نينوى ترفع أولى رفات "مذبحة بادوش" وتتحدث عن "مدينة مقابر"

خلف تنظيم داعش نحو 200 مقبرة جماعية تضم ما قد يصل إلى 12 ألف ضحية
تم اكتشاف مقبرة مذبحة بادوش والكثير من المقابر بعد نحو ثلاث سنوات ونصف من هزيمة داعش - تصوير: زيد العبيدي (أ ف ب)
تم اكتشاف مقبرة مذبحة بادوش والكثير من المقابر بعد نحو ثلاث سنوات ونصف من هزيمة داعش - تصوير: زيد العبيدي (أ ف ب)

أربيل (كوردستان 24)- بدأت السلطات العراقية برفع رفات 123 شخصاً من مقبرة جماعية تضم ما لا يقل عن 600 رفات من ضحايا "مذبحة بادوش" التي ارتكبها تنظيم داعش في حزيران يونيو 2014.

وبدأت السلطات العراقية في أواخر أيار مايو الماضي، بفتح المقبرة التي تضم رفات رجال ممن قتلوا على "خلفيات طائفية" خلال سيطرة داعش على الموصل وحولها ولا سيما سجن بادوش.

ولا تزال بغداد ومحافظات أخرى تجري عملية أخذ عينات دم لذوي ضحايا المجزرة التي كانت واحدة من أفظع جرائم التنظيم المتطرف.



وبعد استيلاء التنظيم على سجن بادوش، ألقى التنظيم القبض على نحو 1500 شخص ثم نقلهم بالشاحنات إلى منطقة صحراوية معزولة تبعد نحو كيلومترين.

ووفق تقرير سابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش فإن التنظيم فصل السجناء الشيعة عن السنة والمسيحيين، ثم اقتادهم إلى واد وأجبروا على الركوع.



وتم اكتشاف مقبرة مذبحة بادوش والكثير من المقابر بعد نحو ثلاث سنوات ونصف من هزيمة داعش في آذار مارس 2017 في حرب مدمرة.

وباشرت دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية بفتح المقبرة الجماعية التي تضم رفات 500 إلى 600 نزيل من "الذين تمت تصفيتهم على أساس طائفي"، بحسب بيان سابق لها.



وخلّف تنظيم داعش نحو 200 مقبرة جماعية تضم ما قد يصل إلى 12 ألف ضحية، بحسب إحصاءات عراقية نقلاً عن وكالة فرانس برس.



وقال محافظ نينوى في مؤتمر صحفي عقده في بادوش إن ثمة 45 مقبرة جماعية منتشرة على امتداد الخارطة الإدارية للمحافظة.

وتابع "نريد كل الجهود سواء كانت دولة أو جهود محلية (بشأن المقابر الجماعية) في سبيل التعرف عليها".



وقالت مصدر في الطب العدلي بمحافظة نينوى لكوردستان 24، إن عملية رفع الرفات تتم بالتعاون مع دائرة الطب العدلي وفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب داعش (يونيتاد) واللجنة الدولية لشؤون المفقودين.

ولا يزال العراق يكتشف مقابر جماعية من عهد صدام حسين ويعمل في الوقت نفسه على، ومنذ سنوات، على تحديد هويات ضحايا مراحل العنف التي اجتاحت البلاد بعد عام 2003.



وعادة ما تجري مطابقة الحمض النووي المستخرج من عظام الفخذ أو الأسنان من رفات الضحايا مع عينات دم من أقربائهم، غير أن العثور على آثار الحمض النووي من الرفات المعرضة للأمطار والحرائق وغيرها من العوامل لسنوات يعد أمراً صعباً، بحسب الطب العدلي.