البعد الديني للدعم الأمريكي والاوروبي لإسرائيل

Kurd24

بدأ نفوذ الصھیونیة یتغلغل في المسیحیة عن طریق انشقاق استاذ اللاهوت الراهب والقس الالماني مارتن لوثر ( 1483-1546م) ومُطلق عصر الإصلاح في أوروبا من بعد اعتراضه على صكوك الغفران التي تصدرها الكنيسة الكاثوليكية. نشر في عام 1517 رسالته الشهيرة المؤلفة من خمسِ وتسعين قضيةً يتعلق أغلبها بلاهوت التحرير وسلطة البابا في الحل من (العقاب الزمني للخطيئة)، وقد أدى به رفضه التراجع عن نقاطه الخمس والتسعين تلك بناءً لطلب البابا ليون العاشر( 1513 – 1521م) عام 1520م والإمبراطور شارل الخامس إلى النفي والحرمان الكنسي وإدانته مع كتاباته بوصفها مهرطقةٍ كنسيًا وخارجةٍ عن القوانين المرعيّة في الإمبراطوريّة.

وكان البابا (ليو العاشر) فردا من (آل دى ميديتشى) ذوى النفوذ والسلطة آنذاك، وكان له ميل شديد نحو حياة البذخ والترف، كما كان مفتونا بكل ما هو باهض الثمن ومكلف، وذهب به الأمر إلى درجة أنه كان يمول الأعمال الفنية السائدة آنذاك من مال الكنيسة الخاص، غير أن نفقاته تلك تسببت بعجز مالى كبير فى خزينة الفاتيكان، ومن أجل إعادة الأمور إلى نصابها، اعتمد البابا (ليو) بشكل كبير على إصدار وبيع "صكوك الغفران"، وهى صكوك كانت الكنيسة تبيعها مقابل طلب المغفرة للمخطئين فى حقها وحق تعاليم المسيحية، كما كان الناس يشترونها كذلك من أجل "تنجية" أحد الأقارب المتوفين من عقاب الرب، أو إخراجهم من "منطقة البرزخ" التى يزعمون أنها منطقة تيْه تتوسط الحياة والموت. وتسبب هذا فى إثارة موجة غضب عارمة هاجم فيها الكثيرون البابا (ليو العاشر)، وكان من بين المناهضين لفكرة صكوك الغفران هذه هو (مارتن لوثر)، الذى أدت مؤلفاته بعنوان (95 رسالة) إلى إطلاق شرارة ما عرف لاحقا بإعادة الهيكلة البروتستانتية، وتسببت فى انقسام الكنيسة الكاثوليكية.

عندها أرسل مارتن لوثر رسالة إلى البابا ليو العاشر في روما سنة 1520م اتهمه فيها باستعمال الكنيسة الكاثوليكية لتحقيق مصالح شخصية له وللحاشية التي تحيط به، مؤكدا أنه لن يتخلى عن نضاله لتقويض تلك الكنيسة مادام حياً؛ فجاء رد فعل الكنيسة الكاثوليكية قاسيا حيث اعتبرت لوثر من الخارجين عن الكنيسة وطردته من الديانة المسيحية واتهمته بالهرطقة، وهي تهمة كانت عقوبتها آنذاك الحرق على الملأ.

لجأ لوثر بعد ذلك إلى العمل السري وعمل على استمالة بعض اليهود الذين كان لهم نفوذ كبير في المجتمع الالماني عن طريق التأكيد على أن مذهبه الجديد يعيد الاعتبار لليهود الذين كانوا يعانون من غصب المسيحيين وازدراء الكنيسة الكاثوليكية.

ثم أصدر لوثر كتابه (عيسى ولد يهوديا) سنة 1523م وقال فيه إن اليهود هم أبناء الله وإن المسيحيين هم الغرباء الذين عليهم أن يرضوا بأن يكونوا كالكلاب التي تأكل ما يسقط من فتات من مائدة الأسياد. ويرى الكثير من الكتاب والمؤرخين أن هذه الفترة تعد الولادة الحقيقية والفعلية للصهيونية المسيحية التي سبقت الصهيونية اليهودية. وكان أخطر ما حملته مطالب لوثر دعوته للعودة إلى كتاب التوراة العبرانية القديمة وإعادة قراءته بطريقة جديدة بالإضافة إلى اعتماد الطقوس العبرية في الصلاة عوضا عن الطقوس الكاثوليكية المعقدة.

