بالأمس تقاسمنا رغيف الخبز.. واليوم تعملون على تجويعنا

Kurd24

في كل يوم جديد تندلع أزمة بين الإقليم والحكومة الاتحادية حتى باتت الأزمات المفتعلة تطاردنا أينما توجهنا، تارة يقطعون الطرق والتواصل وأخرى يستهدفون مصادر العيش وأخيراً وليس آخراً قطع رواتب الموظفين والمتقاعدين وعوائل الشهداء والجرحى وغيرهم الكثير والتي تعتبر مصدر لقمة العيش لأبناء ومواطني الإقليم.

استوقفتني هذه المواقف البغيضة وهذه المخططات المرسومة التي طالت قوت شعب كوردستان الذين لاذنب لهم سوى أنهم استبشروا خيراً من عهد جديد، عهد الديمقراطية والفيدرالية وعهد حكم الأخوة المغدورين حالهم حالنا، وربما كنا نتأمل منهم أكثر مما يجب، اعتبرناكم سنداً لحل مشاكلنا واسترجاع هويتنا والتي لطالما حوربنا من أجلها، سنين وسنين كنا نتأمل من بدر والدعاة والمجلس والآخرين أن يكونوا لنا خير عون ولطالما قارعنا الديكتاتورية معاً لأنهم ومن المفترض هم من يطبقون الشريعة الإسلامية على أرض الواقع ومن ركائز الشريعة العدالة وتطبيقها على الأرض، والعدالة تتطلب توفير سبل المعيشة وأولها هو مأكلنا ومشربنا وديمومة حياتنا.

أتساءل وأسأل إخوتي في الوطن والدين، أين توجه وجدانكم وأنتم تقطعون حقوق المواطن الكوردستاني في مرتباته الشهرية؟

لماذا انحرفتم عن طريق الإخوة  وطريق إطعام جارك قبل إطعام أطفالك؟؟

لقد إلتمسنا هذا منكم عندما حوربنا وتم ترحيلنا من أرضنا الى أرضكم ومصادرة كل ممتلكاتنا، وكيف كنتم أنتم إخوتنا في الوسط والجنوب والغربية تكرموننا وتتقاسمون رغيف أولادكم معنا، كنتم  خير إخوة وقلوبكم قبل بيوتكم مفتوحة لنا لقد إستوعبتمونا أيام نظامهم في زمن النفي والترحيل والتسفير و سياسات التعريب كنتم خير سند وخير إخوة لم تلده أمهاتنا إن ذكرياتنا وأنتم تساندوننا في محنتنا لم تنسى ولن تمحى من ذاكرتنا، عجبي الآن ونحن نعيش زمنكم ونظامكم نجوع ونقهر ونبرد ماذا جرى؟ ولماذا؟!ماهذه الازدواجية في السلوك؟ كيف إخوتي في الوطن ترضون أن نجوع ونقهر وتريدون لنا أن نعود مثل ما كنا أيام نظامهم، كنا نحكي مواقفكم لأولادنا وهم ينظرون إلينا اليوم بعين الإستغراب بأننا لم نحكي الصواب لهم!!

لأنهم وببساطة يعيشون عكس ما عشناه ولمسناه منكم، إنهم يسألون هل تغيروا أم إنكم لم تخبروننا الحقيقة، لنعد إلى الوراء ونستذكر معاً إخوتنا، إخوة تقاسم رغيف الخبز ونستمر بتبادل حكاوينا لاتحملونا كل الأخطاء لاتحملونا نتائج أفعالكم وردود أفعالنا نحن وأنتم مشتركين فيها إننا ومعكم أمام مسؤولية بناء دولة حقيقية تتساوى فيها الحقوق والواجبات دولة مؤسسات لا تفرق بين عربي و كوردي، مسلم و مسيحي، شيعي وسني .. الكل سواسية، بالإمكان معالجة الأزمات إذا ما وجدت الإرادة ومصلحة الوطن أولاً وليست مصلحة وإرادة الآخرين، ونحن وأنتم لم نحارب ونضحي من أجل حفنة من الدولارات، حاربنا وجاهدنا من أجل وطن دون ظلم وإذا ما استمر على هذا الحال الوطن سيضيع و الكل معه يضيع، بدايتنا ومصيرنا واحد وأحدنا يكمل الآخر مازالت السجادة تحت أقدامنا، وشعبنا ينتظر إصلاح الحال وهذا ليس محال بل هو عز المطالب من الجميع فلنبدأ ونعمل على ترحيل الأزمات والمشكلات إلى حين، ونبدأ من جديد ونتصالح ونعمل وبعدها نتحاسب التحاسب الآن نهايته مغلقة، فالخير في بلدنا يسعنا جميعاً علينا أن نخرج من عنق الزجاجة، فلنخرج معاً فكم من أزمة ومشكلة نراها كبيرة وبعد تركها نجدها غداً لا تستحق كل هذا التناحر، إذا فلنبدأ معاً من جديد.