كوردستان ترد على الصميدعي وتشبه فتواه بـ"معتقدٍ وحشي"

ردت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في اقليم كوردستان بشدة على الفتوى التي اطلقها رجل الدين السني مهدي الصميدعي حول تحريم الاحتفال بأعياد المسيحيين.

اربيل (كوردستان 24)- ردت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في اقليم كوردستان بشدة على الفتوى التي اطلقها رجل الدين السني مهدي الصميدعي حول تحريم الاحتفال بأعياد المسيحيين، وقالت إن هذه الفتوى لا تختلف عن معتقدات تنظيم داعش المتطرف.

وقال الصميدعي في خطبة الجمعة ببغداد إن الاحتفال بأعياد ابناء الديانة المسيحية لا يجوز شرعاً، مستنداً بذلك الى فتاوى لكبار رجال الدين.

وأثار ما قاله الصميدعي، وهو سلفي، غضب المسيحيين الذين طالبوا بدوره الحكومة العراقية للتحرك ومقاضاته لتهديد "السلم الأهلي".

وبعد فتوى السلفي شن رئيس ديوان الوقف الشيعي علاء الموسوي هجوماً على الاحتفالات بأعياد الميلاد وقال إنها فاسدة وغير مقبولة.

وانتقدت وزارة الاوقاف في الإقليم تلك التصريحات، وقالت في بيان اصدرته يوم السبت إنه "في الوقت الذي تحتفل به أغلب دول العالم بعيد ميلاد النبي عيسى... ويستعد العالم عموماً لاستقبال عام ميلادي جديد، كحال كل عام يتعالى من هنا وهناك صوت نشاز".

وجاء في البيان "فبدلاً من الحديث عن التعايش المشترك واحترام أتباع الدين المسيحي وقبول الآخر، يبدأون بالهجوم على مناسبات المواطنين المسيحيين بالعديد من المصطلحات والكلمات الجارحة التي تتعارض قبل كل شيء مع روح ومضمون الدين الإسلامي الحنيف".

وأضافت وزارة الاوقاف أن تصريحات الصميدعي "الشبيهة بالفتوى" تناقض "منطق العدل والتسامح الديني".

وتابعت "ومن منطلق إيماننا الكامل بحرية الأديان وأسس التعايش السلمي بين الأديان والحفاظ على الأمن المجتمعي وحماية حق المعتقد والدين، وإستناداً إلى التجربة الطويلة والناجحة للتعايش السلمي بين الأديان في كوردستان، نقف بشدة ضد هذه التصريحات".

ويطرح الصميدعي نفسه على أنه مفتي أهل السنة في العراق. وتولى ايضاً منصب مفتي الديار العراقية، وهو منصب شكلي غير رسمي انيط له في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وقالت وزارة الاوقاف إن "هذه التوجهات الخاطئة تشابه تماماً معتقدات تنظيم داعش الوحشي".

وطالبت الوزارة "باتخاذ الإجراءات القانونية بحقه لكي لا يتسبب مثل هؤلاء الأشخاص... بتفكيك النسيج المجتمعي وتغيير مناسبات وأعياد أي مكون من مناسبة سعيدة إلى إثارة وتأجيج حرب طائفية وفوضى دينية".

وكان ديوان الوقف السني في العراق قد انتقد ما قاله الصميدعي، وقال في بيان إن مثل هؤلاء يحرمون كذلك الاحتفال بالمولد النبوي.

في غضون ذلك افتى المجمع الفقهي الاسلامي لأهل السنة والجماعة بجواز تهنئة غير المسلمين بأعياد رأس السنة الميلادية، كما افتى بذلك ايضاً مرجع الشيعة علي السيستاني.