لا تغيير في الأفق بعد الانتخابات.. ولا مقارنة بين كوردستان وباقي العراق

صالح المطلك
صالح المطلك في مقابلة مع كوردستان 24
صالح المطلك في مقابلة مع كوردستان 24

أربيل (كوردستان 24)- استبعد رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك، حصول أي تغيير إيجابي في العراق بعد الانتخابات التشريعية المقررة الشهر المقبل، وأشار إلى أن النخبة التي تحكم البلاد ستبقى في الصدارة طالما كانت تملك الإمكانات التي لا يملكها المستقلون.

وقال المطلك في مقابلة مع كوردستان 24، إن البلاد تفتقد إلى "بيئة انتخابية حقيقية" تمكّن المواطنين الذين يريدون البناء من الفوز في الانتخابات.

وتابع "ستعيد نفس القوى التقليدية نفسها مرة ثانية، لأنها تملك المال والسلاح وإمكانية التزوير.. بينما المواطن الآخر لا يملك ثمن ملصقه الانتخابي".

وأعرب عن أسفه بعد أن "جوّعت" تلك القوى المجتمع العراقي وحاولت "تركيعه" وجعلته يستبعد أي بصيص أمل في التغيير، ودفعته إلى التفكير في البحث عن لقمة العيش وينتخب من يقدم له مالاً.

وقال المطلك إن الثقة بالشعب "قوية"، إلا أن "الاحتلال الأمريكي" بعد عام 2003 عمل على هدم "المنظومة القيّمية" لدى المجتمع.

مظاهرات تشرين

وعندما سُئل فيما لو تمكن قادة "احتجاجات تشرين" من الفوز بمقاعد برلمانية، قال المطلك إن هؤلاء لن يفوزوا ولا سيما أن معظم العراقيين "رافضون" للانتخابات.

وتساءل "كيف سيفوز هؤلاء في ظل الاهتزاز الحاصل بالقيم المجتمعية؟ ربما يفوزون بحالة واحدة حينما تحصل انتفاضة حقيقية ينزل فيها 80 بالمئة من المجتمع" إلى الشارع.

واستدرك المطلك "لكن الآن لا توجد أي مؤشرات للتغيير، لان المجتمع فقد الأمل في العملية السياسية والسياسيين الحاليين، وفقد الأمل بحصول أي تغيير حقيقي".

وأوضح أن المواطنين فقدوا الثقة بإمكانية حصول أي تغيير بعد التزوير والتلاعب الذي حصل في الانتخابات التي أجريت عام 2018، وأردف "ما حصل كان ضربة حقيقية للديمقراطية".

وقال إن المجتمع العراقي وصل إلى قناعة بأنه "من الصعب" أن تأتي بمستقلين ونزيهين ومن لديهم قضية حقيقية لخدمة وطنهم.

"قانون مناطقي"

عندما سُئل عن قانون الانتخابات الجديد، قال المطلك إن المرشح بهذا القانون "أصبح لا يخدم العراق بل يخدم منطقة معينة بينما مجلس النواب للعراق كله".

وأشار إلى أن الذي لديه جمهور لا يملك أدنى فرصة للفوز، لكن "أبن العشيرة وأبن المال الكبير والقريب من السلطة ومن لديه إمكانية التزوير ومن يحمل السلاح سيفوز".

الانسحاب المبكر

قال المطلك إنه انسحب مبكراً من السباق الانتخابي، ولا يمكن العدول عن ذلك إلا بتغيير "البيئة الانتخابية"، مستبعداً أن يحصل ذلك في ظل الظروف الراهنة.

وتابع "لا يزال المال السياسي موجوداً وهو مال فساد في معظم الأحوال والسلاح موجود خارج إطار القانون وهناك كتل سياسية تستغل الدولة وإمكاناتها بأبشع طريقة، بحيث أصبح المرشح يبلط طرقاً ويوزع مساعدات ويمنح درجات وظيفية وخدمات مؤقتة".

وزاد "أما المواطن الذي رشح وله قضية، فلا يملك هذه الامتيازات ومن الصعب فوزه، ولا أعتقد أن يكون هناك فوزاً من أجل إجراء أي تغيير في البرلمان، واستبعد هذا الموضوع نهائياً، وبعض القوى التشرينية دخلت مع الأحزاب بعد سرقة عنوان التشرينيين، وهؤلاء يمكن لديهم فرصة للفوز".

"جيل مهمة وجيل مهنة"

عبّر المطلك عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في المحافظات والكتل السنية، مشيراً إلى أن الجيل السياسي السابق كان يتصدى ولديه مهمة بينما الجيل الحالي "جيل مهنة" ويعمل لمآرب شخصية، مبيناً أن القوى الحالية تأثرت بالدعم الخارجي وأصبحت "تابعة ومأمورة".

ومضى يقول "هذا ما سمعته من القيادي الكوردي الأستاذ فاضل ميراني حين قال لي في يوم من الأيام إن ´هناك فرقاً بين صاحب المهمة وصاحب المهنة´، فالجيل الذي تصدى في البداية هو جيل مهمة وليس جيل مهنة".

وفي معرض رده على سؤال بشأن الفيدرالية وأسباب نجاحها في سويسرا، قال المطلك "هذا جيد حينما نكون سويسرا، نحن نختلف عن سويسرا، ولدينا تقاطع بالمصالح، هناك ناس لديهم نفط وهناك ناس لديهم ماء، لدينا أمور كثيرة فيها تنازع، وأخشى أن يحدث صراع بين الأقاليم نفسها بعد أن تتشكل".

لكن المطلك، الذي سبق أن شغل منصب نائب رئيس الوزراء، أشار إلى أن "القوى المتنفذة" دفعت المواطنين السنة للتفكير بالعيش بكرامة في "بحبوحة" فكيف بإقليم.

ولفت إلى أن 90 بالمئة من المجتمع السني كانوا يرفضون الفيدرالية، بيد أنه عندما رأى صعوبة العيش في الوطن الواحد بدأ يفكر تفكيراً آخر.

واستبعد أن تسمح القوى المتنفذة للسنة بإقامة إقليم سني.

"تزوير أقل"

قال المطلك إنه يعتقد أن التزوير في الانتخابات المقررة في 10 من الشهر المقبل "سيكون أقل من العام الماضي" في ظل نية الحكومة بمنع ذلك.

غير أن رئيس جبهة الحوار الوطني أكد أن هناك بيعاً وشراءً للبطاقات الانتخابية، مبيناً أن التزوير يبدأ من استغلال المال وإغراء المرشحين به وتقديم الرشوة للناس.

العلاقة مع كوردستان والرئيس بارزاني

حينما سُئل عن العلاقة مع كوردستان، قال المطلك "علاقتنا جيدة، هناك علاقة احترام، وأنا أرى أن الرئيس مسعود بارزاني شخصية صادقة، وأنا أحب الصادق، وأراه شخصية شجاعة، وأنا أحب الشجاع".

وأضاف أنه بالرغم من التواصل القليل مع الإقليم إلا أنه يكن للكورد "كل الاحترام والتقدير" نظراً لما استطاعوا أن يعملوه في كوردستان من منجزات.

وقال "عندما تزور محافظات كوردستان فالوضع يختلف عن السماوة والناصرية والموصل"، موضحاً أن كوردستان فيها "شيء إيجابي" لا يمكن مقارنته بالوسط والجنوب.