كوردستان وفرنسا.. صداقة بلا حدود

Kurd24

الصديق وقت الضيق، مقولة وحكمة يرددها الناس تعبيراً عن الالتزام والمساعدة التي يقدمها شخص ما حسب قابلياته وقدراته الى صديقه عندما تقع علي نوائب الدهر وسواد الأيام، وبين فرنسا وإقليم كوردستان علاقة صداقة ومواقف سابقة ومستمرة بين فرنسا الدولة الأوروبية المهمة وعضو مجلس الأمن الدولي والكورد ظلت وثيقة ودائمة وراسخة وذات تاريخ خاص، وهي كما وصفها الزعيم الكوردي مسعود بارزاني (إن الصداقة الراسخة لفرنسا مع كوردستان ستظل في الذاكرة إلى الأبد) وتعليق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (لقد تقاسم شعبانا تاريخاً خاصاً منذ 30 عاماً دعونا نواصل ذلك)، وتتجلى هذه العلاقة المتميزة والتاريخية من خلال المحطات التالية:

1- وقوف فرنسا مع الشعب الكوردي بعد القصف الكيمياوي لحلبجة ودور السيدة (دانييل ميتران) زوجة الرئيس الفرنسي (فرانسوا ميتران) ودفاعها عن الكورد منذ عام 1989 وتأثير ذلك في الرأي العام العالمي واستحقت بحق لقب (أم الكورد) وكانت صديقة مخلصة للشعب الكوردي يوم كان الكورد لا أصدقاء لهم سوى الجبال.

2- دور فرنسا الفعال في إنشاء المنطقة الآمنة بعد انتفاضة عام 1991 ومساعدتها في إصدار القرارات الدولية التي كانت الأساس القانوني في إنشاء إقليم كوردستان وسلطاته التشريعية والتنفيذية والقضائية.

3- مساعدة فرنسا العراق وإقليم كوردستان بعد عام 2003 والزيارات المتبادلة وعلى مختلف المستويات والتي أرست أسس التفاهم والتعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

4- دور فرنسا في مساعدة العراق في محاربة تنظيم داعش عام 2014من خلال التحالف الدولي الذي ساهم في استعادة وتحرير المدن العراقية، ومساعدتها في تدريب وتسليح قوات البيشمركة والتعاون مع الاقليم في جميع المجالات وتأكيدها(لن تنسى فرنسا مطلقاً التزامها تجاه المحاربين الكورد ضد داعش).

5- الموقف الفرنسي في مساعدة إقليم كوردستان بعد أحداث 16 أكتوبر2017 ودورها في تقريب وجهات النظر، ودعوة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني لزيارة فرنسا وهي أول زيارة خارجية لرئيس الإقليم بعد الحصار الظالم والتحشدات العسكرية على حدود الإقليم، وتأكيد رئيس الإقليم (أشكر موقف الرئيس ماكرون ودوره في حل خلافاتنا في خريف عام 2017 مع بغداد، وفتح باب الحوار السياسي والدبلوماسي لإقليم كوردستان، بمساعدتكم بدأت أربيل الحوار مع بغداد ونشأ التفاهم والهدوء) والدور المشهود والواضح الذي لعبه الرئيس نيجيرفان بارزاني وزياراته والاجتماع الخامس الذي جمعه مع الرئيس الفرنسي.

إن الزيارات العديدة للمسؤولين الفرنسيين الى الإقليم تأكيد لاستمرار دعم فرنسا وزيارة ماكرون واجتماعه مع الرئاسات والقيادات الكوردية وتصريحات رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني (إن زيارة الرئيس الفرنسي تأكيد على أواصر الصداقة المتينة التي تجمع بين إقليم كوردستان وفرنسا).

إن ما يجمع فرنسا والكورد صداقة متينة ومن نوع خاص، وعلاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية قائمة وممتدة منذ سنوات بعيدة، وهناك علاقات مميزة مع جميع الحكومات والرؤساء الفرنسيين الذين كان لهم الدور الكبير في تسجيل التاريخ الخاص والصداقة بلا حدود.