نظام حكم صدام.. اسطورة دموية ونهاية مخزية

Kurd24

نشأ صدام في ظروف شقية انظم الى حزب البعث عام 1957 وبعد انقلاب 14 تموز 1958 شارك في محاولة أغتيال عبدالكيم قاسم واصيب بجرح وهرب الى سوريا ثم استقر في مصر . عندما اطيح بحكم قاسم في انقلاب 8 شباط 1963 من قبل البعثيين والقوميين عاد الى العراق وبعد اطاحة عبدالسلام عارف بالبعثيين في تشرين من نفس العام شارك صدام في محاولة فاشلة للاطاحة بحكمه والقي القبض عليه ثم افرج عنه و اختفى في يوليو عام 1966وعمل على تقوية تنظيمات البعث وارتقى الى مسؤول التنظيمات في الحزب، واتاحت الفرصة للبعثيين وبمساعدة اجنحة عسكريه واخرى مدنيه الاطاحة بحكم عبدالرحمن عارف في 14تموز 1968 ثم القيام بانقلاب ابيض في 30 تموز لنفس الشهر على حلفائهم والتفرّدبالسلطة.

 ترأس صدام جولات المفاوضات مع قيادة الثورة الكوردية بصفته الحزبية كنائب لرئيس مجلس قيادة الثورة ووقع اتفاقية الحادي عشر من آذار عام 1970مع قائد الثورة ( ملا مصطفى بارزاني) واستغل فرصة الهدوء والسنوات الاربعة للاتفاقية لكسب الوقت وتصفية الخصوم وتقوية التنظيم الحزبي والامني الداخلي والعسكري وبناء العلاقات الخارجية وتأميم النفط وتأسيس الجبهة الوطنية مع الشيوعيين.

في آذار عام عام 1974 اعلن الحكم الذاتي من جانب واحد وبشكل مبتور وخال عن المضمون واوعز بشن الهجمات العسكرية على مناطق الثورة الكردية والمدنيين والمدارس وجامعة قلعدزه وبما توفر لديهم من اسلحة ومعدات، ولما لم ينجح بالقضاء على الثورة الكوردية بالقوه العسكرية ، لجأ الى عقد اتفاقية جزائر المشينه مع شاه ايران في 6 آذار 1975 .

 سارع صدام بعدها لترحيل سكان مناطق واسعة من شيخان وشنگال وزمار وكركوك وخانقين ومندلي والمناطق الكردستانية المشمولة بالاستفتاء حسب اتفاقية 11 آذار، اضافةً الى ذلك تم نفي معظم الكوادرالعسكريه والنشطاء الحزبيين والموظفين الى مناطق اخرى وخاصةً الى جنوب العراق ووسطه مع اتباع سياسة الارض المحروقة في كوردستان، كما انه استغل الوضع لشن حملة اغتيالات بحق معارضيه وحتى الشيوعيين المتحالفين معه في الجبهةالوطنية، وطال العديد ممن يشك بولائهم له.

 في16 تموز 1979ازاح احمد حسن البكر عن رئاسة الجمهورية ونصب نفسه رئيساً للجمهورية ورئيساً لمجلس فيادة الثورة، ثم قام بتدبير حملة تصفية داخل حزبه طال قياديين بارزين ووزراء منهم محمد عايش وعدنان حسين وغيرهما.

بعد رحيل الشاه وتولي شيعة ايران السلطة قام بألغاء اتفاقية الجزائر مع ايران وخاض حرب الثمان سنوات حيث نجم عنها خسائر بشرية زادت عن المليون ومادية بالمليارات واعدام العديد من الضباط والمراتب بحجة التخاذل او الهروب عن الخدمة.

ولما لم تضع الحرب اوزارها قام بشن هجمات عسكرية وبمختلف الاسلحة على مناطق واسعة من كوردستان باسم عمليات الانفال راح ضحيتها 180 الف شخص ومنهم خمسة الآف من ضحايا القصف الكمياوي في حلبجه اضافةً الى ثمانية الاف من البارزانيين في اربيل اواسط عام 1983 .

 في الثاني من آب 1990 قام بغزو الكويت وعلى اثره انهار ت قواته ووقع العراق تحت الحصار بموجب قرار مجلس الامن الدولي وعمت الانتفاضة المحافظات الشيعية لكنها تعرضت للقمع في ايام قليلة وفي الخامس من آذار 1991 اندلعت الشرارة الاولى للانتفاضة في كوردستان ببلدة رانيه وانتتشرت كالنار في الهشيم في بقية المدن والقصبات الكوردستانية .

