ابتزاز بالافلام الجنسية وإحالة ضباط الى الإمرة.. القضية تتخطى حدود العراق

أربيل (كوردستان24)- مازالت قضية الابتزاز بالافلام الجنسية تثير الجدل على نطاق واسع في الاوساط العراقية، بعد وصول فريق تحقيق امني الى دولة الامارات العربية المتحدة لاجراء تحقيق مع بعض المشتبهين في هذه القضية.

وكان عدد من ضباط وزارتي الداخلية والدفاع من بينهم ضباط برتب عسكرية كبيرة، قاموا بإنشاء صفحات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي لابتزاز ضباط آخرين وشخصيات معروفة بالافلام الجنسية بهدف الحصول على الاموال.

وكشف  مصدر مطلع الى ان التحقيقات في هذه القضية "طالت الاعلامية شهد الشمري وزوجها فهد زيد المقيمين في دبي"، مضيفاً أن "السلطات الاماراتية سمحت لوفد من المخابرات العراقية التحقيق معهما داخل الامارات بشأن قضية ابتزاز المسؤولين بالافلام الجنسية".

وأكدت هذه المصادر المطلعة "ان عباس الشروكي الشخص الذي تسبب في كشف عصابات الابتزاز في وزارتي الداخلية والدفاع بقيادة سعد معن وسعد العلاق ومساعدة مدير قناة السومرية وبعض اعلاميي الاطار التنسيقي ومنهم الشمري، انما هو عباس شياع السوداني ، شقيق رئيس الحكومة الذي تعرض للابتزاز بعد تصويره في احدى الشقق في شارع الاميرات مع وجه نسوي معروف في الاعلام الحكومي".

وأوضح المصدر "ان التحقيقات مع الاعلامية الشمري ابتدائية ولم يجر توجيه تهمة رسمية لها حتى الان حول دورها وزوجها في القضية . لكنه جرى تحذيرها في حال اخفت اية معلومات تخدم سير التحقيق"، مضيفة أن "التحقيقات تدور حول مصادر تضخم ثروة الشمري بطريقة سريعة لا تناسب دخل اية اعلامية شهيرة وقديمة في الخدمة، لاسيما بعد امتلاكها الفجائي شقتين فارهتين في قرية النخيل بدبي وبيتا في منطقة البيجية وشقة غالية الثمن في "بوابة بغداد" وسيارة جي كلاس وعددا من العقارات والاراضي".

وقال المصدر ان السلطات العراقية ابلغت المتهمين في الخارج الذين لا يتعاونون مع التحقيقات انها بصدد جلبهم بمذكرات قبض عبر الانتربول الدولي في حال عدم التعاون ، حتى ينتهي التحقيق. واكد المصدر عدم اعتقال اية امرأة حتى الان لكن جرى التحفظ على سفرهن والتحقيق معهن فقط .

فيما قالت مصادر اخرى في بغداد "ان التحقيقات الأولية كشفت عن ان اشرطة فيديو لتسجيل علاقات جنسية لكبار الضباط في الداخلية ومكافحة المخدرات والجيش جرى تهريبها الى بيروت ودبي في الأسابيع الماضية فيما لاتزال اشرطة أخرى مجهولة المكان في بغداد والمدن الأخرى وبعضها يجهل المتورطون بتسجيلها اين ذهبت".

وأضاف المصدر "ان استخبارات حزب الله في لبنان اطلعت على جانب من تفاصيل الفضيحة. وان البيان الرسمي الحكومي ماكان ليصدر لولا ان جهات خارجية معنية بملف العراق اصبحت محيطة بتفاصيل ماجرى".

وبحسب مصدر أمني كبير اعتمد عليه محمد شياع السوداني رئيس الحكومة لاحتواء الفضيحة التي هزت القوات المسلحة بكل اصنافها، فإنّ من الصعب السيطرة على التداعيات بعد تدخل سريع من قيادات شيعية وسنية لمنع اعتقال نساء من ذوات النفوذ المعروف في اوساط السياسيين والحشد، على صلة بالفضيحة الجنسية.

وأكدت المصادر أن 17 ضابطاً ومنتسباً أدلوا باعترافات خطيرة حول قيام الضابطين بإدارة وتمويل 6 صفحات وهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هي "العميد الكاظمي، يوميات ضابط دمج، شكاوى وهموم الشرطة، شبح الداخلية، فساد القوات الأمنية، شبح الدفاع"، إلى جانب صفحات وهمية أخرى، هدفها "تسقيط القيادات والضباط وابتزازهم واستغلال قانون (المحتوى الهابط) ضد إعلاميين ومدونين رفضوا التعاون معهم".

وتشير المصادر إلى أن هذه "الصفحات تقوم لاحقاً بالاتصال والتواصل مع الضحايا من أجل استلام المبالغ في مقابل مسح المنشورات".

وقالت المصادر المطلعة ببغداد انه جرى وضع ضباطا في الواجهة وتحميلهم كل المسؤولية وليس جزءا منها وذلك لابعاد قيادات وعناصر فصائل شيعية مسلحة ومتنفذة عن الفضيحة بعد ثبوت تورطهم في الابتزاز الجنسي.

وفي الاثناء، اكدت مصادر ان الفريق الركن سعد العلاق، واللواء سعد معن في صدارة هذه القائمة التي ضمت اكثر من 14 اسما من ضباط برتب كبيرة متورطين بهذه الشبكة، وتضم الشبكة ايضا بلوغرات وفاشنستات واعلاميات معروفات، مرتبطات بقيادات امنية ونواب ووزراء سابقين ومسؤولين كبار ومدير قناة فضائية.

وكان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء قوات خاصة يحيى رسول عبدالله قال في بيان له يوم 20 اذار الجاري "بعد تشكيل لجنة تحقيقية برئاسة وزير الداخلية وعضوية رئيس جهاز الأمن الوطني والمفتش العسكري لوزارة الدفاع، فقد توصلت التحقيقات إلى تحديد عناصر شبكة داخل المؤسسة تعمل على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي (صفحات بأسماء مستعارة) لابتزاز المؤسسة الأمنية والإساءة إلى رموزها، فضلاً عن ابتزاز الضباط والمنتسبين ومساومتهم".

وأضاف "قررت هذه اللجنة إحالة الضباط المتورطين بهذا الفعل غير القانوني إلى الإمرة، واستمرار الإجراءات القانونية اللازمة وإكمال التحقيقات بحقهم".

ويُذكر أن اللواء سعد معن مدير العلاقات العامة في وزارة الداخلية العراقية وهو أحد المتهمين في هذه القضية وأحيل الى الإمرة قد ألف كتاباً حول الابتزاز الالكتروني والوقاية منه بعنوان "كيف تحمي نفسك من الابتزاز الالكتروني" والذي صدر عام 2021.