قرية نرويجية محاطة بالجبال تستقبل أشعة الشمس من خلال مرآة عملاقة

أربيل (كوردستان24)- بسبب غياب نور الشمس عنها ستة أشهر في السنة خلال فصل الشتاء لوقوعها بين جبال شاهقة، عالجت قرية نرويجية مشكلة مزمنة تعانيها منذ قرون، وذلك من خلال وضع مرايا عملاقة تقوم بعكس الأشعة من قمم الجبال باتجاه ساحة البلدة للحفاظ على إنارتها

 وهذه القرية محاطة بتلال ومرتفعات، مع أنها ليست شاهقة الارتفاع، إلا أنها كافية لحجب نور الشمس عن هذه القرية التي يقطنها 3500 شخص، والتي لم تر في تاريخها نور الشمس بين سبتمبر/ أيلول ومارس/آذار من كل عام.

لكن هذا الواقع انتهى الآن، مع التوصل إلى تحقيق فكرة قديمة، وهي تثبيت مرايا على تلة مجاورة مطلة على القرية، تعكس ضوء الشمس إلى الساحة الواقعة في وسط هذه القرية.

فكرة قديمة قدم القرية نفسها، فقد نشأت هذه القرية قبل أكثر من 100 عام، على يد الصناعي النرويجي سام ايد، مؤسس مجموعة نورسك هيدرو العملاقة.

عندما ولدت قرية راجوكان، كان الأمرأشبه بضرب من الجنون، لكونها أقيمت في وسط منطقة قفراء قرب مسقط للمياه، إلى جانب محطة مائية وأنابيب ضخمة وسكة حديد لنقل الأسمدة المستخرجة من الأرض إلى كل أنحاء العالم".

وفي العام 1900، كان عدد الذين أسسوا هذه القرية 300 شخص، وقد قفز عددهم إلى عشرة آلاف في العام 1913.

وراودت فكرة استخدام المرايا لإضاءة القرية مؤسسها سام ايد.

وقال رئيس بلديتها الاسبق شتير برغسلاند "إنه من المشاريع النادرة التي لم يتمكن مؤسس القرية من تحقيقها، بسبب النقص في الإمكانات التقنية آنذاك"، لكنه حقق مشروعا آخر في المقابل، وهو "تلفريك" يحمل العمال إلى أعالي التلال ليتمكنوا من الحصول على أشعة الشمس لبعض الوقت.

وقال مصمم المشروع مارتن آندرسن "كلما دخلنا في الشتاء يتعين علينا الخروج من الوادي للحصول على أشعة الشمس، لذلك قلت في نفسي: لماذا لا نجلب أشعة الشمس إلينا بدل أن نذهب نحن إليها".

وواجهت الفكرة انتقادات ومعارضة، لا سيما من الذين يعتبرون أن الأموال العامة ينبغي أن تصرف على التعليم وليس على مشاريع غريبة الأطوار.

ويجري التحكم بهذه المرايا عن طريق جهاز كومبيوتر، وهي تتبع مسار الشمس لتعكس نورها إلى ساحة القرية وسوقها.

 
Fly Erbil Advertisment