واشنطن تهدد بعرقلة العمل بـ"نورد ستريم 2" في حال هاجمت روسيا أوكرانيا

لافتة تشير إلى مدخل مؤدي إلى خط "نورد ستريم 2" لأنابيب الغاز في لوبمين في ألمانيا في 7 أيلول/سبتمبر 2020 -الصورة لفرانس24
لافتة تشير إلى مدخل مؤدي إلى خط "نورد ستريم 2" لأنابيب الغاز في لوبمين في ألمانيا في 7 أيلول/سبتمبر 2020 -الصورة لفرانس24

أربيل (كوردستان 24)- أكّدت الولايات المتّحدة الخميس أنّ خطّ الغاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل، الرّابط بين روسيا وألمانيا، لن يدخل الخدمة في حال غزت موسكو أوكرانيا، داعيةً الروس في الوقت نفسه لـ"العودة إلى طاولة المفاوضات".

توازيا، أعلنت واشنطن الخميس في بيان أنّها طلبت عقد جلسة علنيّة الاثنين لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة في أوكرانيا، بسبب التهديد الذي تُشكّله روسيا على الأمن والسلم الدوليّين.

وقالت نائبة مساعد وزير الخارجيّة الأميركي فيكتوريا نولاند للصحافيّين "نحن نُواصل نقاشاتنا القويّة جداً والواضحة جداً مع حلفائنا الألمان، وأودّ اليوم أن أكون واضحة معكم: إذا غزت روسيا أوكرانيا، فبطريقة أو بأخرى لن يَمضي نورد ستريم 2 قدماً".

أضافت "أعتقد أنّ التصريحات التي تخرج من برلين حتّى اليوم، قويّة جدّاً".

وردّاً على سؤال عن سبب ثقة الولايات المتحدة تلك، قالت نولاند إنّ خط الأنابيب لم تتمّ تجربته بعد ولا حصل على المصادقات اللازمة من الهيئات الناظمة الألمانيّة.

وأضافت "سنتعاون مع ألمانيا لضمان ألا يمضي خطّ الأنابيب قدماً".

وسيحضر ملفّ خط الأنابيب خلال محادثات المستشار الألماني أولاف شولتس في البيت الأبيض في 7 شباط/فبراير.

وكانت وزيرة الخارجيّة الألمانيّة أنالينا بيربوك قالت أمام البرلمان في وقت سابق الخميس إنّ حكومتها "تعمل على حزمة عقوبات قويّة" مع حلفاء غربيّين "من بينها نورد ستريم 2 في حال هاجمت روسيا أوكرانيا".

وبالتوازي مع التّهديد بسلاح الطاقة، تعمل واشنطن على خطّ الدبلوماسيّة.

وقالت السفيرة الأميركيّة في الأمم المتّحدة ليندا توماس غرينفيلد في بيان الخميس، إنّ "أكثر من مئة ألف عسكري روسي منتشرون على الحدود الأوكرانيّة، وروسيا تُمارس أنشطة أخرى مزعزعة للاستقرار تستهدف أوكرانيا، ما يُشكّل تهديدا واضحا للأمن والسلم الدوليّين ولميثاق الأمم المتّحدة".

وأضافت "في وقتٍ نُواصل سعينا الدبلوماسي الحثيث لنزع فتيل التوتّرات في مواجهة هذا التهديد الخطر للسلم والأمن الأوروبي والعالمي... يجب على أعضاء مجلس الأمن أن ينظروا في الوقائع بلا مواربة".

وقالت الولايات المتحدة الخميس إنّها طلبت عقد جلسة علنيّة الاثنين لمجلس الأمن حول الأزمة في أوكرانيا.

في بادئ الأمر، كانت الولايات المتحدة تأمل في أن تتمكّن من عقد اجتماع لمجلس الأمن يوم الجمعة، وفق دبلوماسيّين. لكنّها وافقت، بحسب هذه المصادر، على تأجيله إلى يوم الاثنين حتّى لا يتزامن مع اجتماع هاتفي مقرّر الجمعة بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين.

وكانت واشنطن لمّحت في منتصف كانون الثاني/يناير إلى أنّها لا تنوي اللجوء إلى مجلس الأمن إلّا بعد حصول تدخّل عسكريّ محتمل في أوكرانيا، مثلما حصل في حالة شبه جزيرة القرم.

لكنّ السفيرة غرينفيلد قالت في بيانها الخميس "الآن ليس وقت الانتظار والترقّب. الاهتمام الكامل من جانب المجلس أمر مطلوب الآن".

إلى ذلك كرّر الرئيس الأميركي جو بايدن التأكيد لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أنّ الولايات المتّحدة وحلفاءها سيردّون "بحزم" في حال حدوث غزو روسي لأوكرانيا، متحدّثا أيضا عن مساعدة اقتصاديّة إضافيّة لهذا البلد، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان.

وطمأن بايدن نظيره الأوكراني، خلال اتّصال هاتفي، إلى أنّ السفارة الأميركيّة في أوكرانيا ستبقى "مفتوحة وتعمل بكامل طاقتها"، رغم قرار واشنطن الأخير إعادة عائلات موظّفيها الدبلوماسيّين، وهو قرار انتقدته كييف، معتبرةً إيّاه غير متناسب.

وجدّد الزعيمان، خلال الاتّصال، التشديد على أنّه في هذه الأزمة لن يكون هناك "قرار في شأن أوكرانيا من دون أوكرانيا".

كما أعرب بايدن عن دعمه المحادثات التي تجري في إطار صيغة "النورماندي" بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة فرنسا وألمانيا.

ومن المقرّر عقد الجولة المقبلة من هذه المحادثات في الأسبوع الثاني من شباط/فبراير في برلين.