الرئيس بارزاني يثبت فرقاً بين العراق وكوردستان بـ"دليل" ويأسف لنزوح عكسي بقيادة "الحشد"

أعرب الزعيم الكوردي مسعود بارزاني الاثنين عن اسفه لحدوث فصل جديد من نزوح المسيحيين من بعد سيطرة القوات العراقية والحشد الشعبي على مناطقهم التي اسهمت البيشمركة في تحريرها.

اربيل (كوردستان 24)- أعرب الرئيس مسعود بارزاني الاثنين عن اسفه لحدوث فصل جديد من نزوح المسيحيين بعد سيطرة القوات العراقية والحشد الشعبي على مناطقهم التي اسهمت البيشمركة في تحريرها من قبضة داعش في السنوات القليلة الماضية.

وأطلقت البيشمركة الشرارة الاولى لمعركة تحرير الموصل وحولها واخترقت خطوط الصد الامامية لتنظيم داعش لتفسح المجال بعد ذلك لدخول القوات العراقية الى المناطق كانت ترزح تحت قبضة المتطرفين الذين ارتبكوا فظائع جسيمة ضد المسيحيين والايزيديين.

وقال بارزاني في بيان اصدره مكتبه بمناسبة اعياد رأس السنة الميلادية إن معظم المسيحيين عادوا الى مناطقهم بعد تحريرها من قبل البيشمركة بعدما لاذوا بمدن إقليم كوردستان لنحو ثلاث سنوات في اعقاب الهجوم الذي شنه المتشددون صيف عام 2014 غير انهم نزحوا مجددا.

ويتركز وجود المسيحيين على الاغلب في مناطق سهل نينوى الواقعة الى الشمال والشمال الشرقي لمدينة الموصل وتضم بلدات عديدة يقطنها مسيحيون وشبك وايزيديون وفئات دينية اخرى. واشتركت مناطق عدة في استفتاء اجراه كوردستان وحظي بالتأييد الساحق للاستقلال.

وردت بغداد الرافضة على الاستفتاء الذي اجري في 25 أيلول سبتمبر بعقوبات على الاقليم فحظرت الطيران المدني في مطارته وسيطرت- بشكل احادي- على معظم المناطق المتنازع عليها بما فيها الواقعة في سهل نينوى موطن الاثنيات غير المسلمة.

ولعب الحشد الشعبي الذي تدعمه ايران دورا محوريا في السيطرة على المناطق المتنازع عليها مما دفع الالاف من السكان لاسيما الكورد والمسيحيين الى النزوح لإقليم كوردستان بعدما وردت انباء عن وقوع انتهاكات بحقهم وصلت الى الاعتداءات الجنسية.

وقال بارزاني إنه يأسف لحصول فصل جديد من نزوح المسيحيين بسبب الهجوم الذي شنه الحشد الشعبي على مناطقهم في سهل نينوى.

وسيطر الحشد الشعبي على سهل نينوى في 16 من تشرين الاول اكتوبر ونشر فصائل مسيحية تدين بالولاء له. وفي منتصف الشهر الجاري وقعت مناوشات وخلافات بين فصائل اثنية متنافسة لاسيما بين الشبك والمسيحيين في المنطقة الامر الذي اثار القلق.

وأضاف بارزاني أن "وجود اي ايديولوجيات متطرفة تحت اي عنوان يشكل تهديدا خطيرا للتعايش والامن والاستقرار" في العراق والمنطقة.

ويوجد في إقليم كوردستان المجاور لمحافظة نينوى- التي تضم مناطق متنازع عليها- أغلبية من الكورد المسلمين يعيشون جنبا إلى جنب مع سكان يعتنقون معتقدات عديدة لاسيما المسيحيين والايزيديين والشبك والكاكائيين والتركمان وباقي الفئات الدينية والعرقية الأخرى.

وقال بارزاني إن "وجود عدد هائل من النازحين من كافة المجموعات العرقية والدينية من العراق الى اقليم كوردستان دليل قوي يظهر قيمة عالية للتعايش بين شعبنا".

وأشار إلى أن البيشمركة دافعت بدمائها عن كل الجماعات الإثنية والدينية، وستظل إقليم كردستان ملاذا آمنا للمسيحيين وجميع المكونات الأخرى.

وتابع "نؤكد لأشقائنا المسيحيين في كوردستان أن الفكر الإرهابي والتمييز الديني والفكر الطائفي ليس له مستقبل.. نحن إخوة".

وبحسب ارقام رسمية يعيش في اقليم كوردستان نحو 300 الف مسيحي.

وقال بارزاني الذي شغل منصب رئيس اقليم كوردستان 12 عاما "لا يمكن لأي قوة ولا أيديولوجيات متطرفة ان تتسبب بإحداث شرخ بين مجتمعنا".

وتعرض المسيحيون في العراق الى اعمال عنف منذ عام 2003 مما دفع الكثير منهم الى التوجه لإقليم كوردستان بينما غادر آخرون الى اوروبا وأمريكا طلبا للامان.

ويعد اقليم كوردستان واحة من الهدوء والاستقرار اذ حصل الاقليم على سمعة جيدة كملاذ امن لجميع الاقليات والنازحين المسلمين وبخاصة بعد احتلال داعش لمساحات واسعة من الاراضي العراقية لاسيما الموصل وسهل نينوى موطن المسيحيين والديانات الاخرى.

وكان تعداد المسيحيين في العراق يوما ما يصل الى 1.5 مليون نسمة ويعتقد أنه وصل الان الى اقل من النصف رغم دعوات متكررة للتشبث بأرضهم.