القواسم المشتركة و التقارب الفكرى بين العرب و الكورد فى العراق

Kurd24

يتمتع العرب والأكراد في العراق بهويات ثقافية متميزة. ومع ذلك، فمن الضروري أن نلاحظ أن كلا المجموعتين لديهما تاريخ غني واختلافات داخلية متنوعة. إن فهم المقاربات الثقافية بين العرب والأكراد ينطوي على التعرف على خلفياتهم التاريخية ولغتهم وتقاليدهم وبنيتهم الاجتماعية. وفيما يلي بعض خصائص كلا الشعبين في العراق و الوسائل التقريبية بينهما:

أولاً: العرب في العراق:

1. اللغة: يتحدث العرب في العراق في المقام الأول اللغة العربية، وهي لغة موحدة ثقافية هامة بينهم.

2. الدين: غالبية العرب في العراق مسلمون، غالبيتهم من المسلمين الشيعة في المناطق الجنوبية والمسلمين السنة في الأجزاء الوسطى والغربية.

3. البنية الاجتماعية: غالبًا ما تؤكد المجتمعات العربية بقوة على الهياكل الأسرية الممتدة والانتماءات القبلية. يمكن أن تؤثر الروابط القبلية والعائلية على الديناميكيات الاجتماعية والسياسية.

4. التراث الثقافي: يتمتع العرب في العراق بتراث ثقافي غني، يساهم في الأدب والفن والعلوم. لقد كانت العاصمة بغداد تاريخياً مركزاً للتعلم والثقافة في العالم العربي.

 

ثانياً: الكورد في العراق:

1. الكورد في العراق يتحدثون اللغة الكردية في الغالب، وهي لغة هندية أوروبية. هناك لهجات مختلفة للغة الكردية، وتلعب اللغة دوراً حاسماً في الهوية الكردية. بالإضافة إلى ذلك، فهم يتحدثون ويفهمون اللغة العربية أيضًا.

2. الدين: الكورد في العراق، مثل العرب، هم في الغالب مسلمون. هناك أكراد سنة وشيعة، ويمكن للهوية الدينية أن تؤثر على الممارسات الثقافية. بالإضافة إلى ذلك، لديهم ديانات أخرى مثل المسيحية والإيزيدية والشبك.

3. البنية الاجتماعية: يدور المجتمع الكردي تاريخياً حول بنية قبلية وعشائرية أسوة بالمجتمعات العربية. ومع ذلك، فقد أثر التحضر والتحديث على التغيرات في الهياكل الاجتماعية. يؤمنون بالعيش السلمي مع الآخرين ويئمنون بالتعددية ( القومية، والدينية والسياسية).

4. التراث الثقافي: يتمتع الكورد بتراث ثقافي فريد من نوعه مع الموسيقى والرقص والملابس التقليدية المميزة. وقد ساهم النضال الكردي من أجل الحكم الذاتي والاعتراف في شعور قوي بالهوية الوطنية.

 

ثالثاً: القواسم المشتركة:

1. الروابط التاريخية: لقد تبادل العرب والأكراد تجارب تاريخية، بما في ذلك فترات التعاون والصراع. وقد شكل التاريخ المعقد علاقاتهم وتفاعلاتهم.

2. التبادل الثقافي: على مر القرون، كان هناك تبادل ثقافي بين العرب والأكراد، مما أدى إلى تبادل تقاليد وعادات وممارسات محددة.

3. الإسلام: العرب والأكراد في العراق يشتركون في الإسلام كدين مشترك. ورغم وجود اختلافات بين الإسلام السني والشيعي، إلا أن الدين يلعب دورًا مهمًا في النسيج الثقافي لكلا المجموعتين.

4. الروابط العائلية والقبلية: تؤكد كلا المجموعتين على الهياكل الأسرية الممتدة والانتماءات القبلية، والتي يمكن أن تؤثر على الديناميكيات الاجتماعية والتحالفات السياسية.

ومن الضروري التعامل مع هذه الملاحظات بحساسية والتعرف على التنوع داخل كل مجموعة. يمكن للتجارب الفردية والمعتقدات الشخصية والاختلافات الإقليمية أن تؤثر بشكل كبير على النهج الثقافي للعرب والأكراد في العراق. بالإضافة إلى ذلك، تساهم العوامل السياسية والتاريخية في الديناميكيات المعقدة بين هذه المجتمعات.

