المشاركة في انتخابات مجلس المحافظة في صلاح الدين وديالى.. هي حرب يخوضها الكورد من أجل حماية الهوية

انتخابات مجلس المحافظة في صلاح الدين وديالا
انتخابات مجلس المحافظة في صلاح الدين وديالا

أربيل (كوردستان 24) - على الرغم من أن سكان محافظتي ديالى وصلاح الدين هم أغلبية عربية، ولكن وبسبب وجود مناطق كوردستانية خارج إدارة الإقليم ولعدم تطبيق المادة 140، يخوض الكورد المنافسة الانتخابية هناك لحماية الهوية الكوردية في مناطقهم، وحماية حقوق الكورد الذين يعيشون في هاتين المحافظتين.

ولم تجري انتخابات مجلس المحافظة، في كل من ديالى وصلاح الدين، المؤلفة من 15 مقعداً لكل محافظة منهما،  منذ عام 2013، ومن المقرر أن يتوجه الناخبين في 18 كانون الأول/ديسمبر 2023 إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلسين جديدين، حيث سيتم انتخاب محافظين ونائبيهما، وخطتي عمل وموازنتين للمشاريع، في كافة مناطق المحافظتين، من خلال مجلسي المحافظتيتن.

وعلى الرغم من أن التركيبة العربية السنية هي الأغلبية في كل من محافظتي ديالى وصلاح الدين، إلا أنه، ونظراً لوجود عدد كبير من الكورد والشيعة وبعض المكونات الأخرى، بالإضافة إلى التنافس السياسي بين أحزاب كل مكون، هناك نوع من التنافس القومي والطائفي أيضاً، لذلك فإن تطبيق المادة 140 وحماية اللغة الكوردية وغيرها من الحقوق القومية جعل الكورد يحاربون من أجل هويتهم والقضايا القومية الأخرى، وهذا ما دفع الكورد للمشاركة في انتخابات مجلسي محافظتي صلاح الدين، وديالى.

الانتخابات في ديالى

ويحق لنحو 980 ألف شخص في محافظة ديالى التصويت في انتخابات مجالس المحافظات لانتخاب 15 عضوا، أربعة منهم من مقاعد الـ كوتا للنساء، ويتنافس 330 مرشحاً على تلك المقاعد ضمنهم 50 مرشحٍ كوردي.

وتتنافس سبعة تحالفات وثمانية أحزاب سياسية ومرشح مستقل، وستشارك الأحزاب الكوردية في ثلاث قوائم مختلفة، منها الحزب الديمقراطي الكوردستاني ب 16 مرشحاً، والاتحاد الوطني الكوردستاني ب 30 مرشحاً، والحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني بأربعة مرشحين.

وتتمتع محافظة ديالى بأهمية جغرافية خاصة، نظرا لحدودها المشتركة مع إقليم كوردستان والعاصمة بغداد وإيران، فضلاً عن قضائي خانقين ومندلي في مناطق جلولاء وسعدية وميدان وقراتو، والتي بسبب عدم تطبيق المادة 140، تقع هذه المناطق الكوردية إداريا في محافظة ديالى وخلال الحرب ضد داعش، فقد كانت من أكثر المناطق ضعفا.

وفي انتخابات مجلس محافظة ديالى الشهر المقبل، ترشحت 92 امرأة، فيما ترشحت 51 مرشحة لانتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2021 من محافظة ديالى، ما يظهر مشاركة أكبر للمرأة في المحافظة ومنافسة القوائم الانتخابية على المقاعد النسائية بنسبة 25٪، بحسب قانون الانتخابات.

في انتخابات مجلس محافظة ديالى الأخيرة عام 2013، شارك الكورد في قائمة واحدة وتمكنوا من الفوز بثلاثة مقاعد، في هذه الانتخابات بسبب وجود ثلاث قوائم كوردستانية، وتطبيق نظام سان دييغو لفرز الأصوات وتوزيع المقاعد، هناك خطر من عدم الفوز بهذه المقاعد، لذلك وفقا للمراقبين، يواجه الكورد في ديالى انتخابات حاسمة.

