محافظة عراقية تشهد "وضعاً كارثياً".. الجفاف يجبر أكثر من 12 ألف عائلة على الفرار

أربيل (كوردستان 24)- تشهد محافظة الديوانية، بجنوب العراق، "وضعاً كارثياً" نتيجة الجفاف الذي حوّل مناطقها الزراعية الى مناطق جرداء، وسط "إهمال حكومي" لا يرتقي لحجم ومستوى هذه الكارثة، ما اضطر السكان وخاصة المزارعين إلى ترك بساتينهم والهجرة إلى مناطق أخرى للعيش فيها.

وتعد الديوانية من المحافظات الزراعية نظراً لوفرة الأراضي الخصبة، إذ تمتاز بكونها رقعة جغرافية مهمة على نهر الفرات، وتضم مناطق زراعية كبيرة وبحيرات للأسماك وبساتين للنخيل، إضافة إلى الأهوار وخصائص فريدة أخرى.

ومع تراجع معدل هطول الأمطار الى 92.8 ملم سنوياً في عام 2019 والأعوام التالية، عانى المزارعون من خسائر فادحة حيث تقلصت مساحة الأراضي المزروعة خلال العام الحالي الى النصف، وتضرر العشرات من المزارعين (خارج الخطة الزراعية وداخلها) ما عرضهم الى خسارة مبالغ مالية كبيرة.

وتسبب شح الموارد المائية بإنهاء الموسم الزراعي الصيفي لمختلف المحاصيل الزراعية الاستراتيجية من بينها محصول (الشلب) وبمساحة بلغت (158) ألف دونم في عموم المساحات الزراعية.

يذكر أنه حتى منتصف آذار/مارس، كانت هناك "12 ألفا و212 عائلة (73 ألفا و272 شخصاً) نازحة بسبب الجفاف في عشر محافظات عراقية" في وسط وجنوب العراق، بحسب تقرير نشرته مؤخراً منظمة الهجرة الدولية.

ومن بين المحافظات الأكثر تأثراً، محافظات ذي قار وميسان والديوانية، وفق المنظمة، مشيرة إلى أن 76 في المئة من العائلات النازحة تذهب إلى مناطق حضرية.

وتسبب الجفاف وتراجع نشاط الزراعة، بارتفاع نسب الفقر في جميع المحافظات إلى مستويات قياسية، فيما وصلت نسبة الفقر في الديوانية الى 47 ‎في المائة‎ والتي تعد ثاني أفقر محافظة بعد المثنى، بعدما كانت من بين أغنى المحافظات لما تمتاز به من إنتاج زراعي وصناعي.

وتصنف الأمم المتحدة العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، في حين يندد العراق بالسدود التي تبنيها تركيا وإيران المجاورتان والتي تسببت بنقص ملحوظ بمنسوب الأنهار الوافدة إلى أراضيه.