مسرور بارزاني يدعو لتدخل دولي لإقناع بغداد بالحوار

دعا مستشار مجلس أمن اقليم كوردستان مسرور بارزاني المجتمع الدولي لاسيما واشنطن الى التدخل لحل المشاكل المحتدمة بين بغداد واربيل.

اربيل (كوردستان 24)- دعا مستشار مجلس أمن اقليم كوردستان مسرور بارزاني المجتمع الدولي لاسيما واشنطن الى التدخل لحل المشاكل المحتدمة بين بغداد واربيل، قائلا إن دعم الاسرة الدولية لـ"حكومة طائفية" في بغداد ضد الاستفتاء الديمقراطي امر "يثير الاستغراب".

وجاء حديث مسرور بارزاني في الوقت الذي فرضت فيه بغداد سلسلة من الاجراءات العقابية بحق كوردستان ردا على اجرائها استفتاءً حظي بتأييد الاغلبية الكاسحة للاستقلال عن العراق. وتم حظر الطيران في مطارات الاقليم فيما فُرضت قيود على التعاملات التجارية.

ولم تحرك دول العالم ساكنا بسبب اجراءات بغداد غير ان بعضا منها اكد الاستعداد للعب دور الوسيط لحل الخلافات بين كوردستان والحكومة العراقية لكن ذلك لم يحدث.

وقال مسرور بارزاني في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ضمن برنامج (هارد توك) الشهير إن دعم الاسرة الدولية لاسيما الولايات المتحدة لـ"حكومة طائفية" في بغداد ضد عملية ديمقراطية متمثلة باستفتاء الاستقلال "امر يثير الاستغراب".

واُجري استفتاء الاستقلال في اواخر الشهر الماضي في مدن اقليم كوردستان كافة بالإضافة الى "المناطق المتنازع عليها" بين بغداد واربيل.

وأضاف الزعيم الكوردي الشاب ان استفتاء كوردستان لا يهدف لتغيير حدود الدول المجاورة وانه افضل حل لحسم المشاكل المحتدمة في العراق.

وتابع قائلا "العراق لم يحترم الدستور.. ولم يطبق مواده.. خاصة المادة 140" الخاصة بحسم السيادة على المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك.

وأشار بارزاني الى ان العراق استغل الدستور للعمل ضد كوردستان.

وقال "من الغباء الاعتقاد بان وضع العراق على ما يرام.. على العكس تماما هناك مشاكل متجذرة ويتعين حلها عبر الحوار وليس عن طريق استخدام القوة".

وحينما سئل عن موقف تركيا الرافض للاستفتاء قال مسرور بارزاني إنه يستغرب من "ردود الفعل السلبية" التركية وللدول الاقليمية لهذا الامر.

ومضى يقول "نحن نسعى (بعد استقلال كوردستان) لإقامة علاقات متينة مع تركيا وإيران والعراق".

وأعرب مسرور بارزاني عن اسفه للإجراءات العقابية التي اتخذتها بغداد ضد شعب كوردستان وقال ايضا "نستغرب صمت المجتمع الدولي تجاه هذا الامر".

وبعدما سئل عن الدور الامريكي قال بارزاني "لدينا علاقات جيدة مع امريكا ونشكرها على دعمها لكوردستان وعليها ان تمارس دورا مهما للوساطة بين اربيل وبغداد".

وأضاف "نحن نأمل أن لا تنحاز واشنطن الى اربيل او بغداد بهذا الجانب".

وأكد المستشار الكوردي ان قوات البيشمركة ستبقى تواصل مقارعة الارهاب مثلما لعبت دورا مهما في دحر تنظيم داعش بشهادة العالم.

وتابع "غير ان بغداد منعت وصول الاسلحة الثقيلة الى القوات الكوردية وقطعت حصة كوردستان من الموازنة" في الوقت الذي يستضيف فيه الاقليم نحو 1.8 مليون نازح منذ فرارهم من مناطقهم بعد الهجوم الذي شنه داعش منتصف عام 2014.

وقال "سنواصل الحرب ضد داعش.. والاستفتاء لم يؤثر على هذه الحرب".

ولفت مسرور بارزاني الى انه يتعين على المجتمع الدولي وبخاصة امريكا ممارسة دور فعال لنزع فتيل الازمة عبر الحوار الذي ترغب به اربيل بخلاف بغداد التي تميل الى تأزيم الاوضاع.

وزاد بالقول "نحن نمد يد الحوار الى الجميع ولا نريد ان نكون عاملا لعدم الاستقرار لا لدول الجوار ولا لدول الشرق الاوسط".

وأطلق إقليم كوردستان في وقت سابق نداء عالميا طالب خلاله الأسرة الدولية للضغط على بغداد لأجل وقف سياسة "العقاب الجماعي" بحق الإقليم.

وتقول حكومة كوردستان إن عقوبات العراق ضد الاقليم ستعرض حياة السكان والنازحين العراقيين الى "الخطر" في الوقت الذي بدأت فيه القوات العراقية تحشداتها في محيط كركوك ضمن خطوة تهدف للاستيلاء على حقول النفط والمطار والقاعدة العسكرية.

ويقول القادة الكورد إن التحركات العراقية ستفجر "كارثة كبيرة" و"نزاعا مدمرا" وطالبوا بغداد مرارا بالعودة الى طاولة الحوار.