النجيفي يحذر من "اللعب على حافة الهاوية"

اربيل (كوردستان 24)- حذر محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي من "خطر" قد يعصف في  البلاد بسبب احتدام الخلافات بشأن مستقبل مدينة كركوك المتنازع عليها تزامناً مع قرب انطلاق معركة استعادة السيطرة على الحويجة واستفتاء الاستقلال في كوردستان.

وتصاعد الخلاف، الموجود اصلا، بين الكورد وبغداد في اعقاب رفع علم كوردستان فوق المباني الحكومية في كركوك التي قررت اخيرا الانضمام لاستفتاء الاستقلال المقرر في 25 من الشهر الجاري.

وكركوك هي اهم المدن المتنازع عليها بين كوردستان وبغداد وكان يفترض البت في مستقبلها وفق مادة دستورية غير أن الخلافات السياسية حالت دون ذلك.

والخلاف الآخذ بالتصاعد يأتي في وقت تتجه فيه الأنظار للبدء بمعركة استعادة الحويجة التي تتطلب على الارجح تنسيقا مع البيشمركة التي تحاصر البلدة انطلاقا من العمق الجنوبي الغربي لكركوك.

وقال النجيفي على صفحته الرسمية في فيسبوك إن "تزامن تحرير الحويجة مع استفتاء الاقليم واحتدام الخلاف في كركوك يفتح أبواب مرحلة ما بعد داعش على مصراعيها".

وأضاف ان "اخطر ما نواجهه في هذه المرحلة وجود قناعات شعبية متصادمة ومترسخة لدى ملايين العراقيين في الطرفين (الكوردي والعربي) مع حاجتنا للحكمة الغائبة".

واوضح أنه "في الوقت الذي يحمل الحلم الكوردي الملايين من شعب تربى على مدى ٦ عقود وهو يحلم بهذه اللحظة ولديهم مقاتلون متمرسون من الجيل الثالث، تظهر على الطرف الاخر قناعة شعبية معاكسة لها بحقوق العرب والتركمان واهمية ارتباط كركوك ببغداد".

واشار النجيفي الى ان الطرح الأخير يتحمس له "ملايين العرب في العراق وبأيديهم سلاح غير منضبط".

وتابع "وكم يبدو خطيرا اللعب على حافية الهاوية في وضع تترسخ فيه القناعات الشعبية المتناقضة وتكثر جعجعة السلاح خارج السيطرة الرسمية واخطر منه إطلاق التهديدات المتقابلة ضد مسلحين يشعر كل منهما بنشوة النصر وثقته بسلاحه... ولست هنا لأتحدث عن حق هذا الطرف او ذاك".

وقال النجيفي دون ان يدلي بموقفه الرسمي "مهما كانت تلك الحقوق فلن ترتقي لحجم الخسائر والضحايا المتوقعة في هذا النوع من الصراعات".

ولفت الى انه "واثق بان هذه الأزمة لا يمكن ان تعالج بدون حوار وتقديم تنازلات متقابلة وإعادة ترتيب الوضع العراقي وتجاوز اخطاء المرحلة السابقة".

وقال النجيفي الذي يقيم في اربيل منذ عام 2014 إن "التردد السياسي في المباشرة بمفاوضات جادة لتحديد مستقبل العراق في مرحلة مابعد داعش هو لعب بالنار وعدم تقدير لموقف اذا اندلعت شرارته فلن يستطيع احد السيطرة عليه الا بمزيد من الإنهاك للعراقيين من الكورد والعرب على السواء".

"اما بقية المكونات الأضعف فسيكونون حطب النار في هذا النوع من الصراعات" يقول النجيفي.

ويقول الكورد إنهم سيسلكون السبل الدبلوماسية في التفاوض مع بغداد بشأن مصيرهم ومستقبلهم لكنهم لن يقفوا مكتوفي الايدي حين يتعرضون لاي تهديد.

كان رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني قد اكد خلال آخر اتصال هاتفي تلقاه من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ضرورة مواصلة التنسيق المشترك بين البيشمركة والجيش العراقي.