وتتطرق الكثير من المصادر التاريخية إلى أن رغبة مارتن لوثر الجامحة في إعادة الاعتبار لليهود و"تمسيحهم" كانت تعود لإيمانه العميق بضرورة وجودهم في هذا العالم تمهيدا لعودة المسيح، واعتبرت دعواته تلك انقلابا على موقف الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تنظر لليهود على أنهم حملة لدم المسيح عيسى بعدما صلبوه. حيث دأبت الكنيسة الكاثوليكية على تحميل اليهود المسؤولية الكاملة عن مقتل المسيح. وكان بعض المسيحيين في أوروبا يحتفلون بمقتل المسيح عن طريق إحياء طقوس عملية الصلب، بل وكان سكان مدينة تولوز الفرنسية يحرصون على إحضار يهودي إلى الكنيسة أثناء الاحتفال ليتم صفعه من قبل أحد النبلاء بشكل علني إحياء لطقس الضرب الذي تعرض له المسيح من قبل اليهود.

كما أن هناك نصا في إنجيل متى يحمل اليهود مسؤولية مباشرة عن مقتل المسيح:{ 32 وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسْمُهُ سِمْعَانُ، فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ. 33 وَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ جُلْجُثَةُ، وَهُوَ الْمُسَمَّى «مَوْضِعَ الْجُمْجُمَةِ» 34 أَعْطَوْهُ خَلًا مَمْزُوجًا بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. وَلَمَّا ذَاقَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَشْرَبَ. 35 وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً». 36 ثُمَّ جَلَسُوا يَحْرُسُونَهُ هُنَاكَ. 37 وَجَعَلُوا فَوْقَ رَأْسِهِ عِلَّتَهُ مَكْتُوبَةً: «هذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ». 38 حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ الْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ الْيَسَارِ}. (متى 27: العدد 32 – 38)، ويذكر بالتفصيل كيف غسل بيلاطس الحاكم الروماني للقدس آنذاك يديه بالماء معلنا براءته من دم المسيح الذي كان اليهود على وشك صلبه قبل أن يصيح فيه اليهود قائلين {ليكن دمه علينا وعلى أولادنا}.

وهذه العبارة الأخيرة تطبع الاعتقاد المسيحي الكاثوليكي بشكل مرير ظهر جليا في الشعبية الكبيرة التي نالها فيلم "آلام المسيح" للمخرج المسيحي ميل غبسون الذي حصد مئات الملايين من الدولارات عدا حالات الإغماء الكثيرة التي شهدتها قاعات السينما التي عرضت الفيلم في الولايات المتحدة .

لكن بعد ذلك تغير رأي وفكرة لوثر عن اليهود عندما إطلع على أحوالهم وممارساتهم عن كثب؛ لذلك نشر كتابين تحت عناوين ( اليهود وأكاذيبهم) و(الاسم المقدس ونسب المسيح) جمعه من عدد كبير من المقالات وكلاهما نشرا في عام 1543م أي قبل ثلاث سنوات من وفاته، قال  فيها لوثر:" بأن اليهود لم يعودوا شعب الله المختار وإنما (أناس الشيطان)، ودعا لإحراق الكُنُس اليهودية وتدمير منازلهم ومنع الحاخامات من الوعظ والاستيلاء على أملاكهم، ووصفهم بأنهم (الديدان السامة) التي يجب أن (تعمل أو تطرد إلى الأبد)، وبين أنه (من الخطأ عدم قتلهم)".

 إن مؤلفات مارتن لوثرالاخيرة تركت تأثيرًا على أتباعه حتى بعد وفاته، فعلى الرغم من أن السلطات المدنية آنذاك رفضت طرد اليهود بناءً على اقتراح لوثر، فإن أعمال شغب اندلعت خلال عقد 1580م تعرض خلالها اليهود لطرد جماعي من المقاطعات الألمانية اللوثرية. وبحسب عدد كبير من المؤرخين، فإن شعبية (مارتن لوثر) كان لها الأثر البالغ في تطوير معاداة السامية في ألمانيا، وخلال فترة 1930-1940م استخدم الحزب النازي بقيادة هتلر كتابات لوثر، لتكون (الدعامة المثالية) لمعاداتهم الساميّة ومحاولات القضاء على اليهود وهذا ما حدث فعلا في الابادة النازية لليهود (= الهولوكوست ) في سنوات الحرب العالمية الثانية، ودفع ثمنها الفلسطينيون المسالمون خلال أكثر من سبعين عاماً.

