الصدر يجدد رفضه العودة الى ساحة السياسة.. رد علني على رسائل المالكي السرية

أربيل(كوردستان24)- جدد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إصراره على عدم المشاركة في مجلس النواب العراقي، واصفاً إياه بـ "الفاسد".

وقال الصدر، في بيان، يوم السبت 16 آذار 2024، "السلام على القواعد الشعبية ورحمة الله وبركاته، التي صبرت وأثبتت إخلاصها، بعد انسحابنا من مجلس النواب، لكي لا نكون ظهيراً للفاسدين".

وكانت صحيفة الشرق الأوسط، نقلت عن مصادر شيعية في العراق إن رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي حمّل وسطاء سريين رسائل، إلى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، للتفاهم حول عودة الأخير إلى العملية السياسية عبر الانتخابات التشريعية المقبلة.

وفقاً للصحيفة، "اتفقت المصادر على أن المالكي هو صاحب المبادرة في التواصل مع التيار الصدري، وأنه التقى خلال الأسبوعين الماضيين شخصيات على صلة بالصدر لشرح رؤيته بشأن الانتخابات والتعديلات التي ينوي إدخالها على قانونها".

يبدو أن المالكي ليس الطرف الشيعي الوحيد الذي يحاول التواصل مع الصدر، بل إن قيادات، مثل عمار الحكيم وهادي العامري، طلبت منه "معرفة خططه بشأن العودة إلى العملية السياسية"، بحسب المصادر.

الشرق الأوسط، قالت نقلاً عن مصادرها، إن "وسطاء مجهولين ينقلون حتى الآن رسائل بين (الإطار) و(التيار) بشأن تعديلات قانون الانتخابات المقبلة". لكن المفاجأة أن وجهات نظر المالكي والصدر بشأن التعديلات المقترحة "قد تكون متطابقة إلى حد كبير"، وفقاً للمصادر.

وناقش المالكي مع من التقاهم هذه الأيام "جدوى أو عدم جدوى الانتخابات المبكرة، ومن دون أن يكون حاسماً قال إنه منفتح لدراسة الأمر مع التيار الصدري".

وقال مصدر من التيار، إن "المالكي لديه يقين بأن الصدر سيشارك في الانتخابات المقبلة، وأوحى للوسطاء أنه مستعد للتفاهم مع الصدريين على أفضل نسخة لقانون الانتخابات، تخدم عودة قوية للصدر".

وأكدت المصادر، أن "المالكي لم يتلقَّ حتى الآن أي رد صريح ومباشر من الصدر"، لكن الوسطاء قالوا إن "التعديلات المقترحة قد تكون مقبولة".

وقال مصدر مطلع على "اللقاءات الخاصة" إن "المالكي كان حذراً للغاية في حديثه مع الوسطاء، وكان يجس النبض ويمرر الرسائل، وكان متأكداً أنها ستصل إلى الصدر".

يذكر أنه وفي مطلع العام المنصرم، قال رئيس إئتلاف دولة القانون، نوري المالكي ان الخلاف مع زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر "سينتهي قريبا".

وقال المالكي، في تصريحات صحفية في 21 شباط 2023،  في  ان هناك "نية على إنهاء هذا الخلاف من قبله ومن قبلنا"، مشيرا الى أنه "لا يريد المحاصصة الطائفية".

وأضاف ان "الشركاء الآخرين متمسكون بها ويقدّمون دائماً أعدادهم ونسبتهم ويطالبون بحصصهم".

وعن حكومة السوداني، قال المالكي، انه "من غير المُنصف الحكم مسبقاً بعد أشهر قليلة من تشكيل هذه الحكومة".

وأشار الى ان هذه الحكومة تواجه تحديات كبيرة وتركة ثقيلة من تقصير حكومات سابقة"، مرجحاً استمرارها الى نهاية الدورة البرلمانية وعدم إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

وتابع، ان "العودة الى انسداد سياسي جديد وفشل في إدارة الدولة من قبل الحكومة، فيكون من الواجب أن نذهب الى إجراء انتخابات نيابية مبكرة".

واضاف، "لكن ما دامت الأمور سليمة والعملية السياسية مستقرة والحكومة ماضية في تنفيذ برنامجها الذي وعدت به، فلماذا الانتخابات المبكرة؟".

وعانى العراق من شلل سياسي بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الأول 2021، وذلك بسبب الخلافات بين القوى الشيعية، وبعد انسحاب نواب الصدر في 15 حزيران 2022، من البرلمان، جرى تشكيل ائتلاف إدارة الدولة بين قوى شيعية وكوردية وسنية، تمخض عنه تعيين عبداللطيف رشيد رئيساً للجمهورية، وتكليف محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة في 13 تشرين الأول الماضي.