هل يحق للعراق اخراج قوات التحالف من اراضيه؟

Kurd24

يشهد العراق هذه الايام سجالات سياسية داخلية وخارجية فيما يخص بقاء قوات التحالف على اراضيه بعد طرد داعش منها، تتزامن مع مواقف لأطراف شيعية تؤكد ضرورة مغادرة هذه القوات الاراضي العراقية، ومواقف لأطراف اخرى تهدد علنا بضرب اي تواجد لهذه القوات واعتبارها اهدافا مشروعة لها في حال بقائها.

المحاولات الامريكية والغربية لشرعنة بقائها بالاتفاق مع حكومة بغداد لن تؤتي اكلها، اذا ما عرفنا ان القرار العراقي مرهون بالوصاية الايرانية، وفي احسن الاحوال فان الموافقة العراقية ستحدد الى حد كبير مستوجبات هذا التواجد ويفرغه من محتوياته، لذلك فان  فرض هذا التواجد وعدم الالتفات الى اخذ الموافقة العراقية قد يكون امرا ضروريا لأسباب كثيرة من بينها:-

-  لم يعد الارهاب يهدد منطقة الشرق الاوسط فقط بعد أن ضرب قلب اوروبا ودفعت شعوبها ثمن اخطاء ارتكبتها الحكومات في العراق وسوريا، ومن حق امريكا والدول الاوروبية حماية شعوبها وتقديم الامن لهم بكل الطرق، ومن بين هذه الطرق منع انتعاش الارهاب مرة اخرى في العراق الذي يمثل الجبهة الامامية للتصدي للإرهاب. لذلك فمن حق هذه الدول فرض تواجدها على الارض العراقية بالشكل الذي تراه مناسبا لحماية شعوبها دون الالتفات الى ما يسمى بالسيادة العراقية حتى وان رفضت الحكومة العراقية هذا التواجد.

- هناك الكثير من الشكوك حول تواطؤ جهات شيعية عراقية وبتخطيط ايراني في ظهور داعش واحتلاله لثلث مساحة العراق عام 2014، وهذا يفرض على المجتمع الدولي تواجدا عسكريا مستمرا له على الاراضي العراقية، والتحلي بجهوزية كاملة للتصدي لأي مخططات مستقبلية لهذه الاطراف الشيعية وايران قد تهدف الى تكرار تجربة داعش.

- معروف ان القرار السياسي العراقي مرهون بالإرادة الايرانية، وبما ان ايران تعتبر اي تواجد غربي على حدودها الغربية تهديدا لأمنها القومي، لذلك فان ايران لن توافق على هذا التواجد. اضافة الى انه وكما قلنا فان احزاب الاغلبية السياسية الشيعية الموالية لإيران تعارض بقاء هذه القوات على الاراضي العراقية، لذلك ففي كل الاحوال لن يتم الموافقة على تواجد طويل الامد لها، وسيكون بشكل محدود غير مؤثر في الحرب على الارهاب.

- نجحت الاحزاب الشيعية العراقية وإيران وحكومة بشار اسد في استخدام ورقة التنظيمات الارهابية لترسيخ تواجدهم في المنطقة، بالابقاء على نظام بشار الاسد في سوريا، وسيطرة الاحزاب الشيعية على كل العملية السياسية في العراق. لذلك فليس مستبعدا اثارتهم لهذا الملف من جديد اذا ما رأوا فيه ضرورة لتمرير مشاريع جديدة لهم مستقبلا.

- ان ضعف قدرات الاجهزة الامنية العراقية، وعدم كفاءتها، وافتقارها الى التعامل الصحيح مع مسببات التطرف والارهاب، كان سببا في ظهور داعش، مما يجعل من امكانية رجوع داعش او منظمات ارهابية اخرى امرا محتملا، وبما ان الارهاب وكما قلنا اصبح يمثل خطرا على الدول الغربية ايضا فمن حق هذه الدول حماية شعوبها بالبقاء في العراق لعدم تكرار المشهد السابق.

ان ما حدث في 2011 من خروج للقوات الامريكية من العراق كان سببه الارادة ايرانية التي ضغطت على نوري المالكي (المقرب من ايران) لتوقيع اتفاقية امنية مع امريكا، وساعد في ذلك فوز باراك اوباما بالرئاسة الامريكية انذاك المعروف برغبته في تمرير الاتفاقية تلك وسحب الجيش الامريكي. وكان واضحا حينها عدم موافقة الكثير من الساسة الكورد والسنة على هذا الانسحاب محذرين الحكومة العراقية من عدم جهوزية القوات الامنية العراقية لاستلام الملف الامني، رغم ذلك استمرت الحكومة العراقية في مخططها لتمرير الاتفاقية الامنية واكمال انسحاب القوات الامريكية، اعقب ذلك استباحة ايرانية كاملة للعراق وتحوله لضيعة ايرانية. وستحاول ايران هذه المرة ايضا وبكل ما لديها من اوراق ضغط لتكرار ما جرى من انسحاب القوات الامريكية في 2011، خاصة وان ابعاد امريكا عن العراق في هذا الوقت سيحقق الهدف الايراني الثاني في تحكم مليشيات الحشد الشعبي بكامل الوضع العراقي مما يضمن لها حماية دائمية لأمنها القومي.

 لذلك فأمريكا والتحالف الدولي مدعوة لعدم الوقوع في فخ الاتفاقيات الامنية مع بغاد مرة أخرى، وبدلا من اضاعة الوقت في مفاوضات غير مجدية مع الحكومة العراقية فان عليها اللجوء الى الامم المتحدة ومجلس الامن للحصول على قرار دولي  يسمح بتواجد قوات التحالف في المناطق المرشحة في ان تكون حواضن للإرهاب مثل العراق وليبيا وسوريا وأفغانستان وذلك للقضاء على هذه الافة الدولية.

 

ملحوظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان24 بأي شكل من الأشكال.