رفض روسي وجدل حول فتح "اليعربية" لدعم جهود مكافحة كورونا في سوريا

أُثارت إعادة فتح معبر اليعربية الواقع على الحدود السورية العراقية لدعم جهود مكافحة فيروس كورونا في شمال شرق سوريا، جدلا حادا وسط رفض روسي لفتح المنفذ الحدودي.

أربيل (كوردستان 24)- أُثارت إعادة فتح معبر اليعربية الواقع على الحدود السورية العراقية لدعم جهود مكافحة فيروس كورونا في شمال شرق سوريا، جدلا حادا وسط رفض روسي لفتح المنفذ الحدودي.

وقالت مسودة مذكرة لمنظمة الصحة العالمية اطلع عليها أعضاء مجلس الأمن الدولي إن منظمات الإغاثة العاملة مع الأمم المتحدة تريد من مجلس الأمن أن يسمح بشكل عاجل باستخدام المعبر مجددا لتسليم الإمدادات للمساعدة في مكافحة وباء فيروس كورونا.

غير أن نسخة محدثة من المذكرة، بتاريخ يوم الثلاثاء، حذفت المناشدة المباشرة بإعادة فتح معبر اليعربية بعد نحو أربعة أشهر من توقف استخدامه في عمليات الأمم المتحدة بسبب معارضة روسيا والصين.

ولم ترد منظمة الصحة العالمية حتى الآن على طلب للتعليق.

وتثير هذه الخطوة احتمال تأجيج الانتقادات- التي تصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- للمنظمة التابعة للأمم المتحدة بأنها تسمح لنفسها بأن تؤثر عليها بعض الدول.

كان ترامب قد أوقف في وقت سابق هذا الشهر التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية التي مقرها جنيف بينما تعكف واشنطن على مراجعة تعامل المنظمة مع وباء فيروس كورونا، واتهم المنظمة بالتركيز أكثر من اللازم على الصين. وتنفي منظمة الصحة ذلك.

وقال لويس شاربونو، مدير شؤون الأمم المتحدة بمنظمة هيومن رايتس ووتش، بخصوص التغييرات التي أدخلت على المذكرة "يجب أن تقف منظمة الصحة العالمية ثابتة ولا ترضخ للضغوط من القوى الكبرى. الأمر يتعلق بإنقاذ الأرواح، وليس تجنب الانتقادات".

وأضاف "ينبغي لمجلس الأمن على الفور أن يجدد التفويض باستخدام معبر اليعربية".

وخلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سوريا يوم الأربعاء، دعا عدد من الأعضاء المجلس إلى المساعدة في تعزيز عمليات نقل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.

وقالت كيلي كرافت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إنه ينبغي بحث كل الخيارات بما في ذلك استخدام معبر اليعربية.

لكن فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة قال "نحث زملاءنا بقوة على ألا يضيعوا وقتهم في البحث عن سبيل للدفاع، بشكل صريح أو ضمني، عن العودة إلى استخدام اليعربية".

وأعلنت سوريا عن تسجيل 43 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، إحداها في شمال شرق البلاد، وثلاث وفيات.

وقالت مذكرة منظمة الصحة العالمية المحدثة إن التأثير الحقيقي لفيروس كورونا في سوريا يمكن أن يكون "كارثيا حقا".

كان مجلس الأمن قد أجاز سنويا تسليم المساعدات من خلال المعبر العراقي على مدى السنوات الست الماضية، لكنه توقف عن إصدار الموافقة في يناير كانون الثاني بسبب معارضة روسيا، حليفة سوريا، بدعم من الصين.

وقالت مسودة مذكرة منظمة الصحة "شركاء الأمم المتحدة ... يقترحون إعادة فتح معبر اليعربية على وجه الاستعجال. سيكون لهذا تأثير كبير على التعامل مع مرض كوفيد-19 في شمال شرق سوريا".

وقالت المسودة المحدثة بدلا من ذلك إن "هناك حاجة إلى خيارات جديدة" لإحلال المساعدات التي كان يتم تسليمها عبر العراق، مضيفة أنه لا يمكن توسيع عمليات الشحن عبر خطوط الصراع في البلاد بما يكفي لتلبية الاحتياجات في شمال شرق سوريا.

وقال دبلوماسيون غربيون إن إغلاق المعبر العراقي يمنع 40 بالمئة من المساعدات الطبية إلى شمال شرق سوريا.

وقال مارك لوكوك مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة للمجلس يوم الأربعاء "الفجوات في الإمدادات الطبية آخذة في الاتساع في شمال شرق سوريا"

وموافقة مجلس الأمن ضرورية لتسليم مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود نظرا لعدم موافقة الحكومة السورية.

وقال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري للمجلس إن الإرهاب "أشد خطرا" من كوفيد-19 في سوريا.

سوار احمد