الانتخابات في صلاح الدين

يتكون مجلس محافظة صلاح الدين من 15 مقعدا، وفي الانتخابات السابقة فاز السنة بأغلبية المقاعد، وفي انتخابات البرلمان العراقي لعام 2021، ولأول مرة تمكن الكورد من الحصول مباشرة على مقعد في المحافظة (دائرة خورماتو)، وفي انتخابات مجالس المحافظات عام 2013، فاز الكورد بأحد المقاعد الـ 29 في المجلس، وفي عام 2009 فاز اثنان من أصل 28 مقعدا في مجلس محافظة صلاح الدين، وهو في كلا الانتخابين، شاركت الأحزاب الكوردية بقائمة واحدة.

وفي محافظة صلاح الدين، تشارك ثلاثة أحزاب كوردية، وهي الحزب الديمقراطي الكوردستاني، والاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الشيوعي الكوردستاني، في انتخابات مجلس المحافظة، ويتطلع معظم المرشحين الكورد إلى أصوات سكان قضاء خورماتو.

بالنسبة لانتخابات مجلس محافظة صلاح الدين هذه المرة، لدى الحزب الديمقراطي الكوردستاني مرشحة تدعى تارا جميل حامد في قائمة "الحسم الوطني"، وتنافس على الفوز بمقعد في مجلس محافظة صلاح الدين المقبل.

كما أن الاتحاد الوطني الكوردستاني لديه مرشح اسمه ياسين محمد في لائحة "الجماهير الوطنية" الذي يشارك في انتخابات مجلس محافظة صلاح الدين، والحزب الشيوعي الكوردستاني، ضمن إطار تحالف القيم المدني، ولديه مرشح للمنافسة في انتخابات مجلس محافظة صلاح الدين.

قضاء خورماتو، كان يديره الكورد بالكامل، قبل أحداث 16 أكتوبر/ تشرين الأول، لكن بعد ذلك، وعند اضطرار قوات البيشمركة من الانسحاب منها، وفرض سلطة بغداد، على غرار كركوك في خورماتو، يحاول الكورد منذ ذلك الحين تطبيع الوضع في المنطقة.

وبحسب البيانات، فإن عدد الكورد الذين لهم حق في التصويت في محافظة صلاح الدين يصل إلى 40 ألف صوت، لكن بسبب مشاركة الأحزاب الكوردية بقوائم مختلفة، هناك خطر من تقسيم الأصوات الكوردية، لكن بعض مراقبي الانتخابات يتوقعون فوز الكورد بمقعدين.

ووفقا للإحصاءات الأولية، يشكل الشيعة 20٪ من محافظة صلاح الدين، لذلك تتطلع أحزاب هذه المجموعة إلى الفوز بثلاثة مقاعد في مجلس محافظة صلاح الدين المقبل في هذه الانتخابات، مقارنة بأربعة مقاعد من أصل 29 مقعدا في انتخابات عام 2013.

وتتنافس التحالفات السنية بين بعضها البعض، في محافظة صلاح الدين، وخاصة تحالف التقدم برئاسة الحلبوسي، وائتلاف السيادة بزعامة خميس الخنجر، وائتلاف الحسم برئاسة ثابت العباسي، وتحالف العزم بزعامة مثنى السامرائي، إلى جانب العديد من القوائم السنية الأخرى في انتخابات مجالس المحافظات.

وفي الوقت نفسه، تتنافس القوى الشيعية مع القوائم السنية في محافظة صلاح الدين، خاصة منذ انتهاء الحرب ضد داعش، مع بقاء بعض المجموعات الشيعية المسلحة في المنطقة.

ومن بين هؤلاء، ائتلاف الإطار الوطني برئاسة محمد سالم الغبان، وهو أحد قادة منظمة بدر، وكان سابقا وزيرا للداخلية في العراق، والذي يتكون من تحالف نبني برئاسة هادي العامري، وتحالف نصحح برئاسة همام حمودي، وتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم، وأيضا، تحالف النهج الوطني، الذي يقوده عبد الحسين الموسوي".

ومن المقرر إجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية في الـ 18 كانون الأول ديسمبر في 15 محافظة باستثناء إقليم كوردستان، ويحق لحوالي 23 مليون عراقي التصويت.

وعرف العراق منذ عام 2003 ثلاثة انتخابات محلية، كانت الأولى عام 2005، تلتها انتخابات عام 2009، ثم انتخابات عام 2013، غير أن محافظة كركوك لم تشهد إلا دورة انتخابية واحدة، وهي تلك التي عقدت عام 2005.