ترامب يهدد بانتقام "فوري ومدمر" بآخر أيامه ويُدخل بغداد "في حالة تأهب"

ذكر تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية السبت أن الحكومة العراقية باتت في حالة تأهب مع دخول فترة رئاسة إدارة ترامب أسابيعها الأخيرة، خشية اندلاع مواجهة في اللحظات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية.

أربيل (كوردستان 24)- ذكر تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية السبت أن الحكومة العراقية باتت في حالة تأهب مع دخول فترة رئاسة إدارة ترامب أسابيعها الأخيرة، خشية اندلاع مواجهة في اللحظات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية.

وبحسب تقرير الصحيفة فإن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يتعرض لضغوط من المسؤولين الأمريكيين بهدف تصعيد حملته ضد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، بعد أن استهدفت صواريخها مراراً مواقع دبلوماسية وعسكرية تضم أمريكيين خلال العام الماضي.

وأبلغ الرئيس ترامب مستشاريه أنه مستعد لإصدار أوامر بـ"رد مدمر" إذا قُتل أي أمريكي في الهجمات المنسوبة إلى إيران، وفقاً للصحيفة التي نقلت عن الخبير في الشأن العراقي سجاد جياد قوله "كحكومة، أعتقد أن العراقيين يتمنون فقط أن يتمكنوا من إغماض أعينهم لمرور هذين الشهرين".

واضاف "احتمالية التصعيد عالية".

وتصاعدت التوترات في المنطقة بشكل أكبر يوم الجمعة بعد اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده. وأنحى مسؤولون إيرانيون باللائمة على إسرائيل في تنفيذ الاغتيال مما قد يدفع إيران ووكلاؤها للانتقام من أهداف غربية في الشرق الأوسط.

وأطلقت الفصائل المدعومة من إيران الأسبوع الماضي عدداً من الصواريخ صوب السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد، معلنةً بذلك انتهاء "الهدنة" التي سرت منذ نحو شهر. ولم توقع الهجمات أي إصابات بين الأمريكيين ولا في صفوف القوات العراقية.

وتبنت جماعة تطلق على نفسها (أصحاب الكهف) مهاجمة المنطقة الخضراء، وقالت إنها جاءت رداً على مداهمة انتهت باعتقال ثلاثة من أفرادها في مدينة الفلوجة غرب بغداد.

وبعد الهجوم الصاروخي في 17 تشرين الثاني نوفمبر على السفارة الأمريكية، نفت جماعة كتائب حزب الله المدعومة من إيران ضلوعها بالهجوم، وقالت إن الهدنة لا تزال سارية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يسلط الضوء على الانقسامات الظاهرة في معسكر الميليشيات والتهديدات المحتملة التي تشكلها الفصائل بينما تشن هجمات بمفردها.

وقال جياد "في الحقيقة هذا المشهد أصبح أكثر تعقيداً، ويعني أن الخطر كامن في كل مكان".

وجاءت الغارة على الفلوجة بعد عدة أسابيع من تكثيف الولايات المتحدة ضغوطها على حكومة الكاظمي لإخضاع الميليشيات المدعومة من إيران، مما أدى إلى تصعيد التوترات في العراق.

وخلال مكالمات هاتفية مع الكاظمي والرئيس العراقي برهم صالح في أواخر أيلول سبتمبر الماضي، هدد وزير الخارجية مايك بومبيو بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد ما لم يتم كبح جماح هجمات الميليشيات.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن خطة إغلاق السفارة لا تزال ممكنة، حيث صدرت تعليمات لمسؤولي الإدارة للتحضير لسيناريوهات مختلفة.

وبعد أن نصح المسؤولون الأمريكيون ترامب بعدم توجيه ضربة استباقية لإيران، إلا أنهم قالوا إن ترامب وصف مقتل أي أمريكي بأنه "خط أحمر" من شأنه أن يؤدي إلى انتقام فوري و"مدمر"، وفق ما ذكره مسؤول أمريكي نقلاً عن واشنطن بوست.

وبعد أيام من لقاء ترامب مع مستشاريه لمراجعة الإجراءات المحتملة ضد إيران، وفي الوقت الذي تحدثت فيه وسائل الإعلام الأمريكية عن تلك المناقشات، قام قائد فيلق القدس الإيراني المسؤول عن العمليات الخاصة لطهران في الخارج بزيارة بغداد للحث على ضبط النفس.

وحذر اللواء إسماعيل قاآني في اجتماع له، الميليشيات والفصائل السياسية التابعة لها من أي تصعيد على أهداف أمريكية قبل مغادرة ترامب منصبه.

وأشار مسؤولون حاضرون في الاجتماع إلى أن الجنرال الإيراني قال إن ترامب "فقد كل شيء".

وبحسب أحد الحاضرين فإن قاآني أبلغ تلك الفصائل بالقول "فقط انتظروا حتى يخرج (ترامب) من المشهد".

وأصر متحدث باسم كتائب حزب الله على ضبط النفس، خاصة وأن إدارة ترامب بصدد سحب بعض القوات الأمريكية من العراق. وقال مسؤولون أمريكيون إن عديد القوات سينخفض من 3000 إلى 2500 عسكري بحلول منتصف كانون الثاني يناير المقبل.

وقال المتحدث باسم كتائب حزب الله محمد محيي في مقابلة تلفزيونية "الولايات المتحدة تتراجع هنا. لماذا يكون من مصلحتنا مهاجمتهم؟"

لكن الانقسامات الظاهرة داخل معسكر الميليشيات قد تجعل من الصعب، حتى بالنسبة للميليشيات الأكثر نفوذاً ورعاتها الإيرانيين، الحفاظ على الهدوء خلال هذا الوقت الحساس، حسبما خلصت إليه صحيفة واشنطن بوست.

وفي رسالة وجهها إلى قاآني عقب زيارته، قال زعيم عصائب الحق قيس الخزعلي في مقابلة تلفزيونية "الأمريكيون يحتلون بلادنا وليس بلدكم. لن نستمع إليكم بعد الآن لأن دوافعنا وطنية 100 في المائة". وأضاف أن "الهدنة مع الأمريكيين انتهت بسبب عدم الوفاء بشروطها".

واشتبكت الولايات المتحدة مراراً مع إيران وحلفائها على الأراضي العراقية. ففي أوائل كانون الثاني يناير الماضي، قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني الكبير قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في هجوم بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد الدولي. وردا على ذلك، أطلقت إيران صواريخ باليستية على قواعد تستضيف عسكريين أمريكيين.

وبعد أشهر، شنت الولايات المتحدة غارات جوية على موقع يعتقد أنه تابع لكتائب حزب الله، بعد أن ألقت باللوم على الميليشيا في هجمات صاروخية أسفرت عن مقتل جندي أمريكي وبريطانيين اثنين على قاعدة عسكرية عراقية شمال بغداد. وبسبب عدم كفاية المعلومات الاستخباراتية رفضت الحكومة البريطانية الانضمام إلى هذا العمل العسكري.

ولم يقتل أي غربيين أو أفراد أمن عراقيين في الهجوم الصاروخي الأسبوع الماضي على السفارة الأمريكية. وبدلاً من ذلك، تقول واشنطن بوست، إن فتاة عراقية تبلغ من العمر 18 عاماً سقطت في مرمى النيران بعد أن أصيبت بشظايا في أنحاء متفرقة من الجسم.