العد العكسي يبدأ بمكالمة.. بغداد وواشنطن تتأهبان لـ"علاقة جديدة"

بحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الاستعدادات للبدء بحوار استراتيجي ينظم العلاقة بين بغداد وواشنطن.

أربيل (كوردستان 24)- بحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الاستعدادات للبدء بحوار استراتيجي ينظم العلاقة بين بغداد وواشنطن، حسبما أفاد مكتب رئيس الوزراء في بيان صدر مساء الجمعة.

وأُجريت تلك المباحثات في مكالمة هاتفية أجراها الكاظمي مع بومبيو لتكون ثاني مكالمة يتبادلها الجانبان منذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

وتأتي هذه المشاورات في الوقت الذي يستعد فيه البلدان لإعادة تنظيم العلاقة بينهما في إطار حوار يُتوقع أن ينطلق منتصف الشهر المقبل.

وذكر مكتب الكاظمي في بيان أن رئيس الوزراء بحث مع بومبيو في الاتصال الهاتفي، التحضيرات للبدء بالحوار الإستراتيجي بين البلدين. ولم يذكر البيان مزيداً من التفاصيل بهذا الصدد.

وأضاف البيان أنه جرت ايضاً مناقشة الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على أسعار النفط، وانعكاس ذلك على الاقتصاد العراقي.

ويتوقع مسؤولون أن يفضي الحوار الإستراتيجي الأمريكي العراقي إلى إبرام اتفاقية جديدة بين الجانبين في وقت تظهر فيه حاجة عراقية ملحة للدعم الدولي وسط أزمة اقتصادية خانقة ضربت البلاد في خضم تفشي جائحة كورونا وانخفاض أسعار النفط.

ومن المزمع أن يناقش العراقيون والأمريكيون ملفات عديدة وأبرزها التنسيق العسكري والأمني ومستقبل الوجود الأمريكي وتسليح وتدريب القوات العراقية والجانب الاقتصادي إلى جانب قضايا ثقافية.

وتعود فكرة الحوار الإستراتيجي بين بغداد وواشنطن إلى الفترة التي سبقت تفجر الاحتجاجات الشعبية في العراق في تشرين الأول أكتوبر 2019.

وإذا ما انطلق الحوار الأمريكي العراقي فسيكون الأول من نوعه منذ أن انسحبت الولايات المتحدة من العراق بصورة نهائية عام 2011.

وأعلن الكاظمي في مطلع الشهر الجاري عن تشكيل لجنة لإجراء مفاوضات مع الجانب الأمريكي بما يخص عمل التحالف في البلاد.

وبدا رئيس الوزراء الجديد أكثر انفتاحاً على واشنطن بخلاف سلفه عادل عبد المهدي الذي تصاعدت في فترته حدة الخلاف مع الأمريكيين على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني ومساعده أبو مهدي المهندس في غارة جوية أمريكية ببغداد.

ورداً على الغارة، صوّت البرلمان بطلب من عبد المهدي لصالح قرار يطالب بإخراج قوات التحالف الدولي من العراق، لكن واشنطن رفضت ذلك، وقالت إنها لا تتعامل مع قرارات تصدر من حكومة مستقيلة.

واستقالت حكومة عبد المهدي أواخر العام الماضي تحت ضغط الاحتجاجات غير المسبوقة والتي تتهم النخبة الحاكمة بالفساد وهدر أموال الدولة الولاء للخارج.

وفي الأيام القليلة الماضية، انسحبت القوات الأمريكية من مراكز وقواعد عسكرية في شمال العراق وغربه وسلمتها إلى الجيش العراقي، لتتمركز تلك القوات في عدد أقل من القواعد وخصوصاً في قاعدة عين الأسد العملاقة والواقعة بمحافظة الأنبار.