عشرات الأجانب والجرحى الفلسطينيين يعبرون رفح باتجاه مصر

أربيل (كوردستان 24)- خرج عشرات الأجانب والفلسطينيين الحاملين جنسيات مزدوجة اليوم الأربعاء 1 تشرين الثاني 2023، من قطاع غزة إلى مصر مع فتح السلطات المصرية معبر رفح "استثنائيا" لاجلاء عدد من الجرحى، وذلك في اليوم الـ26 من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في القطاع.

وسمح بدخول هؤلاء الأجانب والفلسطينيين معبر رفح في جنوب قطاع غزة قرابة الساعة 7,45 ت غ بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس، بعدما أعلنت السلطات المصرية فتحه "استثنائيا" للسماح بنقل نحو تسعين جريحا فلسطينيا وخروج نحو 450 من الأجانب والمزدوجي الجنسية.

ومعبر رفح الحدودي هو المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية. ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه ضرب أكثر من 11 ألف هدف لـ"منظمات إرهابية" في غزة منذ بدء الحرب مع حماس، فيما يواصل  العمليات البرية داخل القطاع مستهدفا، وفق إسرائيل، أنفاقا ومقارا للحركة وسط انقطاع كامل للإنترنت والاتصالات فجرا.

وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" فجر الأربعاء عن "انقطاع كامل لكافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة، وذلك بسبب تعرض المسارات الدولية والتي تم إعادة وصلها سابقاً للفصل مرة أخرى".

وأكدت منظمة "نت بلوكس" لمراقبة الشبكات أن "قطاع غزة يشهد انقطاعا جديدا للإنترنت ينعكس بشكل كبير على شركة بالتل" ما يؤدي إلى "انقطاع كامل للاتصالات بالنسبة لمعظم سكان" القطاع.

في هذه الأثناء تتواصل إزالة الأنقاض بعد بعد مقتل عشرات الفلسطينيين وجرح المئات الثلاثاء في غارة جوية على مخيّم جباليا للاجئين في قطاع غزة، في ضربة أكّد الجيش الإسرائيلي أنّه نفّذها للقضاء على قيادي في حماس ضالع في الهجوم، وذلك رغم الدعوات إلى حماية المدنيين.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة في بيان عن سقوط "50 شهيدا على الأقل ونحو 150 جريحا والعشرات تحت الأنقاض في مجزرة إسرائيلية بشعة استهدفت مجموعة كبيرة من المنازل" في المخيم الواقع في شمال القطاع والذي يؤوي 116 ألف لاجئ.

وقال أحد سكان المخيم ويدعى راغب عقل "كان زلزالاً طمر المنازل تحت الأرض".

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنّ الغارة استهدفت إبراهيم بياري، قائد كتيبة جباليا في حركة حماس، مؤكّداً "جاءت عملية القضاء عليه في إطار ضربة واسعة النطاق ضد الإرهابيين والبنية التحتية الإرهابية التابعة لكتيبة جباليا والتي سيطرت على مبان مدنية في مدينة غزة".

ودانت السعودية فجر الأربعاء "بأشدّ العبارات" الغارة على المخيم محذّرة من "كارثة إنسانية يتحمّل مسؤوليتها الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي".

ومساء الثلاثاء حذّرت قطر، التي تقوم بوساطة في الأزمة، من أنّ توسيع إسرائيل هجماتها في غزّة لتشمل أهدافًا مدنية "من شأنه أن يقوض جهود الوساطة وخفض التصعيد"، منددة باستهداف المخيّم.

وشنّت حركة حماس هجوماً غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر تسلّلت خلاله إلى مناطق إسرائيلية عبر السياج الفاصل، وهاجمت بلدات حدودية وتجمعات سكنية، ما تسبب بمقتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون وتم أيضا أخذ 240 رهينة، وفق السلطات الإسرائيلية.

وتردّ الدولة العبرية بقصف مكثف على القطاع منذ ذلك الحين. وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة أن عدد القتلى وصل إلى 8525 شخصا في قطاع غزة.

ومنذ مساء الجمعة، توسعت العمليات البرية وتكثفت الضربات الإسرائيلية في قطاع غزة.

