بالكتابات والرسومات.. سلوكيات غير مسؤولة تشوه جمال كهف "بهيري" الأثري في زاخو
أربيل (كوردستان24)- يُعد كهف بهيري، الواقع في منطقة دركار بادارة زاخو المستقلة في محافظة دهوك، واحداً من أبرز المعالم السياحية التي تجذب مئات الزوار سنوياً من مختلف أنحاء العراق، خصوصاً من محافظات الوسط والجنوب، للاستمتاع بطبيعته الخلابة ومشاهده الأخاذة.
لكن هذا الجمال الطبيعي بات مهدداً بظاهرة سلبية، حيث تحولت جدرانه الصخرية الأثرية إلى ما يشبه لوحة للكتابات والرسومات العشوائية التي يتركها بعض الزوار، مما أثار استياءً واسعاً ودعوات للحفاظ على المكان.
على الرغم من اللافتات الإرشادية التي تدعو للحفاظ على نظافة وسلامة الموقع، تحولت جدران الكهف الداخلية إلى سجل للذكريات غير المرغوب فيها، حيث قام بعض الزوار بكتابة أسمائهم وعبارات ورسومات مختلفة باستخدام أصباغ متعددة، في سلوك وصفه الكثيرون بأنه "غير حضاري" ويقضي على جمالية الموقع الطبيعي والتاريخي.
وقد أثارت هذه الممارسات استياءً عميقاً لدى زوار آخرين، الذين عبروا عن أسفهم لتشويه معلم سياحي وتراثي بهذا الشكل.
وقال عبد الله غسان – سائح في لقاء مع كوردستان24, أن : هذه الكتابات على الكهف سلوك غير حضاري على الإطلاق، فهي تمحو من جمالية المكان. نتمنى من عوائلنا الكريمة، سواء القادمة من بغداد والمحافظات الجنوبية، أن يقللوا من هذا الشيء، لأن هذا المكان جميل وحضاري، ومن المؤسف أن يضيع جماله".
بدورها قالت منال – سلمان – سائحة، "الأماكن السياحية وُجدت لخدمة السياح، لكن للأسف هناك بعض الناس لا يعرفون قيمة المكان الذي يزورونه. هذه الصخور ليست مجرد صخور عادية، بل هي تراث وآثار. عندما يأتي الجميع ويرون جمال المنظر، من المؤسف أن يتم تشويهه بهذا الشكل".
من جانبها، آلاء أحمد – سائحة, أن هذه التصرفات فردية ولا تمثل جميع الزوار، قائلة: "هي ظاهرة غير حضارية أبداً. من يكتب على صخرة أو جدار يمثل نفسه فقط، وليس كل سائح. نحن نأتي لنستمتع بأجواء الطبيعة والمياه العذبة، لا لكي نشوه المعالم".
رداً على هذه التجاوزات، أعلنت المديرية العامة للسياحة في زاخو أنها ستتخذ إجراءات حازمة لمعالجة المشكلة. وقال مدير السياحة لكوردستان24: بعد متابعة مقاطع الفيديو، تبين أن بعض السياح قاموا بالكتابة على جدران الكهف مستغلين الازدحام ودون علمنا. سنعمل على ترميم الكهف مجدداً، وسنقدم شكاوى ضد أي شخص يكرر هذه الأفعال".
ولم تقتصر ظاهرة التشويه على الكهف فقط، بل امتدت لتطال الجدران الاستنادية على الطريق الرئيسي المؤدي إلى المنطقة، والتي غطتها كتابات ورسومات مماثلة، مما يؤكد أن المشكلة أصبحت ظاهرة تتطلب وعياً مجتمعياً وجهوداً مكثفة للحفاظ على هذه الكنوز الطبيعية للأجيال القادمة.
تقرير : ميهفان مجيد – كوردستان24 – زاخو