ولنا مع رائحة البارود كلمة

Kurd24

تتواصل جهود حكومة اقليم كردستان برئاسة رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني لتوسيع آفاق التعاون الاستراتيجي مع الشركات العالمية العملاقة خاصة في مجال الطاقة والانتاج النفطي لغرض ترتيب وتطوير البنى التحتية لاقليم كردستان.

وتتركز هذه التحركات الكردية الاقتصادية الاستراتيجية في مجال التنقيب والانتاج لتصدير النفط والغاز الطبيعي الى أوروبا وبلدان اخرى عبر تركيا اضافة الى عدة مجالات أخرى للاستثمار المشترك... وبلاشك فان هذه الاتفاقات سوف تعزز القدرات الاقتصادية والانمائية لحكومة الاقليم ولا يخفى ان ابرام حكومة الاقليم على يد نيجيرفان بارزاني باعتباره مهندس هذا الاتفاق اتفاقا عملاقا مع شركة روسنفت الروسية على هامش فعاليات منتدى الاقتصاد العالمي في سان بطرسبورغ الروسية بحضور وزير الثروات في حكومة الاقليم آشتي هورامي يمكن اعتبار الاتفاق والذي أبرم في شهر شباط من العام الحالي النواة الاولى وأساسا لاتفاقات طويلة الامد بين الجانب الروسي والكردستاني لزيادة الطاقة الانتاجية لاقليم كوردستان بحيث تصل الى مليون برميل يوميا بحلول نهاية عام 2017 واعتبار كردستان أحد رواد الطاقة الاساسيين في المنطقة.

وتؤكد الوثائق الموقعة بين الجانبين  أن شركة روسنفت الروسية سوف تواصل العمل في كردستان بقدرات اضافية أكبر خاصة في الحقول النفطية الخمسة ذات الاهمية الجيولوجية.. وقد مهد الاتفاق السابق لتفاهمات ومشتركات أخرى ومنها الاتفاق الاخير بين الجانبين الكردي والروسي لمد وانشاء أنبوب للغاز الطبيعي بكلفة مليار دولار من اقليم كردستان الى تركيا وذلك لاستيعاب 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا اضافة الى تزويد الاستهلاك المحلي باحتياجاتهم داخل اقليم كردستان علما أن الانبوب سوف يكتمل بحلول عام 2019 وبدء صادرات  الغاز الطبيعي في أقرب فرصة ممكنة.

والذي يهمنا الان هو وبالذات في هذا التوقيت الحساس واقليم كردستان متجه نحو عملية الاستفتاء ومن ثم اعلان الاستقلال وان دل ذلك على شيء انما يدل على رضى وموافقة الجانب التركي لإبرام هذا العقد المهم وفي هذا التوقيت بالذات بمعنى أن مستقبل اقليم كردستان بعيد كل البعد عن أي خطر ويبدو أن انقرة تتفهم الواقع الحالي وليس بامكانه التعرض للمصالح الروسية الاقتصادية في اقليم كردستان كما انه يدرك تماما أن السير بمحاذاة المصالح المشتركة لاقليم كردستان سوف تكون مثمرة لتركيا وتعزز الاقتصاد التركي أكثر ومن غير المعقول ادخال المصالح الجيوسياسية والاقتصادية لتركيا في معمعة الصراع الموجود في المنطقة في وقت لم  تكن حكومة الاقليم في السنوات المنصرمة مصدر  تهديد لا لانقرة ولا للدول الاقليمية الاخرى لذا فان الاعتراف بنتائج الاستفتاء الحالي أو بالاحرى تقبل الاستقلال الكردي كأمر واقع سوف يجلب لانقرة والسياسية التركية في المنطقة المزيد من النجاحات وعلى كافة الاصعدة ويبدو ان الجانبان الامريكي والروسي يدركان هذه الحقيقة لذا تتسابق كبرى الشركات العالمية الامريكية والروسية منها والاوروبية للحصول على تفاهمات استثمارية مع حكومة الاقليم اعتمادا على الرؤية المشتركة والاطمئنان لمستقبل حكومة كردستان في هذه المنطقة الحساسة والملتهبة خاصة بعدما حققت قوات البيشمركة الكردية نجاحات عسكرية متلاحقة على الارهاب ومحاربة داعش بالنيابة عن كل العالم.... هذه النجاحات الكردية سوف تتوج عملية الاستفتاء بالنجاح لبناء الدولة الكردية التي سوف تكون مصدر أمان لكل المنطقة بعكس ما يذهب اليه البعض خاصة التكهنات الايرانية والعراقية عن طريق الحشد الشعبي وغيرهم والتي تصدر منهم بين فترة وأخرى رائحة التهديد والبارود تجاه اقليم كردستان ولكن كما صرح رئيس الاقليم مسعود بارزاني مرات عديد: نحن لسنا طلاب حرب نحن دعاة السلام الى العالم كافة وعندما تفرض علينا الحرب ليس أمامنا الا الدفاع عن المكتسبات.. سوف نواجهها بكل حزم وسوف ننتصر وان غدا لناظره لقريب.

 

هذه المقالة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تتبناها كوردستان24 بأي شكل من الأشكال.