علاوي: حاول صدام قتلي لكنني رفضت رؤيته معتقلاً لدى الاحتلال

قال السیاسي العراقي اياد علاوي انه رغم محاولة الرئيس العراقي السابق صدام حسين قتله ايام كان في المعارضة العراقية، الا انه رفض رؤيته في المعتقل عندما اعتقلته القوات الامريكية بعد سقوط نظام صدام عام 2003.

وفي مقابلة مع جريدة الشرق الاوسط اللندنية ذكر السياسي العراقي علاوي : أمتنعت عن الذهاب لأن الشماتة ليست من عاداتنا، خصوصاً حين يكون خصمك في وضع لا يسمح له بالرد عليك. ثم إن صدام، وعلى رغم كل ما فعله بالبلاد وبي شخصياً، كان رئيساً للعراق ولم أرغب في رؤية رئيس العراق أسيراً في سجن أميركي. يُضاف إلى ذلك أننا كنا نحلم بتأسيس العراق الجديد على قاعدة العدالة لا على قاعدة الثأر.

يذكر أنه الرجل الثاني الذي رفض مشاهدة صدام في المعتقل هو الرئيس مسعود بارزاني، الذي خاض ضده مواجهات طويلة ودفع آلاف الضحايا من عشيرته وشعبه وعائلته المباشرة. وكان بارزاني قال لـ«الشرق الأوسط» في حديث سابق إنه لم يذهب لرؤية صدام معتقلاً «لأن الشماتة ليست من شيم الرجال».

وفي عملية عسكرية للقوات الأميركية أطلق عليها اسم عملية "الفجر الأحمر" لإلقاء القبض على صدام حسين. وذلك بعد عملية البحث عنه استغرقت نحو 8 أشهر، اي في 13 ديسمبر (كانون الأول) من عام 2003، ألقت قوة كوماندوس أميركية القبض على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي اختفى من الصورة مباشرة عقب سقوط العاصمة بغداد

وكان صدّام قابعاً في سجنه في قبضة الجنود الأميركيين. أبلغ الأميركيون عدداً من السياسيين أن باستطاعتهم زيارة سيّد بغداد السابق ورؤيته في المعتقل. وزاره كلا من عدنان الباجه جي وعادل عبد المهدي وهوشيار زيباري وأحمد الجلبي وموفق الربيعي، الذي أشرف لاحقاً على عملية إعدامه.

يعتقد أياد علاوي، إن طريقة إعدام صدّام فجر عيد الأضحى كانت خطأ حقق له ما كان يرمي إليه من مكابرة أظهرها لحظة الإعدام.

واضاف بالقول: كنت اقترحت على الأميركيين أن يتم إجراء حوار مع الرجل علّه يروي لنا قصة العراق في السنوات الطويلة التي كان فيها صاحب القرار فيه. كنت أريد أن يعرف العراقيون ماذا حدث بلسان الرجل نفسه. لماذا حارب إيران، وما هي ملابسات الحرب؟ ولماذا غزا الكويت وكيف اتخذ القرار؟ لماذا أعدم وجبات كبيرة من المواطنين المعارضين ومن البعثيين أيضاً؟ ولماذا شنّ الحروب الفظيعة على الكورد؟ ولماذا اغتال معارضين في الخارج أو حاول اغتيالهم وأنا بينهم؟

واكد علاوي انه كان يريد ان يروي صدام قصته مع الحكم في العراق حتى تكشف الحقائق وتظهر المسؤوليات وتدفع الذين أعجبوا بصدام إلى التفكير في ثمار أعماله.

كما انتقد علاوي قانون أجتثاث البعث وقال انه تحول إلى أداة سياسية لتصفية الحسابات واستبعاد أناس أو تهميشهم. مضيفا بالقول: لم يتم الاستماع إلى نصائحنا. هذه المسائل جعلت قسماً من الناس يحتفظون بمشاعر التعاطف مع صدّام، وهو أمر لا يمكن انكاره. مفهوم أن يعاقب من تلطخت يداه بالدماء لكنك لا يجوز أن تعاقب الناس لأنهم يؤيدون فكرة ما.

كما اضاف بالقول: استفاد الإرهاب كثيراً من اجتثاث البعث، ليس بتجنيد بعثيين وإنما بعزل ما لا يقل عن خمسة ملايين من البعثيين وعوائلهم واجتثاثهم من الحياة السياسية والمهنية وقطع أرزاقهم.

وأشار إلى أن هيئة "اجتثاث البعث" شُكلت في العام 2005، ونص عليها الدستور العراقي، وعملت منذ بداية تأسيسها على متابعة ملفات المرشحين للانتخابات، فضلا عن ملفات الموظفين والضباط والسياسيين، والأساتذة الجامعيين، واستطاعت أن تقصي الآلاف، بحجة الانتماء الى حزب البعث المحظور في العراق.

أنتمى إياد علاوي واسمه الكامل إياد هاشم حسين علاوي المولود ببغداد في 30 مايو (أيار) 1944. إلى حزب البعث وهو في الرابعة عشرة من عمره. تخرج في كلية الطب ببغداد في 1970 وتابع لاحقاً تخصصه في بريطانيا. عمل لبعض الوقت بمنظمة الأمم المتحدة في 1980. شكل تنظيماً سياسياً معارضاً للنظام الحاكم في العراق عام 1975، وسمي التنظيم لاحقاً حركة الوفاق الوطني العراقي. وتعرض لمحاولة اغتيال في 1978 وخضع بسببها لسلسلة من العمليات الجراحية. عاد إلى بغداد في 2003. ليصبح عضواً في مجلس الحكم وانتخب في رئاسته بعد تشكيله عام 2003. كما تم انتخابه لمجلس الحكم بالإجماع كأول رئيس لوزراء العراق في العهد الجديد، بعد سقوط نظام صدام حسين، وبكامل السلطات التشريعية والتنفيذية. ترأس الوزارة من يونيو (حزيران) 2004 إلى مايو (أيار) 2005.