واشنطن تحدد "هوية" مهاجمي سفارتها والصدر يدعو لإعلان الطوارئ

ندد متحدث باسم الرئيس العراقي بالهجوم، كما أدانه الناطق الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة
حثت البعثة الدبلوماسية الأمريكية جميع القادة السياسيين والحكوميين العراقيين على اتخاذ خطوات لمنع مثل هذه الهجمات
حثت البعثة الدبلوماسية الأمريكية جميع القادة السياسيين والحكوميين العراقيين على اتخاذ خطوات لمنع مثل هذه الهجمات

أربيل (كوردستان 24)- نددت السفارة الأمريكية لدى العراق بالهجوم الذي استهدفها في المنطقة الخضراء وسط بغداد، وقالت إن هجمات كهذه تمثل "انتهاكاً للقانون الدولي"، فيما اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الجماعات المدعومة من ايران بتنفيذ الهجوم.

وسقطت مساء الأحد ثمانية صواريخ على الأقل في المنطقة شديدة التحصين في الهجوم الذي نفذ بالكاتيوشا والذي استهدف السفارة الأمريكية مما تسبب بأضرار طفيفة بالمجمع.

وأتهمت السلطات العراقية "جماعة خارجة على القانون" بإطلاق الصواريخ التي سقط معظمها على مجمع سكني ونقطة تفتيش أمنية داخل المنطقة مما ألحق أضرارا بمباني وسيارات وإصابة جندي عراقي.

وانطلقت صفارات الإنذار من مجمع السفارة داخل المنطقة التي تضم مباني حكومية وبعثات أجنبية.

"اعتداء مباشر"

قالت السفارة الأمريكية في بيان تلقته كوردستان 24، إن الصواريخ التي استهدفت المنطقة الخضراء "أدت إلى رد الأنظمة الدفاعية (النظام المضاد للصواريخ) التابعة للسفارة"، وأكد وقوع "أضرار طفيفة بمجمع السفارة ولكن لم تقع إصابات أو خسائر بشرية".

وأضافت السفارة أن "هذه الأنواع من الهجمات على المنشآت الدبلوماسية هي انتهاك للقانون الدولي واعتداء مباشر على سيادة حكومة العراق".

وحثت البعثة الدبلوماسية الأمريكية جميع القادة السياسيين والحكوميين العراقيين على اتخاذ خطوات لمنع مثل هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها.

"عدوانيون وفاسدون"

على الرغم من أن الفصائل الشيعية المدعومة من إيران نأت بنفسها عن الهجوم، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وجه أصابع الاتهام إليها.

وقال بومبيو على حسابه في تويتر "هاجمت الميليشيات المدعومة من إيران مرة أخرى، بشكل صارخ ومتهور في بغداد، مما أدى إلى إصابة مدنيين عراقيين".

وأضاف أن "شعب العراق يستحق أن يحاكم هؤلاء المهاجمون. ويجب على هؤلاء المجرمين العدوانيين والفاسدين أن يكفوا عن أعمالهم المزعزعة للاستقرار".

حزب الله يرد

سارعت جماعة كتائب حزب الله المدعومة من إيران إلى النأي بنفسها عن الهجوم بعد دقائق قليلة من وقوعه وقالت إنه "تصرف غير منضبط".

وكثيراً ما تتهم واشنطن كتائب حزب الله والجماعات التي تدين بالولاء لطهران بتنفيذ هجمات على مصالحها وقواتها والتي تصاعدت منذ عام.

وقال زعيم تحالف الفتح المقرب من إيران هادي العامري في بيان إن "عمليات القصف هذه غير مبررة".

وتزامن الهجوم الصاروخي مع حلول ذكرى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس في هجوم بطائرة أمريكية مسيّرة في شارع مطار بغداد الدولي في 3 من كانون الثاني يناير 2020، رداً على هجمات طالت معسكرات يتمركز فيها أمريكيون وأعضاء التحالف الدولي.

وقال القيادي السني البارز زعيم حزب (للعراق متحدون) أسامة النجيفي على حسابه في تويتر إن المهاجمين "يعرضون مصالح البلاد للخطر وينفذون أجندة أجنبية".

إعلان "الطوارئ"

وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "على الحكومة إعلان الطوارئ في بغداد والاستعانة بالجيش حصراً لحماية المدنيين والبعثات الدبلوماسية".

وتابع "تعريض المدنيين للخطر هو ديدن الميليشيات... بحجة مقاومة الاحتلال".

وندد متحدث باسم الرئيس العراقي بالهجوم، كما أدانه الناطق الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة ووصف المهاجمين بأنهم "عصابات جريمة".

إشارة واضحة

كانت مجموعة من الفصائل المدعومة إيرانياً قد أعلنت في تشرين الأول أكتوبر الماضي تعليق الهجمات الصاروخية على القوات الأمريكية بشرط الحكومة العراقية جدولاً زمنياً للانسحاب من العراق.

ويقول مسؤولون إن الضربة الصاروخية التي استهدفت السفارة الأمريكية في 18 تشرين الثاني نوفمبر الماضي كانت إشارة واضحة على أن تلك الفصائل قررت استئناف الهجمات على القواعد الأمريكية، وهو ما تحدث به قادة بارزون بمن فيهم رئيس عصائب أهل الحق قيس الخزعلي.

وسبق أن هددت واشنطن، التي تخفض ببطء قواتها البالغ عددها 5000 جندي في العراق، بإغلاق سفارتها ما لم تكبح الحكومة العراقية الميليشيات المتحالفة مع إيران.