لاجئون سوريون يعتبرون الإنتخابات "محسومة النتائج" والأسد يعول عليها

اربيل- K24:

يرى لاجئون سوريون، أن الانتخابات النيابية التي اجريت امس في بلادهم تعد "محسومة" النتائج لمؤيدي النظام السوري، في وقت قال آخرون انها تظهر تأييد الناس للرئيس بشار الاسد الذي عول عليها مع بدء مع استئناف مباحثات السلام السورية.

وأدلى سوريون بأصواتهم في انتخابات برلمانية بمناطق خاضعة لسيطرة الحكومة يوم الأربعاء فيما انتقدت المعارضة والقوى الغربية الانتخابات واعتبرتها "فاقدة للشرعية".

ولم يشارك اللاجئون السوريون في الانتخابات ومنهم الفارون الى تركيا ويبلغ عددهم نحو مليوني لاجئ كانوا قد اجتازوا الحدود منذ بدء الحرب السورية.

ويقول لاجئ سوري يدعى علي حنتوش لـ"كوردستان24" "الوضع السوري الآن غير مناسب لإجراء إنتخابات.. لذا يجب أن تنتهي هذه الحرب في سوريا كي يتسنى لكافة المكونات السورية أن تصوت في الإنتخابات بديمقراطية".

ورغم ان حنتوش كان يتطلع الى ان تكون انتخابات شاملة غير محسوبة على النظام السوري، الا انها مضت قدما بمعزل عن عملية السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة بهدف إنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ خمس سنوات.

وبدأت جولة جديدة من المباحثات في جنيف يوم الأربعاء لكن التصعيد في القتال ألقى بظلال سوداء على آمال ضئيلة أصلا لتغليب الدبلوماسية.

ويقول محمد أبو رشيد وهو لاجئ مقيم في المخيمات التركية إن الحرب السورية والإختلافات بين الأطراف مزقت البلاد.

واضاف "من المعلوم أن النظام السوري يظلم مواطنيه لذا أتمنى أن يتوقف الظلم وأن تغدو سوريا بأقرب وقت وطنا يتعايش فيه كافة المكونات".

وتقول الحكومة السورية إن الانتخابات عقدت التزاما بالدستور وهو الرأي نفسه الذي عبر عنه حلفاؤها في روسيا.

ويصوت السوريون لانتخاب 250 نائبا بالبرلمان الذي لا يملك سلطة حقيقية في النظام الرئاسي المطبق بسوريا. وسعت السلطات لحشد الناخبين بشعار "صوتك بيكمل صمودك".

ويرى رمضان سارجر في حديث لـ"كوردستان 24" أن "نتائج الإنتخابات معروفة مسبقا لأن الموالين للأسد فقط هم من شاركوا فيها ولم يشارك غيرهم بها".

"لقد هربنا من ظلم النظام السوري وسكننا في هذه الخيم لكن هذه المخيمات أكثر أمانا من سوريا بالنسبة لنا" يقول رمضان حيث يرفض الانتخابات.

ويقول ناخبون سوريون نقل التلفزيون الرسمي احاديثهم ان الانتخابات خطوة في الاتجاه الصحيح وانها تظهر تأييد الناس لمفهوم "الدولة". وقال آخرون انها تظهر تأييد الناس للاسد.

وبث التلفزيون السوري لقطات اظهرت اصطفاف العشرات للإدلاء بأصواتهم في أحد مراكز الاقتراع حيث علقت صورة للأسد على الحائط. وفي الخارج رقص البعض.

وأدلى الأسد بصوته في دمشق برفقة زوجته أسماء وابتسم وهو يتحدث للتلفزيون الرسمي قائلا معولا على الانتخابات "صحيح تمكن الإرهاب من تدمير الكثير من البنية التحتية وتمكن الإرهاب من سفك الدماء لكنه لم يتمكن من تحقيق الهدف الأساسي الذي وضع له وهو ضرب البنية الأساسية في سوريا البنية الاجتماعية الهوية الوطنية".

