الجيش الإسرائيلي يشن عملية عسكرية في أكبر مستشفيات غزة

أربيل (كوردستان24)- أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الاثنين أنّه يُنفّذ عمليّة تستهدف مستشفى الشفاء، الأكبر في قطاع غزّة والذي يوجد فيه "عشرات الآلاف" من النازحين وفقا لحركة حماس، في وقت قال شهود في المكان لوكالة فرانس برس إنّهم سمعوا دويّ قصف.

وأشار الجيش في بيانه صباح الاثنين إلى أنّ جنودا إسرائيليين "يُنفّذون حاليا عمليّة دقيقة في منطقة مستشفى الشفاء"، مضيفا أنّ "العمليّة تستند إلى معلومات تُشير إلى استخدام المستشفى من جانب مسؤولين كبار من إرهابيّي حماس".

على الأرض، تحدّث شهود عيان لفرانس برس عن حدوث "عمليّات جوّية" على حيّ الرمال حيث يقع المستشفى، وهو الأكبر في قطاع غزّة وقد تكون سقطت في داخله "شظايا".

وقال سكّان في هذا الحيّ إنّ "أكثر من 45 دبّابة وناقلة جند مدرّعة إسرائيليّة" دخلت الرمال. كما تحدّث البعض عن "معارك" دارت في محيط المستشفى.

وذكر شهود عيان في مدينة غزّة لفرانس برس أنّهم رأوا دبّابات تحاصر موقع المستشفى.

ودان المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في غزّة العمليّة، قائلًا إنّ "اقتحام مجمّع الشفاء الطبّي بالدبّابات والطائرات المسيّرة والأسلحة، وإطلاق النار في داخله، هو جريمة حرب".

ويُخاطب الجيش الإسرائيلي السكّان عبر مكبّرات صوت، طالبا منهم ملازمة منازلهم، وقال شهود عيان لفرانس برس إن "مُسيّرات تستهدف الناس في الشوارع قرب المستشفى".

وقال المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس إنّ مستشفى الشفاء يتعرّض "للقصف"، مشيرا إلى أنّ "عشرات آلاف النازحين" موجودون في المبنى.

وأوضح بيان الجيش أنّ القوّات الإسرائيليّة تلقّت "تعليمات بشأن أهمّية العمل بحذر، بالإضافة إلى الإجراءات الواجب اتّخاذها لتجنّب إصابة المرضى والمدنيّين والكادر الطبّي".

وأضاف أنّ "أشخاصا يتحدّثون العربيّة أحضِروا إلى الموقع لتسهيل التواصل مع المرضى"، مشيرا إلى أنّ "المرضى والطاقم الطبّي غير ملزمين بالإخلاء".

وكان الجيش الإسرائيلي قد دخل هذا المستشفى في 15 تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم، وبات المرفق يعمل حاليا بالحدّ الأدنى وبأقلّ عدد من الموظّفين.

وبعد تلك العمليّة الكبرى، قال الجيش الإسرائيلي إنّه عثر على "ذخيرة وأسلحة ومعدّات عسكريّة" لحماس في مستشفى الشفاء، وهو ما نفته الحركة الإسلاميّة.

وذكر الجيش الإسرائيلي أيضا أنّه اكتشف نفقا بطول 55 مترا قال إنّه يُستخدم "لأغراض الإرهاب" تحت مستشفى الشفاء في غزّة، داعيا الصحافيّين إلى تفقّده.

 

الهجوم على رفح

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، شنّ الجيش الإسرائيلي عمليّات في مستشفيات عدّة في القطاع الفلسطيني. وهو يتّهم حماس باستخدام المرافق الصحّية مراكز للقيادة.

وتقول الأمم المتحدة إنّ أقلّ من ثلث المستشفيات في قطاع غزة يعمل حاليا، وبشكل جزئيّ فقط.

وقد تضررت 155 منشأة صحية في قطاع غزة منذ بدء الحرب، وفق الأمم المتحدة.

وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، تستمر حصيلة الضحايا في الارتفاع في القطاع الفلسطيني المهدد بالمجاعة مع مقتل 31645 شخصا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بحسب وزارة الصحة.

ولجأ معظم النازحين بسبب الحرب، ويبلغ عددهم 1,7 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة، إلى مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية المغلقة والتي تتعرض لقصف إسرائيلي يومي.

وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد مجددا تصميمه على اجتياح رفح التي يعتبرها آخر "معاقل" حماس، قائلا إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس إن الهجوم "ليس أمرا سنفعله تاركين السكان محاصرين فيها"، في حين يخشى المجتمع الدولي تداعيات هذه العملية.

ومن المقرر أن يحدد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي "تفويض" الوفد الذي سيتوجه إلى الدوحة لإجراء مباحثات جديدة حول هدنة.

في هذا الصدد، دعا شولتس الأحد إلى "اتفاق حول الرهائن وإلى وقف دائم لإطلاق النار" في قطاع غزة، وذلك عقب لقاء في القدس مع نتانياهو.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد أنه لن يقبل باتفاق "يضعف إسرائيل ويجعلها غير قادرة على الدفاع عن نفسها".

كانت حماس اقترحت الجمعة اتفاق هدنة من ستة أسابيع يتضمن مبادلة رهائن بأسرى فلسطينيين، في ما اعتُبر موقفا أكثر مرونة بعد أن كانت تطالب بوقف إطلاق نار نهائي قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

وقال قيادي في حماس لفرانس برس إن الحركة مستعدة للإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، على "أن تفرج إسرائيل عن 20 الى 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي". وتطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 معتقلا فلسطينيا في مقابل الإفراج عن كل جندي محتجز لديها. وتحدثت عن استعدادها لأول مرة للإفراج عن مجندات.

كذلك، تشمل المرحلة الأولى المقترحة "الانسحاب العسكري من كل المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة النازحين بلا قيود، وتدفق المساعدات بما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا".

وتسيطر إسرائيل على تدفق المساعدات التي لا تزال غير كافية على الإطلاق نظرا للاحتياجات الهائلة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، والغالبية العظمى منهم مهددون بالمجاعة وفق الأمم المتحدة.

ووصلت إلى قطاع غزة الجمعة من قبرص سفينة تابعة لمنظمة "أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية تحمل 200 طن من المواد الغذائية من منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي)، ومن المقرر أن تتبعها سفينة ثانية في تاريخ لم يكشف حتى الآن.

إلى ذلك، تواصل دول عدة إنزال مواد غذائية جوا في غزة. لكن الأمم المتحدة تؤكد أن نقل المساعدات برا يظل الطريقة الأسرع والأكثر نجاعة.

واتهمت منظمة أوكسفام غير الحكومية في تقرير الاثنين إسرائيل بـ"تعمد" منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك المواد الغذائية والمعدات الطبية، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي.

وقالت أوكسفام في تقريرها "رغم مسؤوليتها كقوة احتلال، فإن ممارسات إسرائيل وقراراتها تُواصل بشكل منهجي ومتعمد عرقلة ومنع أي استجابة إنسانية دولية ذات مغزى في قطاع غزة".

وأعلن رئيس الوزراء الايرلندي ليو فارادكار الأحد أن الفلسطينيين "يحتاجون إلى أن يتوقف سقوط القنابل"، داعيا إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وشدد على أن السكان "بحاجة ماسة إلى الغذاء والدواء والمأوى".