بريطانيا تندد بهجوم "عين الأسد" وتحذر من تقويض القتال ضد داعش

كان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تعهد بوقف الهجمات الصاروخية لكنه يواجه صعوبة في محاسبة الفصائل المسؤولة
المنصة التي اطلقت منها الصواريخ صوب قاعدة عين الأسد الجوية - صورة: كوردستان 24
المنصة التي اطلقت منها الصواريخ صوب قاعدة عين الأسد الجوية - صورة: كوردستان 24

أربيل (كوردستان 24)- أدانت بريطانيا الأربعاء الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار غرب العراق، وقالت إن مثل هذه الهجمات التي تستهدف قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن من شأنها أن تقوم الحرب ضد تنظيم داعش في البلاد.

وتعرضت قاعدة عين الأسد لهجوم صاروخي هو الرابع في العراق خلال شهرين وذلك قبل يومين من زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى البلاد.

ويذكّر هذا الهجوم بالصعوبات اللوجستية التي تحيط بزيارة البابا، لا سيما مع انتشار موجة ثانية من وباء كورونا ووسط تدابير إغلاق لمكافحتها.

وكتب السفير البريطاني ستيفن هيكي على حسابه في تويتر "أدين بشدة الهجمات الصاروخية صباح اليوم على قاعدة عين الأسد والتي تضم قوات للتحالف الدولي".

وأضاف أن "قوات التحالف موجودة في العراق لمحاربة داعش بدعوة من الحكومة العراقية"، مشيراً إلى أن "هذه الهجمات الإرهابية تقوض القتال ضد داعش وتزعزع استقرار العراق".

هذا وقال المتحدث باسم التحالف الدولي واين ماروتو في تغريدة "استهدفت عشرة صواريخ قاعدة عسكرية عراقية هي قاعدة عين الأسد التي تضم قوات من التحالف".

وأضاف ماروتو أن "قوات الأمن العراقية تقود التحقيق" في الهجوم، علماً أن واشنطن غالباً ما تنسب الهجمات المماثلة لفصائل مسلحة موالية لإيران.

وأكد المصدر الأمني العراقي أن الصواريخ أطلقت من قرية قريبة من عين الأسد.

وأفادت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة القوات الأمنية العراقية بدورها عن "سقوط عشرة صواريخ من نوع غراد على قاعدة عين الأسد، دون خسائر تذكر".

ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم.

وتملك كل من الولايات المتحدة وإيران حضوراً عسكرياً في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم داعش منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد.

من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار الدولة العراقية، وهي عبارة عن تحالف لفصائل عسكرية يضم العديد من المجموعات الموالية لطهران.

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تعهد بوقف الهجمات الصاروخية لكنه يواجه صعوبة في محاسبة الفصائل المسؤولة، ما يثير استياء الولايات المتحدة.

وفي تشرين الأول أكتوبر، هددت الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في بغداد إذا لم تتوقف الهجمات فوافقت الجماعات المتشددة على هدنة لأجل غير مسمى.

لكن وقعت عدة انتهاكات على نحو متقطع منذ ذلك الحين.

وتكثفت الهجمات في الآونة الأخيرة على مواقع تضم قوات أجنبية، فاستهدف قبل أكثر من أسبوعين مجمع عسكري في مطار أربيل بإقليم كوردستان تتمركز فيه قوات أجنبية من التحالف كما سقطت صواريخ على أحياء سكنية مما أسفر عن سقوط قتيلين بينهما مدني نازح.

وفي شباط فبراير أيضاً، سقطت صواريخ قرب السفارة الأميركية في العراق، وأخرى على قاعدة بلد الجوية شمالاً، في هجوم أسفر عن جرح موظف عراقي يعمل في شركة أمريكية لصيانة طائرات "إف -16".

وفي 26 شباط فبراير، استهدف قصف أمريكي كتائب حزب الله وهو فصيل عراقي موال لإيران على الحدود السورية العراقية. وفي حين أكدت الولايات المتحدة أن القصف وقع على الجانب السوري من الحدود، إلا أن الكتائب زعمت أن أحد عناصر قتل في الجانب العراقي.

وجاء الهجوم رداً على استهداف الأمريكيين في العراق. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن حينها إن الضربات الجوية في شرق سوريا يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير.

ومن بين محطات زيارة البابا فرنسيس التي تبدأ الجمعة في العاصمة بغداد، قداس في عاصمة إقليم كوردستان أربيل الأحد في ملعب سيضم عدداً كبيراً من المصلين.

لكن لن يسمح للبابا التجول بين الجماهير كما يفعل عادة، علماً أن الإجراءات الصحية التي بدأت السلطات بفرضها قبل أسبوعين تشمل حظر تجول خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، لكنها ستمدد ليوم إضافي خلال الزيارة.