وبحسب روبرت مايكل، فإن كل كتاب مطبوع خلال حكم الحزب النازي بقيادة المستشار الالماني هتلر يحوي اقتباسات من كتابات لوثر من عام 1919 لغاية 1945م، وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1938 تزامنًا مع عيد وفاة مارتن لوثر، أُحرقت العديد من الكنس في ألمانيا، ووفقًا للمؤرخ الالماني لجيري ديك، فإنّ النازية حصلت على دعمها الشعبي والكم الأكبر من أصواتها من المقاطعات البروتستانتية في ألمانيا، خلافًا للمقاطعات الكاثوليكية.

وفي المقابل، فإن بعض المؤرخين برأ  مارتن لوثر من كونه أصَّل معاداة السامية، وقال أن تأثير كتبه عن اليهود كان محدودًا ومؤقتًا، لكنّ النازيين استغلوا اسمه بشكل انتهازي، فكاتب سيرته (مارتن بريخت)، أشار إلى وجود فرق شاسع بين اعتقاد لوثر بأن الخلاص لن يناله اليهود، وبين الكراهية لهم على أساس عنصري. ورغم محاولات التبرير هذه، فإن صورة لوثر كمعادٍ للسامية، والمتسبب بالكراهية لليهود، لا تزال بارزة؛ ومن أصحاب الآراء الشهيرة في هذا الخصوص (رولاند باينتون) وهو مؤرخ كنسي لوثري، قال" أنه يتمنى لو كان لوثر قد مات قبل أن يضع كتابه (عن اليهود وأكاذيبهم)".

وابنداءً من سنة 1980م فما فوق تنكرت الكنائس اللوثرية من تصريحات مارتن لوثر حول اليهود، ورفضوا استخدامها للتحريض ضد اليهود أو ضد اليهودية بأي شكل من الأشكال.

وعلى أية حال تقوم الصهيونية المسيحية على تفضيل الطقوس العبرية في العبادة على الطقوس الكاثوليكية، فضلاً عن دراسة اللغة العبرية على أساس أنها كلام الله، وتشير الكثير من المصادر التاريخية إلى أن رغبة مارتن لوثر الجامحة في إعادة الاعتبار لليهود و(تمسيحهم) كانت تعود لإيمانه العميق بضرورة وجودهم في هذا العالم تمهيدا لعودة المسيح المنتظر.

المذھب البروتستانتي ھو المذھب الذي یدین به الیوم غالبية الامريكيين والكنديين والبريطانيين والالمان والهولنديين والسويديين والدانمركيين والنرويجيين والايسلنديين وغيرهم، ولكن داخل ھذا المذھب شيع كثیرة تُعد بالعشرات منھا ما لا یمكن فصل عقیدتها عن الیھودیة أو الصھیونیة لفرط الاشتباك والتفاعل بینھما، أما الأدبیات الیھودیة التي تسربت إلى صمیم العقیدة المسیحیة البروتستانتیة الصھیونیة عبر ھذه الفرق، فھي تدور حول محاور ثلاثة:

الأولى: ھو أن الیھود ھم شعب الله المختار، وأنھم یكّونون بذلك الأمة المفضلة على كل الأمم مھما فعلوا وعملوا لا یمكن إنتقادھم.

الثانية: ھو أن ثمة ميثاقاً إلھیاً یربط الیھود بالأرض المقدسة في فلسطین، وأن ھذا المیثاق الذي أعطاه الله لإبراھیم (علیه السلام) ھو میثاق سرمدي حتى قیام الساعة، وعلیه من واجبات المسیحیة الصھیونیة تسھیل ھجرة الیھود الى فلسطین من جمیع النواحي بینھا إفتتاح مكاتب للھجرة الیھودیة الى الأراضي المقدسة.

الثالثة: ھو ربط الإیمان المسیحي بعودة السید المسیح بقیام دولة صھیون سنة 1948م، وإحتلال الجانب الشرقي من القدس في 6/6/ 1967م، أي بإعادة تجمیع الیھود في فلسطین و(بناء هيكل سليمان) حتى یظھر المسیح فیھم، فقیام دولة إسرائیل واحتلال القُدس، ھو شرط جوھري لنھایة سنوات المنفى الیھودیة والعودة المنتظرة للماشيح(= المسيح)، ومن أجل ذلك ینبغي تقدیم كل أنواع الدعم الى اليهود.

ففي الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي بيل كلينتون الديمقراطي أمام الكونغرس اليهودي عام 1994م، قال" إن الرب لن يسامحنا إذا تخلينا عن إسرائيل؛ لأن إرادة الرب أن تكون إسرائيل هي الوطن الإنجيلي للشعب اليهودي للأبد، لذلك ستقف أميركا معها دائما".

