المقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول في وضع حرج

حطام دبابة بالقرب من قرية زاليسيا الأوكرانية شمال شر العاصمة كييف في 19 نيسان/ابريل 2022- الصورة لفرانس 24
حطام دبابة بالقرب من قرية زاليسيا الأوكرانية شمال شر العاصمة كييف في 19 نيسان/ابريل 2022- الصورة لفرانس 24

أربيل (كوردستان 24)- يرفض آخر المقاتلين الأوكرانيين في ماريوبول الاستسلام لكنهم طالبوا الخميس المجتمع الدولي ب "ضمانات أمنية"بينما تسعى القوات الروسية للاستيلاء على هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا بأكملها.

وقال سفياتوسلاف بالامار نائب قائد كتيبة آزوف عبر تطبيق تلغرام "نحن مستعدون لمغادرة ماريوبول بمساعدة طرف ثالث" مسلح "من أجل إنقاذ الأشخاص الذين عهد بهم إلينا".

ويتحصن مئات المدنيين الذين يعانون نقص الطعام والماء في مصنع آزوفستال للصلب والمعادن مع الكتيبة 36 للجيش الأوكراني وكتيبة آزوف، آخر وحدتين قتاليتين في ماريوبول، حسب السلطات الأوكرانية.

وطالب سفياتوسلاف بالامار "العالم المتحضر" بتقديم "ضمانات أمنية"، مؤكدا أن الكتيبتين لا تقبلان "شروط الاتحاد الروسي بشأن تسليم السلاح وأسر المدافعين عنا".

وتابع أن "الوضع صعب وحتى حرج" في هذا المجمع الضخم الذي أصبح آخر جيب للمقاومة في الميناء الواقع في الطرف الجنوبي من دونباس. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "نحو ألف مدني من نساء أطفال (...) ومئات الجرحى" يتحصنون فيه.

قال بالامار إن المدنيين المحاصرين داخل المصنع الذين يتعذر التأكد من عددهم بشكل مستقل "خائفون بسبب القصف المستمر"، مطالبا بوقف لإطلاق النار.

في وقت سابق، قدمت كييف اقتراحا. وفي تغريدة على تويتر، كتب ميخايلو بودولاك مستشار الرئاسة الأوكرانية وأحد المفاوضين مع روسيا مساء الأربعاء "نحن مستعدون لعقد +جلسة خاصة من المفاوضات+ في ماريوبول من أجل إنقاذ رجالنا، (كتيبة) آزوف، الجنود، المدنيون، الأطفال، الأحياء والجرحى. الجميع".

أما موسكو التي وجهت عددا كبيرا من الإنذارات النهائية للمدافعين عن ماريوبول، فهي مصممة على الاستيلاء على هذا الميناء الذي سيسمح لها بربط شبه جزيرة القرم ، التي ضمتها في 2014 بجمهوريتي دونباس الانفصاليتين المواليتين لروسيا.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك مساء الأربعاء إن الممر الإنساني الذي تم التفاوض عليه من حيث المبدأ للسماح بإجلاء المدنيين من ماريوبول الأربعاء "لم ينجح".

واتهمت الروس بخرق وقف إطلاق النار وعرقلة سير الحافلات، بينما اتهمت موسكو "سلطات كييف بإفشال هذه العملية الإنسانية".

"ارحلوا"

في الشرق، تحدثت وزارة الدفاع الأوكرانية صباح الأربعاء عن "محاولات اعتداء" على بلدتي سوليغيفكا وديبريفني في منطقة خاركيف، وكذلك على روبيجنه وسفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك.

وكتب حاكم لوغانسك سيرغي غوداي على تطبيق تلغرام "الوضع يزداد تعقيدا ساعة بعد ساعة". وأضاف مجددا دعوته إلى المدنيين "احتموا (...) ارحلوا!".

وذكر صحافي من وكالة فرانس برس أن القصف كثيف ايضا في الجنوب لا سيما على قريتي مالا توكماتشكا واوريخيف على بعد 70 كيلومترا جنوب شرق زابوريجيا.

وبينما كانت الحرب تبدو بعيدة عن هذه المنطقة الأسبوع الماضي، باتت الضربات الروسية "تهز المنازل وأكثر تواترا"، حسب أحد سكان أوريخيف فيتالي دوفبنيا الذي قال أنه وضع حقيبة في صندوق سيارته.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن روسيا عززت وجودها العسكري في شرق وجنوب أوكرانيا.

صاروخ بالستي

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أنه تم إجراء تجربة ناجحة لصاروخ بالستي جديد "سيجعل الذين يحاولون تهديد بلادنا يفكرون مرتين".

لكن البنتاغون قلل من أهمية التجربة، قائلا إنها اختبار "روتيني" ولا تشكل "تهديدا" للولايات المتحدة أو حلفائها.

ويبدو أن هذه "المرحلة الجديدة" من الحرب كما وصفها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ستكون طاحنة، خصوصا بعد تسلم أوكرانيا أسلحة ثقيلة كان الغربيون يترددون في تقديمها من قبل.

وبعد تردد طويل، أشارت إسرائيل يوم الأربعاء إلى أنها وافقت للمرة الأولى على إرسال معدات واقية (خوذ وسترات واقية من الرصاص) إلى الجيش الأوكراني بينما أعلنت النروج أنها زودت كييف بمئة صاروخ مضاد للطائرات من تصميم فرنسي.

وفي زيارة إلى كييف حيث التقى السيد زيلينسكي، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن الاتحاد الأوروبي سيفعل "ما بوسعه لدعم أوكرانيا وضمان كسبها الحرب".

ووعد خصوصا بأن تستهدف عقوبات قريبا صادرات النفط والغاز الروسية، كما يطالب الرئيس زيلينسكي.

ويبدو أن عزلة الشخصيات الروسية على الساحة الدولية تزداد.

وبسبب فشلهم في استبعاد موسكو من مجموعة العشرين، قاطع وزراء المالية ومحافظو المصارف المركزية لدول مجموعة العشرين بمن فيهم وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الجلسات التي من المقرر أن يتحدث فيها المسؤولون الروس.

وأصبحت ويمبلدون أول بطولة كبرى في كرة المضرب تستبعد بشكل فردي لاعبين، عبر استبعاد الروس والبيلاروس من الملاعب في قرار انتقده بشدة اتحاد لاعبات التنس المحترفات واتحاد التنس للمحترفات ووصفه المصنف الأول عالميا نوفاك ديوكوفيتش بأنه "جنوني".