برلين ثاني محطة لنيجيرفان بارزاني وأزمة بغداد على الطاولة

وصل رئيس الحكومة في اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الى برلين في ثاني زيارة يقوم بها الى اوروبا منذ استفتاء تاريخي اجري في ايلول سبتمبر الماضي وفجر ازمة مع بغداد.

اربيل (كوردستان 24)- وصل رئيس الحكومة في اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني الى برلين في ثاني زيارة يقوم بها الى اوروبا منذ استفتاء تاريخي اجري في ايلول سبتمبر الماضي وفجر ازمة مع بغداد.

ويعتزم بارزاني، الذي وصل مساء امس برفقة نائبه قوباد طالباني، اجراء سلسلة مشاورات مع كبار المسؤولين الالمان بمن فيهم المستشارة انجيلا ميركل بحسب ما قاله مراسل كوردستان 24 في برلين.

وستتركز المحادثات على ملف الازمة مع الحكومة العراقية التي فرضت اجراءات عقابية ردا على الاستفتاء الذي حظي بالتأييد الساحق للاستقلال.

ويسعى المسؤولون في اقليم كوردستان الى حث القوى الاوروبية للضغط على بغداد وإقناعها بالجلوس الى طاولة الحوار مع اربيل.

ولا توجد حتى الآن أي مؤشرات من جانب بغداد أو اربيل لإجراء الحوار على الرغم من ابداء الطرفين استعدادهما للتفاوض في القضايا الخلافية.

وقالت دائرة العلاقات الخارجية في كوردستان في بيان إن بارزاني سيجري مشاورات منفصلة مع ميركل ووزير الخارجية زيغمار غابرييل ووزيرة الدفاع أورسولا فوندرلاين في مختلف القضايا.

وبالاضافة الى الازمة مع بغداد سيناقش بارزاني مع ميركل آخر مستجدات الحرب ضد تنظيم داعش لاسيما دور المانيا فيها حيث تشارك ضمن تحالف دولي تقوده واشنطن.

ويقدم عسكريون المان المشورة والتدريب لقوات البيشمركة منذ نحو ثلاث سنوات في الوقت الذي مدد فيه البرلمان الالماني مهمة تدريب هذه القوات في الاقليم.

ورفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الشهر الماضي وساطة كان يفترض ان تقوم بها برلين لرأب الصدع بين بغداد وإقليم كوردستان وخفض توترات الاستفتاء بحسب ما ذكرته مجلة دير شبيغل الالمانية.

وبعد الاستفتاء بأيام فرضت الحكومة العراقية سلسلة اجراءات عقابية على اقليم كوردستان فحظرت الطيران الدولي في مطارات الاقليم وفرضت قيودا مالية وسيطرت على معظم المناطق المتنازع عليها لاسيما كركوك وطوزخورماتو المتجاورتين.

وفي مناسبات كثيرة دعت حكومة كوردستان الاسرة الدولية الى بذل اقصى جهودها لتهيئة الارضية المناسبة للبدء بمحادثات مع الحكومة العراقية في شتى القضايا الخلافية المتجذرة.

واجرى نيجيرفان بارزاني مطلع الشهر الجاري مباحثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس وشددا على اهمية حسم الخلاف بالسبل السلمية وبالحوار.

وبعد ذلك بأيام بحثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في اتصال هاتفي مع نيجيرفان بارزاني آخر مستجدات الوضع حيال الأزمة بين اربيل وبغداد، وقالت في الوقت نفسه إن بلادها ستواصل الكفاح من اجل حماية هوية الشعب الكوردي وشددت على ضرورة حل الازمة بالحوار.

ودعت ماي بارزاني الى زيارة بريطانيا.

ويتوقع ان يجري بارزاني زيارة الى لندن بعد اختتام جولته في برلين ضمن محاولاته لإيجاد مخرج سلمي للازمة بين اربيل وبغداد.

وتريد كوردستان طرفا ثالثا ضامنا للمحادثات غير ان بغداد لا تزال ترفض ذلك قبل ان يوافق الكورد على شروطها التي تتضمن الغاء نتائج الاستفتاء وتسليم المطارات وواردات النفط والمنافذ الدولية.

وبين اربيل وبغداد تاريخ حافل بالخلافات المتراكمة منذ سنوات خاصة تلك المرتبطة بالطاقة والموازنة والأراضي المتنازع عليها إلى جانب قضايا خلافية أخرى.