هجمات في حمص وخطة الرقة بين خيارين أحلاهما مر

أفادت وسائل إعلام في المعارضة وأخرى مقربة من الحكومة السورية السبت بسقوط قتلى بينهم عسكريون في هجمات استهدفت مقارا أمنية في حمص.

اربيل (كوردستان24)- أفادت وسائل إعلام في المعارضة وأخرى مقربة من الحكومة السورية السبت بسقوط قتلى بينهم عسكريون في هجمات استهدفت مقارا أمنية في حمص.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا إن "أصوات إطلاق نار تسمع منذ صباح اليوم في مدينة حمص نتيجة هجمات من قبل مسلحين على عدة مقار أمنية داخل مدينة حمص".

وأضاف المرصد على موقعه الالكتروني أن الهجمات التي ترافقت مع أصوات انفجارات في المدينة أسفرت عن مقتل 10 عناصر من قوات الأمن.

وذكرت قناة الميادين المقربة من دمشق أن عدد القتلى بلغ 15 شخصا، وأشارت إلى أن الهجمات نفذها انتحاريون بشكل متزامن.

يعتقد ان تنظيم داعش يقف وراء الهجمات
يعتقد ان تنظيم داعش يقف وراء الهجمات

وقالت مصادر محلية إن ما لا يقل عن هجومين انتحاريين استهدفا فرعي أمن الدولة والأمن العسكري.

وترددت أنباء عن مقتل رئيس فرع الأمن العسكري وإصابة رئيس فرع أمن الدولة في الهجمات التي وقعت في حي الغوطة.

وأفادت تقارير بان الضابط الذي قتل هو برتبة عميد دون تأكيد الأنباء التي ترددت عن أنه رئيس فرع الأمن العسكري. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجمات.

خطة استعادة الرقة تتعقد

تشير تقارير إلى أن الخيارات المطروحة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن طرد داعش من معقله في سوريا تتعقد فإما إبعاد تركيا الحليفة في حلف شمال الأطلسي بالاعتماد على المقاتلين الكورد أو تبني خطة قد تبطئ الهجوم وتتطلب قوات قتالية أمريكية إضافية كثيرة.

ووفقا لما أوردته رويترز فانه على الرغم من الجهود الأمريكية لتهدئة المخاوف التركية تصر أنقرة على أن ينفذ الهجوم مقاتلون عرب محليون بدعم من القوات التركية على عكس قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة التي تضم مقاتلين عربا وكوردا.

تعهد ترامب في السابق بانه سيقضي على داعش من جذوره
تعهد ترامب في السابق بانه سيقضي على داعش من جذوره

وعكف مسؤولون عسكريون أمريكيون وأتراك في الأيام الأخيرة على مراجعة اقتراحات تركية لحملة الرقة الا إنهم لم يتوصلوا إلى قرار.

وقدر مسؤول تركي كبير طلب أيضا عدم نشر اسمه أن هناك ما يصل إلى عشرة آلاف مقاتل يمكن إتاحتهم لحملة الرقة بالإضافة إلى القوات التركية وأي قوات أمريكية تدعمهم.

صعوبات تعترض المهمة التركية

ومع ذلك فقد تساءل مسؤولون أمريكيون عما إذا كانت القوات المدعومة من تركيا على قدر المهمة، وأشاروا إلى الصعوبات التي واجهها المقاتلون المدعومون من تركيا في الأيام القليلة الماضية أثناء عملية طرد داعش من مدينة الباب السورية وهي أصغر كثيرا من الرقة.

ولا يعرف بالضبط كيف ستصل القوات التركية إلى الرقة ربما عن طريق شق طريق عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أو الأراضي الخاضعة لسيطرة الكورد.

وأشار مسؤول بالمخابرات الأمريكية أيضا إلى أن تركيا قد ترغب في تطهير مدينة منبج السورية من الكورد قبل الزحف إلى الرقة.

"سوريا الديمقراطية" الوحيدة المستعدة للمهمة

وقال بليز ميستال مدير برنامج الأمن القومي في مركز سياسة الحزبين "بقدر ما عبر الرئيس ترامب عن رغبته في استعادة الرقة بأسرع ما يمكن وبالقوة فإن القوة الوحيدة المستعدة للقيام بذلك هي قوات سوريا الديمقراطية".

وبحسب التقديرات الميدانية فان قوات سوريا الديمقراطية أكبر بكثير من القوة التي تقترحها تركيا اذ يصل عدد المقاتلين العرب الى نحو 27 ألفا لكن مسؤولي المخابرات الأمريكية يقولون إن تلك القوات لا تزال غير منظمة وغير مدربة بالشكل الملائم وتحتاج إلى دعم من القوات الكوردية.

قوات سوريا الديمقراطية تخوض بالفعل معارك مع داعش في محيط الرقة - صورة ارشيفية لكوردستان24
قوات سوريا الديمقراطية تخوض بالفعل معارك مع داعش في محيط الرقة - صورة ارشيفية لكوردستان24

وحتى لو دعمت الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية في الهجوم يشير ضباط في الجيش الأمريكي إلى أن هناك حاجة لقوات أمريكية إضافية.

ثغرات في خطة الرقة

ونقلت (سي.بي.اس نيوز) عن الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل رئيس القيادة المركزية الذي زار الشمال السوري يوم الجمعة قوله إن القوات التي تدعمها الولايات المتحدة "لا تملك إمكانية التنقل الجيد ولا تملك قوة نيران كبيرة".

وأضاف "لذلك علينا التأهب لملء بعض تلك الثغرات".

حملة درع الفرات تهدف لطرد داعش وكبح جماح التنامي الكوردي عند الحدود التركية
حملة درع الفرات تهدف لطرد داعش وكبح جماح التنامي الكوردي عند الحدود التركية

قال مستشار في الجيش الأمريكي إن قرار المضي في الحملة مع قوات سوريا الديمقراطية قد يضع عقبات لوجستية في طريق الولايات المتحدة لأن تركيا ستعارض على الأرجح السماح للقوات الأمريكية بالانتشار على حدودها لتقديم الدعم الجوي القريب ونيران المدفعية بعيدة المدى أثناء العملية.

وأضاف المستشار أن غضب الأتراك قد يعقد أيضا تدفق الإمدادات على الخطوط الأمامية، وقال "سيأتي المزيد عبر العراق وسيكون أبطأ قليلا... ستثير احتجاجات ومخاوف من الأتراك".

من يتولى الرقة لاحقا؟

وأحد عوامل استقرار سوريا على المدى البعيد هو من يتولى أمر الرقة بعد طرد داعش حيث تساءل ميستال مدير برنامج الأمن القومي في مركز سياسة الحزبين ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيسمح للقوات التركية بالسيطرة على المدينة. وحذرت تركيا من أن أي قوة يغلب عليها الكورد قد تؤدي إلى رد فعل عنيف من قبل سكان المدينة الذين يغلب عليهم السنة.

واعترف الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة بالتحديات في سوريا خلال منتدى في واشنطن يوم الخميس.

وقال دانفورد "عندما نقدم خيارات لترامب سنتحدث عن أهمية حليفتنا تركيا والتأكد من أن خططنا تتفق مع الحفاظ على تحالف قوي مع تركيا".

يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت مؤخرا أن مسودة خطة ترامب بشان القضاء على تنظيم داعش في العراق وسوريا ستتجاوز حدود البلدين وستنشر المسودة بحلول يوم الاثنين.