"برجاف" تقترح حلولاً ثلاثية المحاور لرأب الصدع الكوردي - التركي

طرحت دراسة تحليلية اصدرتها منظمة (برجاف) للإعلام والحريات جملة مقترحات على أن ترعاها ثلاثة محاور في محاولة لرأب الصدع الحاصل بين كورد سوريا وتركيا.

اربيل (كوردستان 24)- طرحت دراسة تحليلية اصدرتها منظمة (برجاف) للإعلام والحريات جملة مقترحات على أن ترعاها ثلاثة محاور في محاولة لرأب الصدع الحاصل بين كورد سوريا وتركيا لاسيما في المناطق المتوترة الواقعة في شمال شرق سوريا.

ونشرت المنظمة دراسة بهذا الشأن، في اعقاب الهجمات التركية على اهداف في مدينة كوباني في مؤشر على تصاعد حدة التوترات في المناطق الكوردية مما ينعكس سلباً على الاستقرار الذي يتطلع اليه السكان المحليون بعد سنوات من الصراع والمعارك.

وتعتبر المنطقة الكوردية أكثر الساحات تعقيداً في الصراع السوري المستمر منذ سبع سنوات نظراً لتعدد الاطراف المنخرطة في النزاع بصورة مباشرة وبالأخص تركيا التي تدعم جماعات سورية معارضة تقاتل بضراوة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

وقالت هيئة الدراسات والتحليل التابعة لبرجاف في تقرير تلقت كوردستان 24 نسخة منه إن القصف التركي الأخير على كوباني "يعرض الأمن المجتمعي" في المدينة الى الخطر.

واستندت الهيئة في تقريرها الى إفادات من شهود عيان قالوا فيها إن الضربات التركية لم تستهدف أي ثكنة عسكرية إنما نقاط حراس يرابط فيها مجندون الزامياً.

وقال التقرير إن القصف التركي يخلق نوعاً من "الخوف في المستقبل" خاصة وان المدينة تستضيف مئات الالاف من النازحين لاسيما من عفرين.

وسيطرت تركيا وحلفاؤها في آذار مارس الماضي على مدينة عفرين الواقعة في شمال غرب سوريا بعد معارك مع الوحدات الكوردية استمرت ثمانية اسابيع وهو ما فجر موجة نزوح.

وجاء في التقرير "إذا كان هجوم النظام (السوري) على إدلب يؤثر على حياة ثلاثة ملايين من المدنيين... فإن القصف (التركي) اذا استمر (فانه) ينذر بكارثة انسانية بحق مليون و300 الف مدني" في كوباني ومحيطها.

واقترحت برجاف عدداً من الحلول التي قالت إن من شأنها أن تساعد في رأب الصدع بين الكورد والأتراك وكذلك بين الكورد انفسهم في سوريا.

ويشتمل احد المقترحات على "حل داخلي" ويتمثل بـ"تفعيل حوار مجتمعي - سياسي لخلق نوع من الثقة وتفعيل المشهد السياسي - المدني، وذلك لتفعيل اتفاقات بين القوى الكوردية، ويمكن أن تلعب رئاسة اقليم كوردستان دوراً فعالاً في مسألة التماسك الاجتماعي".

وأضاف تقرير برجاف أن قيادة اقليم كوردستان يمكنها أن توجه دعوة الى كل الاحزاب الكوردية السورية لـ"عقد اجتماع تاريخي للخروج بخطاب قابل للقياس وواقعي، والبحث عن ادوات العمل مع القوى الوطنية السورية ومسألة حسن الجوار مع تركيا".

اما الحل الآخر فيتمثل بـ"مقترح خارجي" موجه للتحالف الدولي، الذي يقول التقرير إن عليه تقع مسؤولية، "خل نوع من الإطمئنان للناس، كون الناس وثقوا به... وإن أي تهديد لمناطق شمال شرق سوريا يؤثر فعلياً ليس على محاربة الارهاب فحسب إنما على الاستقرار".

وطرحت برجاف في تقريرها "حلاً اممياً" دعت فيه المبعوث الاممي الى سوريا تسليط الضوء على الخلاف التركي - الكوردي ورعاية اجتماع بين الطرفين وحل "الخلاف الواهي".

وقالت الدراسة التحليلية إن الناس يفضلون أن تنتشر قوات اممية على الحدود بين سوريا وتركيا لطمأنة الطرفين اللذين يتنازعان في اطار "صراع تاريخي له مدلول قومي" بين الاتراك والكورد.

وخلصت الدراسة التحليلية الى ان ما يجري الآن على الحدود "لا يساهم في بناء الاستقرار ولا يخدم القرار الاممي 2254 وينذر بكارثة انسانية فضلاً عن مساهمته في اعادة الإرهاب الى المنطقة".

وتعتبر تركيا، القوات التي تسيطر على شمال شرق سوريا بقيادة وحدات حماية الشعب الكوردية، بانها امتداد لحزب العمال الكوردستاني الذي يخوض صراعا مع انقرة على مدى عقود.

ودفع القصف التركي على كوباني قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد الى تعليق معاركها، التي تحظى بإسناد من واشنطن، ضد داعش.