لجأت السلطة الى لملمة ما لديها من قوات لقمع انتفاضة شعب كوردستان بمنتهى البطش والقسوة مما حدى بالسكان المدنيين الى الهجرة المليونية نحو الحدود الايرانية والتركية، سارع مجلس الامن الدولي باصدار القرار 688 في 5 / 4 / 1991 لانشاء ملاذ آمن وتطورت الفكرة الى المنطقة الامنه داخل كوردستان ثم قرار فرض الحضر الجوي فوق خط العرض36.

كانت الجبهة الكوردستانية قداجرت الاستعدادات لفرض سلطة الامر الواقع ثم اجراء الانتخابات في ايار 1992 وتشكيل حكومة ثم اعلان الفيدرالية في اكتوبر من نفس العام .

ظل العراق يئنّ تحت وطأة الحصار وضغط لجان التفتيش عن الاسلحة البيولوجية.

في اب 1995 نشبت الخلافات العائلية بين صدام وصهريه حسين كامل وصدام كامل زوجي بنتيه رغد ورنا، وحدا بهما الامر التوجه الى الاردن وعقد مؤتمر صحفي والبوح باسرار صدام وكان هذا اكبر زلزال يهز عرشه، وتمكن من اصطيادهما والتنكيل بهما لدى عودتهما، لكن ذلك زاد من هوة التشرذم العائلي وانهيار الثقة بينه وبقية القيادات الامنية والعسكرية والحزبية وحتى الجماهيرية.

في نوفمبر 2002 بدأت عمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة لنزع الاسلحة البايولوجية بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1441 و أكدت الولايات المتحدة عدم تعاون صدام المتكرر يمثّل خرقًا للقرار المذكور .

بدأت مرحلة غزو العراق في 19 آذارمارس 2003 ولمدة عشرين يوماً، حيث وصلت القوات الامريكية الى ساحة الفردوس يوم 9 نيسان 2003وانزلت تمثال صدام ، ومنذ ذلك الحين اختفى صدام .

في تموز من نفس العام تم محاصرة ابنيه عدي وقصي وقتلهما في حي المصارف بالموصل وفي 13 / 12 / 2003 القي الفبض عليه في مخبأه باحدى مزارع تكريت بشكل ذليل ومخزي من قبل القوات الامريكية وتم تسليمه بعد سنة للحكومة الانتقالية العراقية واصدرت المحكمة الخاصة بمحاكمته وحاشيته من المطلوبين عدة احكام ادانته بجرائمه المرتكبة منها عملية الدجيل وعمليات الانفال وعمليات القتل الجماعي واستخدام الاسلحة الكيمياوية في حلبجه وجرائم ضد الانسانية ونفذ فيه حكم الاعدام في 30 / 12 / 2006 .

وهكذا انتهت حقبته الدموية في نهاية مخزية، ودخل العراق مرحلة جديدة لنظام الحكم ودستور جديد يشمل كافة مكوناته ونظام تعددي فيدرالي ديمقراطي. وترك نظام حكم صدام مثالاً بين اعتى الدكتاتوريات في العالم .نهاية الدكتاتورية هي حتمية لكنها مرهونة بتوقيت زمني في اي فرصة مؤاتية.

في خلاصة القول يمكن ان نستنتج بأن الشعب الكوردي وقضيته العادلة كان المحور الاساس لانظمة الحكم في العهد الجمهوري وصاحب اكبر دور نضالي واكبر قدرٍ من الضحايا واقوى لاعب في المعارضة والمقاومة والعامل الاقوى لبناء العملية السياسية بعد السقوط ونجاح الدستور في الاستفتاء، وان ايُ تقاعس او انكار لدور الكورد وحقوقهم في العراق سيكون له عواقبه الوخيمه لانظمة الحكم ، بقي الكورد صامدين بنضالهم وتضحياتم وزالت الانظمة الحاكمة بقوتها وجبروتها، وعلى الكورد الاستفادة من هذا المكسب والتوحد واعداد العدّة لكل طارئ للاحتفاض بما لديهم وتحقيق مكاسب اخرى تستحق تضحياتهم .