وانتقد أسعد الزعبي رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف الانتخابات وقال إنها "فاقدة للشرعية وليست سوى مسرحية من أجل المماطلة".

وأودى الصراع بحياة أكثر من ربع مليون شخص وشرد الملايين وقسم سوريا لمناطق تخضع بعضها لسيطرة الحكومة والبعض الآخر لسيطرة تنظيم داعش وجبهة النصرة وأطياف من الفصائل المعارضة بينها فصائل كوردية.

وتسيطر حكومة دمشق على نحو ثلث مساحة سوريا بما في ذلك المدن الكبرى في الغرب وفيها سوريون لم يفروا من البلاد. وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في الخارج بنحو 5.8 مليون شخص.

وينتخب البرلمان كل أربع سنوات وهذه هي ثاني انتخابات برلمانية تجريها سوريا في زمن الحرب. وأعيد انتخاب الأسد رئيسا للبلاد في انتخابات رئاسية عام 2014.

وقالت الحكومة إنها لن تشارك في مباحثات السلام إلا بعد الانتخابات. ويتوقع أن تبدأ مشاركة الحكومة اعتبارا من يوم الجمعة بينما التقى وفد المعارضة بالفعل مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا امس الاربعاء.

وقال دي ميستورا إن مسؤولين بارزين في كل من موسكو ودمشق وطهران وعمان دعموا فكرة مناقشة الانتقال السياسي لكنه يريد أن يرى التزاما مرة أخرى تجاه الهدنة التي قال إنها شهدت أحداثا خطيرة لكنها لا تعتبر "حريقا كبيرا."

وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جميع الأطراف على الالتزام بما تصفه الأمم المتحدة بأنه "اتفاق وقف الأعمال القتالية."

وأبرمت الهدنة الجزئية في فبراير شباط الماضي ولا تشمل تنظيم داعشولا جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة وساعد في جمع أطراف القتال في جنيف.

لكن القتال في جنوب حلب ضغط بشدة على اتفاق الهدنة واستبعدت دمشق قبل الجولة الأولى من المباحثات الشهر الماضي أي مناقشة لوضع الأسد.

ويتهم كل طرف الآخر بانتهاك الهدنة. وقال رئيس وفد المعارضة إن الحكومة أسقطت 420 برميلا متفجرا الشهر الماضي وحده. وتنفي الحكومة استخدام مثل هذه الأسلحة.

وقالت دول أجنبية تناصب الأسد العداء إن الانتخابات لا تتفق مع قرار لمجلس الأمن يدعو لإجراء انتخابات في نهاية مرحلة انتقالية بعد 18 شهرا. وقال حلفاء الأسد وعلى رأسهم روسيا إن الانتخابات متوافقة مع الدستور.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية "قرار النظام بعقد انتخابات يمثل دليلا لانفصاله عن الواقع. لا يمكهم شراء الشرعية بإجراء مشهد صوري من الديمقراطية."

وقالت فرنسا إن الانتخابات "صورية" يجريها "نظام قمعي" لكن روسيا تقول إن الانتخابات ضرورية لتجنب أي فراغ في السلطة.

وقال وزير خارجيتها سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي "هناك تفاهم بالفعل بخصوص صدور دستور جديد كنتيجة لهذه العملية السياسية تجري على أساسه انتخابات مبكرة."

وتابع "لكن قبل أن يحدث يذلك يجب أن نتفادى أي فراغ تشريعي... هذه الانتخابات التي تجري اليوم تهدف للقيام بهذا الدور وهو عدم السماح بحدوث فراغ تشريعي."

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الانتخابات أظهرت أن الشعب السوري هو من يقرر مصيره.

ورفض سوريون يقيمون في مناطق تسيطر عليها المعارضة هذه الانتخابات.

ت: س أ