- مساع دبلوماسية ودعوات –

واعلن الجيش الاسرائيلي الأربعاء مقتل تسعة جنود الثلاثاء وإصابة اثنين بجروح بالغة في المعارك الجارية مع حماس في قطاع غزة، ما يرفع إلى 326 عدد العسكريين الذين قتلوا منذ بدء الحرب.

وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّ غارات مكثفة في أنحاء القطاع.

من جهتها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها ستفرج عن رهائن أجانب "خلال الأيام القادمة"، مؤكدا أن غزة ستصبح "مقبرة" للجيش الإسرائيلي.

وتفرض إسرائيل حصاراً مطبقا على قطاع غزة وتقطع عنه الماء والكهرباء والإمدادات الغذائية والوقود.

ويخضع قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، أصلا لحصار بري وجوي وبحري من إسرائيل منذ سيطرة حركة حماس عليه عام 2007.

ويعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل الجمعة في إطار جولة شرق أوسطية جديدة يلتقي خلالها "مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية" و"ستكون له محطات أخرى في المنطقة"، بحسب ما أعلنت وزارته.

وأثار ارتفاع حصيلة القتلى قلقا على المستوى الدولي وأعلنت بوليفيا الثلاثاء قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل "رفضاً وإدانةً للهجوم العدواني وغير المتكافئ الذي يُشنّ في قطاع غزة".

وسارعت حركة حماس إلى الترحيب بموقف لاباز، فيما اعتبرته إسرائيل "استسلاما للإرهاب".

كما استدعت تشيلي وكولومبيا الثلاثاء سفيريهما لدى إسرائيل.

من ناحيتها، حذّرت الأمم المتحدة الثلاثاء من أن قطاع غزّة أصبح "مقبرة" لآلاف الأطفال، مشيرة أنها تتخوف من احتمال وفاة المزيد منهم بسبب الجفاف.

وقال المتحدث باسم يونيسيف جيمس ألدر "لقد أصبحت غزة مقبرة لآلاف الأطفال. إنها جحيم حي لكل الآخرين" معتبرا حصيلة القتلى من الأطفال "مروعة".

وتركّز دعوات وكالات الأمم المتحدة على ضرورة إدخال المساعدات الى القطاع.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني "لنكن واضحين: العدد القليل لقوافل المساعدة التي سمح لها الدخول عبر رفح لا يقارن بحاجات أكثر من مليوني شخص عالقين في غزة".

ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين  فيليبو غراندي الثلاثاء مجلس الأمن الدولي المنقسم إلى الاتحاد ودعم وقف لإطلاق النار من أجل إنهاء "دوامة الموت" في الشرق الأوسط.

من ناحيتها، أعلنت قبرص أنها تكثف جهودها للحصول على دعم ملموس من أجل فتح ممر بحري لنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأثار الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس المسألة مع قادة الاتحاد الاوروبي الأسبوع الماضي وقال إنه سيبحثها لاحقا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء عن "قلقه البالغ" إزاء "تصاعد حدة النزاع" في قطاع غزة، محذرا من خطر "تصعيد خطر خارج غزة".

ومنذ بداية الحرب، قتل 122 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وأثارت الحرب بين إسرائيل وحماس مخاوف من اتساعها الى نزاع إقليمي.

من جهة أخرى أعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن الثلاثاء إطلاق "دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنّحة وعدد كبير من الطائرات المسلحة" الثلاثاء على إسرائيل.

وأفاد الجيش الإسرائيلي عن "اختراق طائرة معادية" أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مدينة إيلات في جنوب إسرائيل، مشيرا كذلك إلى "اعتراض" صاروخ أرض أرض أطلق من منطقة البحر الأحمر.

وفي الدوحة، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الثلاثاء أنه "من الطبيعي ألّا تسكت" الجماعات الموالية لطهران في المنطقة على تصاعد حدّة النزاع في قطاع غزّة، داعيًا إلى اغتنام "آخر الفرص السياسية" لوقف الحرب.

وعلى حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان، يجري تبادل قصف شبه يومي مع  حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، كما تشارك مجموعات عدة بينها فصائل فلسطينية بإطلاق صواريخ وتنفيذ عمليات تسلل عبر الحدود، وإن بوتيرة أقل من حزب الله.