العراق ينشر اعترافات لمسؤول سطع نجمه بحلب عبر تحويلات عابرة للحدود لداعش

نشر القضاء العراقي اليوم الاثنين اعترافات لعضو في تنظيم داعش يتولى مهمة المسؤولية المالية للتنظيم وكشف فيها عن بعض من الأساليب التي يحصل فيها المسلحون على مواردهم في تغطية نفقاتهم وتمويل عملياتهم المسلحة في كل من العراق وسوريا.

K24 - اربيل

نشر القضاء العراقي اليوم الاثنين اعترافات لعضو في تنظيم داعش يتولى مهمة المسؤولية المالية للتنظيم وكشف فيها عن بعض من الأساليب التي يحصل فيها المسلحون على مواردهم في تغطية نفقاتهم وتمويل عملياتهم المسلحة في كل من العراق وسوريا.

ووفقا للموقع الالكتروني للسلطة القضاء العراقي فان المسؤول قد اعتقل في عملية إنزال جوي عند الحدود العراقية السورية. ولم يذكر متى اعتقل بالضبط.

من حلم المحاماة إلى "مالية داعش"

ووفقا للتقرير المنشور فان المعتقل يكنى أبو ياسر وهو سوري الجنسية يبلغ من العمر 24 عاما ويتحدر من مدينة منبج التي انتزعت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة عليها في أواخر الصيف المنقضي. ووفقا للاعترافات فان أبو ياسر كان يحلم دخول كلية الحقوق.

وبعد استيلاء داعش على مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية بما فيها منبج تغير حال أبو ياسر كحال الكثير من اقرانه.

ويشير أبو ياسر وفقا للاعترافات المنشورة فان مسلحي داعش كانوا يترددون عليه حينما كان يملك محلا لبيع الأغذية لإجباره على دفع الإتاوات والتي يطلق عليها التنظيم اسم "الزكاة" اقتنع بالانضمام إلى التنظيم الذي فرض نظرة متشددة للشريعة في مناطق نفوذه.

وأضاف أن التحاقه بالتنظيم جاء بعد أسبوع من تلقيه عرضا من احد المسلحين، وقال انه كان مترددا في المشاركة بالعمليات القتالية بخلاف شقيقه.

من المهمات القتالية إلى الإدارية

ولفت التقرير إلى أن أبو ياسر شارك ببعض الهجمات على الجيش السوري وبعض المهمات القتالية الأخرى غير انه لاحقا طلب من التنظيم العمل معهم مدنياً متذرعا بوجود قطعة بلاتينية في قدمه بعد تعرضه لحادث سير عندما كان صغيرا. ولفت التقرير إلى أن التنظيم وافق على طلبه.

وبعدها- يكمل التقرير- كلف داعش أبو ياسر بمهام إدارية ومنها توزيع الرواتب الشهرية على المسلحين وإجراء مسوح في مصروفات التنظيم وعرضها على المسؤول الإداري في "ولاية حلب".

ونظراً لاعتماد التنظيم على التمويل الخارجي من منظمات وأشخاص- لم يسمهم- أتت الحاجة إلى استخدام شخص يمكن له تأمين إحضار المبالغ من بلدان العالم المختلفة لسد نفقات داعش على جميع الأصعدة إدارية كانت أم حربية بحسب ما جاء في التقرير.

وتشير المعلومات إلى أن اغلب المقاتلين الذين كانوا موجودين في منبج من الأجانب ويخشون إرسال أسمائهم خشية تعقبهم من جانب سلطات بلدانهم. وجاء الحل من خلال متجر أبو ياسر.

وطبقا لما جاء في التقرير "هذا الإرهابي فاتح شقيقه الثاني وهو يعمل تاجراً في تركيا منذ سنوات، وابلغه بأنه يحتاج إلى تأمين إيصال مبالغ نقدية إلى منبج عبر الحدود مع سوريا".

وجرى الاتفاق على أن يرسل المقاتل اسم التاجر كاملاً إلى الجهة المانحة مع نسخة من جواز سفره، لكي تصل الأموال إلى تركيا ومن بعدها تدخل إلى سوريا على شحنات بضاعة اغلبها غذائية.

ازدهار مالي لداعش من "درزن" دول

ويقول التقرير إن أبو ياسر استفاد كثيرا من العملية كونه ادخل بضاعة من تركيا مجاناً وبحراسة مشددة من الإرهابيين وقام ببيعها وإيداع عوائدها إلى التنظيم كمصدر للتمويل مقابل حصوله على هامش من الربح في زيادة دخله بشكل واضح كما أوردت الاعترافات.

وبحسب اعترافات أبو ياسر تزايدت التحويلات المالية منذ مطلع عام 2015 ووصلت مبالغ كبيرة من منظمات وشخصيات في بلدان مختلفة.

واسرد تقرير القضاء العراقي أسماء تلك الدول وهي فرنسا والنرويج وروسيا وسويسرا والبوسنة والدنمارك وتركمانستان وتركيا وقطر والسعودية ومصر وعلى أكثر من دفعة جميعها تتحول إلى بضائع يقوم بإرسالها إلى منبج شقيق أبو ياسر لغرض تصريفها.

ويقول القضاء العراقي إن مهمة أخرى أضيفت إلى أبو ياسر الذي "سطع نجمه" في "ولاية حلب" بعدما أصبح مسؤولاً إداريا لقاطع منبج فقد كلّف بإرسال أموال إلى الموصل.

وقال القضاء إن أبو ياسر اعتقل وكان يحمل جواز سفر غير مختوم ودخل البلاد بطريقة غير شرعية.

واعتقل أبو ياسر بتهمة الإرهاب والتي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.