 

رابعاً: الوسائل الوسيطة لتقريب الفكر العربي من الكردي في العراق؟

إن بناء التفاهم وتعزيز العلاقات الوثيقة بين المجتمعات العربية والكردية في العراق ينطوي على وسائل وساطة مختلفة تعزز الحوار والتبادل الثقافي والاحترام المتبادل. فيما يلي بعض الأساليب المحتملة:

1. المبادرات التعليمية:

• إدراج المناهج الدراسية: دمج وجهات نظر وتاريخ متنوعة، بما في ذلك تلك الخاصة بالعرب والأكراد، في المناهج التعليمية لتعزيز فهم أكثر شمولاً للثراء الثقافي للبلاد.

• برامج اللغة: تشجيع البرامج اللغوية التي تدرس اللغة العربية والكردية، وتسهيل التواصل والتبادل الثقافي.

2. برامج التبادل الثقافي:

• مهرجانات الفن والموسيقى: تنظيم فعاليات تعرض الفن والموسيقى والرقص والأدب العربي والكردي، مما يوفر منصة للتعبير الثقافي والتفاهم.

• المعارض الثقافية: استضافة المعارض التي تسلط الضوء على التراث الثقافي المشترك ومساهمات كلا المجتمعين.

3. الإعلام والاتصال:

• وسائل الإعلام المتعددة اللغات: دعم وسائل الإعلام التي تقدم محتوى باللغتين العربية والكردية للوصول إلى جمهور أوسع وتعزيز الوعي الثقافي.

• المشاريع الإعلامية التعاونية: تشجيع المشاريع الإعلامية المشتركة التي تؤكد على القيم والتاريخ والتطلعات المشتركة.

4. المشاركة المجتمعية:

• الحوار بين الأديان: تسهيل الحوار بين الأديان الذي يجمع الزعماء الدينيين العرب والأكراد لمناقشة القيم المشتركة وسد الانقسامات الدينية المحتملة.

• الأحداث المجتمعية: تنظيم الأحداث المجتمعية التي تعزز التفاعل بين العائلات العربية والكردية، وتعزيز الروابط على المستوى الشخصي.

5. الحكم المحلي والتمثيل:

• السياسات الشاملة: الدعوة إلى سياسات حكم شاملة تحترم حقوق وتمثيل المجتمعات العربية والكردية على المستويين المحلي والإقليمي.

• مشاريع التنمية المشتركة: دعم المبادرات التعاونية التي تعالج التحديات الاقتصادية والاجتماعية المشتركة، وتعزيز التعاون والتفاهم.

6. المصالحة التاريخية:

• الروايات التاريخية المشتركة: تشجيع تطوير رواية تاريخية مشتركة تعترف بمساهمات وتجارب كل من المجتمعات العربية والكردية.

• المنتديات التاريخية: تنظيم منتديات حيث يمكن للمؤرخين والعلماء من كلا المجتمعين مناقشة الأحداث التاريخية بشكل مفتوح، وتعزيز الفهم المشترك.

7. حل النزاعات وبناء السلام:

• مبادرات بناء السلام: دعم المبادرات التي تهدف إلى حل المظالم التاريخية وبناء السلام بين المجتمعات العربية والكردية.

• منصات الوساطة والحوار: إنشاء منصات محايدة للحوار والوساطة حيث يمكن لممثلي كلا المجتمعين معالجة المخاوف والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة.

8. الوساطة والدعم الدولي:

• المنظمات الدولية: تشجيع المنظمات الدولية على تسهيل الوساطة ودعم المبادرات التي تعزز المصالحة والتفاهم.

• الجهود الدبلوماسية: الدعوة إلى الجهود الدبلوماسية التي تعالج اهتمامات كل من المجتمعات العربية والكردية ضمن السياق الأوسع للوحدة الوطنية.

ومن الأهمية بمكان أن تكون وسائل الوساطة هذه شاملة، وتحترم التنوع الثقافي، وتراعي السياقات التاريخية. والهدف هو خلق بيئة حيث يمكن للمجتمعات العربية والكردية المشاركة في حوار مفتوح، وتقدير وجهات نظر بعضهم البعض، والعمل من أجل تعايش أكثر انسجاما. وعلى الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم العمل بكل جهودهما لعقد حوارات في بغداد وأربيل واستضافة الأكاديميين ورؤساء العشائر ورجال الدين من كافة مكونات العراق للتقريب بينهم وإزالة أحداث الماضي المؤلمة للمضي قدما نحو الأمام لبناء العراق الجديد لمصلحة جميع العراقيين تحت مظلة الدستور الذي تصان فيه حقوق جميع العراقيين.