغارات الإسرائيلية إلى منطقة الزهراء السكنية ثم إلى مخيم النصيرات في وسط غزة، لكن إيجاد مكان آمن للأسرة كان أمرا بعيد المنال.

وتمطر إسرائيل غزة بالقنابل منذ أسابيع ردا على الهجوم الدامي الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي قالت إسرائيل إنه أدى لمقتل 1400 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.

ووفقا لتقديرات مسؤولي الصحة في غزة، أودت الغارات الإسرائيلية حتى الآن بحياة ما يزيد على 10 آلاف فلسطيني، نحو 40 بالمئة منهم أطفال، وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى التحذير من أن غزة تتحول إلى "مقبرة للأطفال".

وقالت دينا، ابنة أبو ناموس، إن مشاعر متباينة تعصف بها كلما تذكرت أنها قد تغادر القطاع.

وأضافت "سنذهب إلى هناك، حيث توجد الكهرباء والمياه والإنترنت وكل شيء... لكنني في الوقت نفسه حزينة لأن أبي سيبقى هنا".

بي