العراق يؤكد التزامه بالتخفيض الطوعي لانتاج النفط

واستغرقت المفاوضات ساعات عدة، فيما أفادت وسائل إعلام بوجود خلافات بين المشاركين الـ 23 الذين يمثلون 60 % من إنتاج النفط في العالم.

أربيل (كوردستان 24)- أكد العراق، اليوم الأحد، التزامه بالتخفيض الطوعي لمستوى إنتاج النفط، الذي أقر من قبل أوبك+ في شهر نيسان الماضي وتمديده إلى نهاية عام 2024.

وقالت وزارة النفط في بيان تلقته مؤسسة كوردستان 24، إن "جمهورية العراق ستقوم بتمديد خفضها التطوعي البالغ 211 ألف برميل يومياً حتى نهاية شهر كانون الأول 2024، كإجراء احترازي وذلك بالتنسيق مع الدول المشاركة في اتفاق أوبك بلس التي سبق أن أعلنت في شهر نيسان عن تخفيضات تطوعية".

وتابعت أن "هذا الخفض التطوعي سيكون من مستوى الانتاج المطلوب حسب ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الوزاري الخامس والثلاثين لأوبك بلس في 4 حزيران 2023".

وأعلنت السعودية وهي من أبرز البلدان الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، أنها ستقوم بتنفيذ خفض طوعي إضافي في إنتاجها من النفط الخام مقداره مليون برميل يومياً ابتداء من تموز يوليو.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لوزراء منظمة الدول المصدرة للنفط وشركائهم في تكتل أوبك+ بقيادة روسيا إن هذا الإجراء سيسري ابتداء من تموز يوليو لمدة شهر قابلة للتمديد.

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك للصحافيين عقب الاجتماع إن التخفيضات التي قررتها منذ مطلع أيار مايو تسع دول، بما فيها الرياض وموسكو، بمجموع 1,6 مليون برميل يومياً "تم تمديدها حتى نهاية العام 2024".

واستغرقت المفاوضات ساعات عدة، فيما أفادت وسائل إعلام بوجود خلافات بين المشاركين الـ 23 الذين يمثلون 60 % من إنتاج النفط في العالم.

وبعد مناقشات صعبة، حصلت الإمارات على زيادة في أساس حساب حصتها من إنتاج الخام، وفقاً للجدول الجديد الذي نشرته أوبك.

شبح الركود

تأتي هذه المبادرة من الرياض في الوقت الذي انخفضت الأسعار في الأشهر الأخيرة رغم الإعلان المفاجئ مطلع نيسان أبريل عن تخفيضات جذرية.

ولم يؤد هذا الإجراء في الواقع إلى رفع الأسعار في سوق يعاني كساداً بسبب المخاوف من ركود اقتصادي عالمي ورفع أسعار الفائدة من قبل المصارف المركزية الكبرى والانتعاش البطيء للطلب في الصين مع انتهاء قيود مكافحة كوفيد.

وبلغ سعر برميل برنت نفط لبحر الشمال المرجعي للخام في أوروبا 76 دولاراً للبرميل، بينما يبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 71 دولاراً، بعيداً عن الذروة المسجلة في آذار مارس 2022 في بداية النزاع في أوكرانيا وبلغت حوالى 140 دولاراً.

وفيما شكّلت بوادر خلاف بين الرياض وموسكو تهديداً بتعطيل الاجتماع، أظهرت أوبك+ جبهة موحدة مع الحفاظ على المسار نفسه.

والواقع أن روسيا تبدو مترددة في مزيد من التشديد في تدفق الذهب الأسود الذي تساعدها عائداته في تمويل هجومها العسكري.

فبسبب العقوبات الغربية، لا يمكن تسليم النفط الروسي الذي يتجاوز سعره 60 دولاراً. وإذا تجاوز هذا السعر، يحظر على الشركات تقديم خدمات تسمح بالنقل البحري، من شحن وتأمين وغيرها...

وقالت باربارا لامبرخت من مجموعة "كوميترس بنك" إن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك "يرى أن لا حاجة لأوبك+ إلى تغيير المسار". وهذا لأن موسكو بالكاد تستفيد من زيادة في الأسعار.

وأضافت "من جهة أخرى، تحتاج السعودية إلى أسعار أعلى لموازنة ميزانيتها"، مشيرة إلى أن عتبة الربح تبلغ حوالى 80 دولاراً للبرميل بالنسبة إلى الرياض.

من جهته، قال نوفاك "ليس بيننا خلافات. إنه قرار مشترك اتّخذ لمصلحة السوق".

وفي الخلاف الرئيسي الأخير بينهما في آذار مارس 2020 رفضت روسيا خفض إنتاجها لدعم الأسعار التي انخفضت بشكل كبير بسبب جائحة كوفيد-19. بعد ذلك أغرقت السعودية السوق بالنفط ما أدى إلى انخفاض الأسعار لفترة طويلة.

ورأى الخبير يوسف الشمري أن "السعودية لا تريد أن يتكرر هذا السيناريو مرة أخرى، ومثلها روسيا".