المجلس الكوردي بمناسبة النوروز: لا بديل عن الحل السياسي في سوريا وتوحيد الصف الكوردي

أربيل (كوردستان24)- أكد المجلس الوطني الكوردي اليوم الاثنين، أنه لا بديل عن الحل السياسي وفق القرارات الدولية الخاصة بالأزمة السورية، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة توحيد الصف الكوردي.

وجاء ذلك في بيان للمجلس، بمناسبة حلول عيد النوروز، الذي تصادف أولى أيامه يوم غد الثلاثاء، 21 آذار مارس 2023.

وجاء في نص البيان، "في الحادي والعشرين من آذار كل عام يحتفل أبناء الشعب الكوردي في كوردستان، وكافة مناطق تواجده بعيد نوروز المجيد، كعيد قومي له، تمتدُّ جذوره التاريخية إلى أسطورة كاوا الحداد الذي تحدّى الظلم والاستبداد، وأوقد  (شعلة الحرية) على قمم جبال كوردستان ليعلن انتهاء حقبة من الظلام بعد أن قتل الحاكم المستبد ضحاك أو «زوهاك» وأصبح نوروز يوماً للحرية والسلام".

وتابع "لا تزال الذاكرة الكوردية تختزن الكثير من الآلام والمآسي التي ارتكبها الأعداء للنيل من إرادة الشعب الكوردي عبر سياسات التمييز والتهجير والتطهير العرقي والإبادة الجماعية حتى وصلت بهم إلى استخدام  الأسلحة المحرّمة دولياً كما حدث في حلبجة الشهيدة عام 1988 وبالرغم من كل هذه السياسات الممنهجة تجاهه إلا أن الأنظمة التي تقتسم كوردستان فشلت دوماً في منع إحياء عيده القومي والاحتفال به".

   وأضاف "لم يسلم الشعب الكوردي في كوردستان سوريا من السياسات الرامية إلى طمس وجوده القومي وتغيير ديموغرافية مناطقه (الحزام العربي - الإحصاء الاستثنائي- سياسات التغيير الديموغرافي خلال السنوات الماضية...) إلا أنه لم يرضخ لهذه السياسات والمشاريع الشوفينية، ودافع عن وجوده القومي كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية، وأكّد أن حل القضية الكوردية في سوريا يكمن في كونها قضية وطنية وقضية كل السوريين".

    وقال "وجاءت انتفاضة 12 آذار 2004 تعبيراً صادقاً لإرادة الشعب الكوردي التواق للحرية حين  انتفض في وجه آلة قمع النظام في كافة المدن والبلدات الكردية، ومناطق التواجد الكردي في دمشق وغيرها من المدن السورية، مما هزّ أركان النظام،  وأوصل  صوت الشعب الكوردي، وقضيته لكلّ العالم، مؤكداً أن السياسات الشوفينية والمشاريع العنصرية ليس بإمكانها طمس وجوده القومي وهويته".

   وأضاف "وجاءت المشاركة الفعالة للشعب الكوردي في الثورة السورية السلمية منذ بداية انطلاقتها، تعبيراً صادقاً لموقف الحركة الكوردية أن حلّ القضية الكوردية في سوريا يتلازم  بتحقيق الديمقراطية وإنهاء الاستبداد الذي يمارسه النظام بحق السوريين، ولم يتردد بالوقوف إلى جانب الثورة، ورفض عسكرتها منذ بدايتها، كما أكد شبابه على وحدة السوريين في شعارهم ( الشعب السوري واحد)  وترجم  المجلس الوطني الكوردي هذه السياسة بانضمامه إلى ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية عام 2013 بموجب وثيقة سياسية واضحة المعالم".

  وأكد إن "وجود المجلس ضمن صفوف المعارضة لم يمنعه  من إبداء رفضه للاجتياح التركي والفصائل المسلحة لمناطق عفرين وسري كانية وگـري سپــي، وحذّر مراراً من الانعكاسات والنتائج الكارثية للعمليات العسكرية، وأدان الانتهاكات التي قامت، وتقوم بها بعض الفصائل المسلحة بحق أبناء الشعب الكوردي ومناطقه هناك".

    كما "أكّد المجلس أن لا بديلَ عن الحل السياسي وفق القرارات الدولية الخاصة بالأزمة السورية ولا سيما القرار 2254، وضرورة خروج جميع الجيوش والميليشيات الأجنبية  من سوريا، وفي هذا المجال أكد على أن محاولات التطبيع والحلول المنفردة مع النظام لن تؤدي إلى حل عادل للأزمة السورية، وإنما تزيد من تعنت النظام، وخلق المزيد من العراقيل أمام أي جهود لدفع العملية السياسية إلى الأمام" .

  وقال البيان "لقد جاء تأسيس المجلس الوطني الكوردي بهدف توحيد الموقف والصف الكوردي لنيل حقوقه القومية في سوريا المستقبل. ولم يدخر المجلس جهداً في هذا المسعى، وعقد اتفاقيات هولير 1-2 واتفاقية دهوك 2014 مع حزب الاتحاد الديمقراطي ولم ترَ هذه الاتفاقيات النور بسبب عدم التزام الطرف الآخر بها، واستجاب المجلس للمبادرة الأمريكية برعاية المفاوضات بين المجلس و pyd في العام 2020 وبضمانة قيادة قسد بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وتم إنجاز رؤية سياسية مشتركة والمرجعية الكوردية وجزء كبير من الشراكة الإدارية، إلا أن ممارسات مسلحي pyd  وتدخلات حزب العمال الكوردستاني  قضت على جهود الوصول للاتفاق واستمرار التفاوض".

 وأكد البيان إن "المجلس يلتزم بما تم إنجازه وبوثيقة الضمانات التي وقعها الجانب  الأمريكي، وقائد قسد، ويرى أن تفاهم الكورد في كوردستان سوريا وفق اتفاق واضح المعالم هو الضمانة الوحيدة لحماية المناطق الكوردية من التدخلات الخارجية والخيار الأنسب لخلق الأرضية المناسبة للتفاهمات مع جميع أطياف المعارضة والمكونات السورية".

  وأشار الى "انّ سعي المجلس إلى توحيد الموقف الكوردي لا يعني غض النظر، وتجاهل الانتهاكات التي يقوم بها حزب الاتحاد الديمقراطي ومسلحوه، بدءاً من اختطاف الاطفال وفرض التجنيد الإجباري والاعتقالات التعسفية للمواطنين وفرض مناهج تعليمية وانتهاج سياسة اقتصادية أدت إلى تجويع المواطنين وترهيبهم، ودفع بنسبة كبيرة من شعبنا إلى الهجرة بحثاً عن الأمان والاستقرار".

واكد البيان ان "المجلس الوطني الكوردي في سوريا، يؤكد على تمسكُّه بالمشروع القومي الكوردي بقيادة الرئيس مسعود بارزاني، ويعاهد أنه سيبقى وفياً في الدفاع عن قضيته العادلة في كافة المحافل الدولية، ويؤكد أنه لا يمكن إيجاد حلّ سياسيّ للأزمة السورية بدون حلّ عادلٍ للقضية الكوردية كقضية وطنية لكل السوريين".