الحكومة الاتحادية تتغاضى عن مداواة جرحها وتكتفي بالبيانات.. إلا أن حلبجة ليست وحدها

غزة
غزة

أربيل(كوردستان24)- رغم مرور 36 عاماً على قصف حلبجة الشهيدة، بالكيماوي من قبل النظام العراقي السابق، لكن الحكومات العراقية المتعاقبة لم تحاول مداواة جرحها الغائر.

ويعد قصف حلبجة أكبر هجوم بالأسلحة الكيماوية في التاريخ موجه ضد منطقة مأهولة بالسكان المدنيين، أسفر عن استشهاد 5000 شخص وإصابة 7000 إلى 10000 آخرين معظمهم من المدنيين.

ككل عام يتسابق كبار المسؤولين العراقيين، على كتابة العبارات المدينة لمجزرة حلبجة، ليختاروا عبارات شديدة اللهجة تدين النظام السابق، على جريمته النكراء بحق أهالي حلبجة، دون الإصغاء إلى مطالب أهاليها، لا المادية ولا حتى المعنوية.

وبينما يكتفي المسؤولين العراقيين بالبيانات، سارع رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني إلى زيارة حلبجة، قبل الذكرى بأيام، كاشفاً النقاب عن العديد من المشاريع الخدمية التي ستوفر فرص العمال للسكان، وتسهل عليهم حياتهم، عدا عن فتح باب الاستثمار، وتقديم التسهيلات للمستثمرين الراغبين بالعمل فيها.

مسرور بارزاني، أصدر بياناً في الذكرى الـ 36 للمجزرة، محذراً من أن العقلية التي تعاملت بها بغداد في إبادة حلبجة آنذاك، لا تزال موجودة، وسلسلة الجرائم بحق الشعب الكوردي مستمرة.

وقال رئيس الحكومة في بيانه، "لا شك في أن هذه الجرائم وغيرها من الجرائم التي اقترفها النظام السابق ضد شعب كوردستان، كانت تهدف أساساً إلى إبادة شعبنا ومحو هويته، وهو ما يقتضي منّا ألّا ننسى هذه الجرائم، بل علينا أن نحولها إلى حافز يدفعنا للذود عن حقوقنا القومية والوطنية، وصون كيان إقليم كوردستان".

وأضاف، "وما يدعو إلى الأسف والاستياء الشديدين هو استمرار الحكومات العراقية المتعاقبة في تجاهل واجبها المتمثل بتعويض ذوي وعوائل شهداء حلبجة وضحايا حملات الأنفال والجرائم الأخرى، تعويضاً عادلاً ومنصفاً، على الرغم من كونه حقاً مشروعاً ودستورياً لشعب كوردستان، إلى درجة أنهم، وإلى الآن، غير مستعدين لإتمام الإجراءات المتعلقة بتحويل حلبجة إلى محافظة".

وتابع، "خدمة اهالينا في حلبجة واجبنا ، وخلال زيارتنا إلى محافظة حلبجة الشهر الماضي، وافقنا على جميع الطلبات التي قدمها السادة المحافظ والمسؤولون الإداريون في المنطقة، ونأمل أن نتمكن من ترجمة التزاماتنا إلى واقع ملموس من خلال تقديم أفضل الخدمات، وبما يلبي احتياجات أهالي حلبجة الوطنيين والمضحين".

واعتُبِر الهجوم الكيميائي بأنّه الأكبر الذي وُجّه ضد سكان مدنيين من عرقٍ واحد حتى اليوم، وهو أمر يتفق مع وصف الإبادة الجماعية في القانون الدولي والتي يجب أن تكون موجهة ضد جماعة أو عرق بعينه بقصد الانتقام أو العقوبة.

من جهته، أشار المتحدث باسم رئيس حكومة إقليم كوردستان، بيشوا هوراماني، إلى أن بيان رئيس حكومة إقليم كوردستان، اليوم كان واضحاً، ويذكرنا بأن العقلية التي جعلت من حلبجة شهيدة، لا تزال موجودة في بغداد، ويتوجب علينا أن لا ننسى تلك الجريمة النكراء، وأن لا نعتقد أن الموضوع انتهى، وأنه ربما قد يتكرر بطريقة مختلفة، بحق أهالي حلبجة، وشعب كوردستان، حيث أقدمت الحكومات العراقية المتعاقبة، في كل مرة وثقنا بإحداها على اتخاذ إجراء من هذا النوع بحقنا.

وأضاف هوراماني، لـ كوردستان24، "رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، أصر على أن لا يقدم على زيارة حلبجة، بيدٍ فارغة، وأن لا تقتصر زيارته على قراءة سورة الفاتحة ووضع إكليل من الزهور على نصب الشهداء، وإنما أراد أن تحمل الزيارة بشرى مشاريع جديدة للمدينة، وبث السرور في نفوس مواطنيها".

وتابع، "لقد نفذ رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، وعوده التي قطعها لأهالي حلبجة، وقدم لها مجموعة من المشاريع التي خلقت فرص عمل للشباب، وقدمت الخدمات لتسهيل حياة المواطنين، وأهمها كان تخصيص جزء من إيرادات الجمارك في تلك المنطقة، لخدمة المدينة، كان قرارا حكيماً وسيكون له تأثير جيد على حلبجة".

وأردف، "وفي مجال الاستثمار، أعطى مسرور بارزاني، خصوصية لحلبجة، بحيث ستقدم الحكومة كافة التسهيلات لأي مشروع استثماري يقام في حلبجة، ويوفر فرص عمل لشبابها، وهناك العديد من المشاريع القادمة والتي سيتم البدء بتنفيذها ".

وأكد هوراماني، أهمية حلبجة لدى رئيس حكومة إقليم كوردستان، واهتمامه بها، كما أشار في بيانه إلى تعجبه من عدم إجراء كافة ما تحتاجه حلبحة حتى الآن، مؤكداً إجراءه، وكشف عن ترحيب مسرور بارزاني بكافة مقترحات ومطالبات المسؤولين الإداريين في حلبجة، ووعدهم بتقديم كافة التسهيلات لتنفيذها، حيث كانت مؤلفة من 9 نقاط، كلها تمت الموافقة عليها".

وفي كل عام من يوم الـ 16 من مارس آذار، يقف سكان إقليم كوردستان بمن فيهم المسؤولون الحكوميون والموظفون، خمس دقائق صامتة حداداً على أراوح ضحايا مجزرة حلبجة، ويتّشح كثيرون بالسواد حزنا على فقدان أحبائهم وأبناء جلدتهم، فيما يقيم آخرون فعاليات لإحياء الذكرى كما تتوقف حركة المرور خمس دقائق لاستذكار الفاجعة.