2020 عام جديد بدايته كتاب!

Kurd24
  • (الذاكرة السياسية، كاك فاضل ميراني)

بعيداً عن جو العمل والانشغال المتواصل اليوم خطفت عدة ساعات لأقرأ كتابًا "من الغلاف والى الغلاف" كان قد أهداني إياه الأخ العزيز والأستاذ المحترم رابي فاضل ميراني بعنوان (الذاكرة السياسية) وهو تسجيل حرفي مع هوامش توضيحية لنزرٍ يسير من الذاكرة السياسية (للسياسي الكوردستاني المخضرم) كاك فاضل ميراني ضمن سلسلة من المقابلات التي أجرتها معه فضائية العربية ضمن برنامج حواري.

كشاب وكسياسي تلذذت كثيرا بهذا الكم الدسم من المعلومات الدقيقة والشفافة للعديد من المحطات التاريخية الحساسة التي صاغت نتائجها واقعنا وما نحن عليه اليوم في كوردستان والعراق وحتى المنطقة والتي عايشها الأخ العزيز كاك فاضل وكان في العديد منها، جزءا مهما ومفصلياً من عملية صنع القرار وتنفيذه في آن واحد.

يأخذك كاك فاضل في حديثه برحلة عبر الزمن لشابٍ يافعٍ يختار البارزاني الخالد قائدا وهاديا لطريق النضال في سبيل قضية شعبه الحقة التي اختارها نهجًا لحياته، فيفقد والده ووالدته وهو يافع وبعيد عنهم لنضاله ضمن صفوف البيشمركة، ومن ثم يفقد أخيه الوحيد ليكون قربانا يقدم على مذبح الحرية شأنه شأن عشرات الآلاف من أبناء كوردستان ممن استشهدوا بعد تعذيبهم من قبل الأنظمة الدكتاتورية الشمولية في بغداد، فقد أخا وحيدا فقط لان أخيه الأصغر كان ضمن صفوف البيشمركة، هكذا كان الدكتاتور يتعامل مع الكوردستانيين، فكانت تفنى عائلة بكاملها لأن احد أفرادها لم يرضَ القبول بالظلم والهوان، هذه القصص نكاد لا نسمع بها نحن جيل ما بعد الانتفاضة المباركة، فنحن ترعرعنا والبعث وأجهزته القمعية كانت قد طردت قبل سنوات عدة من كوردستان، لذلك أغلبيتنا لا تعلم  ولا تستوعب مقدار الألم والقسوة والظلم والإرهاب (إرهاب الدولة) الذي تعرضت له الأجيال السابقة من شعبٍ كوردستان وكيف أن ما نتمتع به اليوم جاء ثمرة لنضال شعب والبيشمركة ودمائهم الطاهرة التي سالت في جبال ووديان وشوارع كوردستان، فما يتمتع به هذا الجيل، سحقت من أجله أجيال سابقة بكاملها، لذلك علينا أن نحافظ عليه بكل ما أوتينا من قوة وبأس.

يسجل كاك فاضل في هذا الكتاب، تاريخاً مقتضباً عن نضاله السياسي منذ بزوغ اهتماماته السياسية مروراً بنضاله العسكري كبيشمركة في جبال كوردستان وصولاً الى عودته مرة أخرى ليحمل السلاح مرة أخرى كمقاتل في صفوف البيشمركة تحت قيادة الرئيس بارزاني في زمار وجبهات عديدة ضد تنظيم داعش الإرهابي عوضاً عن دوره السياسي بكونه سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني.

أنا متأكد بأن ما تطرقت إليه فضائية العربية ضمن برنامجها الحواري ولضيق الوقت في البرامج التلفزيونية ليس إلا نزرًا يسيرًا جدا من الذاكرة السياسية للأستاذ فاضل ميراني عوضا عن ذاكرته الثقافية والفكرية والأدبية والإنسانية... لذلك أدعو أخينا العزيز رابي فاضل ميراني بأن لا يبخل علينا وعلى جيلنا بذاكرته كلها جمعاء في كتب قادمة رغم إننا نعلم "بأن كل ما يعرف لا يقال"!

 

ملاحظة: هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان 24 بأي شكل من الأشكال.