لم يعترض أحد في الولايات المتحدة الأميركية على استخدام كلينتون لهذه المصطلحات الدينية على أساس أنها تشكل تحديا للعلمانية، وهذا يوضح أن البعد الديني للعلاقة بين أميركا وإسرائيل يحظى باتفاق داخل الولايات المتحدة، وأن الأمر لم يكن بلاغة خطابية استخدم فيها كلينتون اللغة الدينية.

وهنا يتساءل المراقبون سؤالاً غريباً :(ما دور الدين في تشكيل العلاقات الأميركية الإسرائيلية)؟ في عالم يروج للعلمانية باعتبارها من أهم أركان ثقافة العولمة، لكن هناك كثيرا من الأدلة على أن الدين يقوم بدور مهم في تشكيل العلاقات الدولية، لأن الجذور التاريخية لهذا الخطاب تبنته الكثير من الجماعات الدينية المسيحية خلال القرن التاسع عشر يقوم على أن المسيحيين واليهود شركاء في تنفيذ خطط الرب، وأن اليهود يعيشون في منفى بعيدا عن أرضهم، وأن كلام الرؤوساء الامريكان وساستهم صدىً لها.

يقول (دانيال هوميل) إن الرؤية الدينية شكلت العلاقات الخارجية الأميركية منذ نشأة الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر على يد اليهودي النمساوي ثيودور هرتزل(1860 – 1904م)، وأسهمت هذه الرؤية في تزايد تأييد أميركا ومساندتها للحركة الصهيونية خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، وفي تحيز أميركا المستمر لإسرائيل بعد إنشائها عام 1948م وفيما بعد.

ولقد أسهم موقف أميركا السلبي من الإسلام في تقوية علاقاتها بإسرائيل؛ وهذا ما يبدو واضحاً في العلاقة بين أميركا وإسرائيل، رغم أن الجالية الإسلامية أكبر عدداً من الجالية اليهودية، ولكن الدين، أي العلاقة الخاصة التأريخية بين اليهودية والبروتستانتية وتحديداً الانجيليين منهم، واللوبي اليهودي، ورؤوس الاموال اليهودية؛ دور كبير في تشكيل السياسة الخارجية لامريكا والدول الغربية البروتستانية المتحالفة معها، وأن الدين عامل مهم لا يمكن تجاهله في تحليل العلاقات الدولية.

والأخطر من ذلك حالیاً، ھو أعتقاد المسیحیة الصھیونیة وفي مقدمتھم رؤساء امریكا وبعض سیاسیھا ان اعادة بناء (الھیكل الیھودي) على أنقاض المسجد الأقصى بات وشیكا؟، فضلاً عن ذلك توسیع حدود (اسرائیل) لتشمل لیس فقط الأراضي الفلسطینیة بل على الأساس الحرفي ل(سفر التكوین 18:15)، والقائل: " فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ"، وهذا يشمل أراضي كل من: مصر والاردن وسوريا ولبنان والعراق والمملكة العربية السعودية ( المدينة المنورة وخيبر تحديداً).

لذلك ما أن بدأت عملية ( طوفان الاقصى) على يد حماس حتى بادر الساسة الغربيون الذين يعتنقون المذهب البروتستانتي ولو ظاهريا: بالاسم: الرئيس الامريكي (جو بايدن)، ورئيس وزراء بريطانيا ( ريشي سوناكا من أصول هندية) ومستشار المانيا ( أولاف شولتس)، مع الرئيس الفرنسي الكاثوليكي(ماكرون)، الى تقديم دعمهم المادي والمعنوي اللامحدود لإسرائيل واعتبار عملية طوفان الاقصى) عملية إرهابية والتصدي لها، واعتبار منفذيها لا يقلون دمويةً وتوحشاً عن تنظيم داعش، أي بعبارة أخرى شيطنة المقاومين الفلسطينيين، و:انهم هم الذين أذاقوا الاسرائيليين الويل والثبور طيلة أكثر سبعين عاماً، وأن الفلسطينيين هم من أحتل أرض إسرائيل؟؟؟:؛ وهذا ما سنح للساسة الاسرائيليين باستعمال أقسى الهجمات وأشدها فتكاً وتدميراً بالفلسطينيين العزل المحاصرين منذ أكثر من خمسة عشر عاماً متواصلة، من كل دعم عربي وإسلامي بل وإنساني، وأمام أنظار الانسانية  والامم المتحدة جمعاء دون وازع من ضمير أو وجدان أو إحساس بشري وكأنهم يكافحون الحشرات بالمبيدات الكيمياوية!!!.