بعد خطف ناشط وجرح آخر.. احتجاجات تعم الناصرية وتنذر بتصعيد جديد

نزل العشرات إلى الشوارع في احتجاج نظمه متظاهرون ليلاً، للتنديد بخطف أحد الناشطين البارزين وإصابة آخر بجروح في مدينة الناصرية.

أربيل (كوردستان 24)- نزل العشرات إلى الشوارع في احتجاج نظمه متظاهرون ليلاً، للتنديد بخطف أحد الناشطين البارزين وإصابة آخر بجروح في مدينة الناصرية.

وهذه أحدث حلقات الاحتجاج الذي تشهده الناصرية ومدن جنوبية أخرى للمطالبة بالقصاص من قتلة زملائهم وإجراء إصلاح جذري لإنهاء الفساد الذي بدد حلم الكثيرين.

وخطف مجهولون الناشط سجاد، الذي يعد واحداً من أبرز المتظاهرين، في الناصرية التي تشهد احتجاجات يومية على الفساد وسوء الإدارة وانعدام الخدمات الرئيسية.

وقال شهود لكوردستان 24، إن الناشط سجاد العراقي اختطف في المدخل الشمالي للناصرية بينما أصيب زميله باسم فليح بإطلاق نار.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن قوات الأمن انتشرت بكثافة في محاولة لرأب الصدع بعدما تدفق الكثيرون للاحتجاج على الحادث.

وسبق أن شهدت الناصرية، ومدن أخرى، عمليات مماثلة قتل أو خطف على إثرها ناشطون نفد صبرهم من الأحزاب السياسية الحاكمة.

ونقل الموقع الإلكتروني لشبكة أخبار الناصرية، أن الحالة الصحية للناشط باسم فليح مستقرة وإن بوسعه مغادرة المستشفى وسط المدينة.

وأغلق المحتجون معظم جسور الناصرية خلال الليل. وتجمع آخرون أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار بعد حادث الخطف وهددوا بالتصعيد.

وقال قائد شرطة ذي قار حازم الوائلي على صفحته الرسمية في فيسبوك، إن قوات الأمن تبذل "كل الجهود" للكشف عن خاطفي سجاد العراقي.

ودعا الوائلي إلى ضبط النفس.

ولاحقاً، نقل تلفزيون الناصرية المحلي عن الوائلي أنه يتوقع تحرير الناشط سجاد "خلال ساعات" بعد تحديد موقع خاطفيه. ولم يخض في التفاصيل.

ودشن مستخدمون وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي وسم "#الحرية_لسجاد_العراقي"، وسرعان ما تصدر ترند موقع تويتر.

وفي الصباح الباكر، اقتحم محتجون البوابة الرئيسية لمبنى دائرة صحة ذي قار، وكرروا مطالب قديمة في توفير فرص للعاطلين عن العمل.

وتأتي هذه الاحتجاجات في الوقت الذي يستعد فيه العراق لإحياء الذكرى الأولى لانطلاق احتجاجات تشرين الأول أكتوبر 2019 والتي نجحت في إسقاط حكومة عادل عبد المهدي.

وقُتل العشرات في تلك الاحتجاجات وأصيب آلاف آخرون بجروح كما تعرض كثيرون لاغتيال ولحوادث خطف. ولا يزال البعض في عداد المفقودين.

وبعد استقالة عبد المهدي، تولى مصطفى الكاظمي دفة الحكم وتعهد بتحقيق مطالب المتظاهرين وتكريم من قتل منهم برصاص قوات الأمن.

وفي كلمة مسجلة بثت السبت، قال الكاظمي "سنقيم نصب تشرين في ساحة التحرير ببغداد، ونصب الشهداء في الناصرية، وهما استحقاق العراق والدماء التي سالت وهي تردد نريد وطن".

وتقول الحكومة العراقية إن أكثر من 500 شخص من المحتجين وقوات الأمن قتلوا خلال الاحتجاجات. ولم تتم محاكمة أي من المتهمين بقتل المتظاهرين.

والكاظمي أمام تحد يمثل أحد أبرز مطالب المتظاهرين وسيقع على عاتقه الإعداد لانتخابات تشريعية مبكرة يتوقع المحتجون أن تضع حداً لهيمنة الأحزاب على السلطة منذ عام 2003.

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات المبكرة في حزيران يونيو المقبل.

ولغاية الآن، لم تتوقف أعمال العنف والصدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين منذ أن تفجرت الاحتجاجات العنيفة غير المسبوقة في العراق.