انتقاد للصفقة وتضارب بالأرقام.. نائبة سابقة تهاجم بغداد وتتحدث عن "تسرب غامض" بين "أسر الهول"

تأتي عملية ترحيل عوائل مسلحي داعش من سوريا إلى العراق بموجب "تفاهمات" بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والتحالف الدولي وبغداد، بحسب المصدر نفسه
تحوّل مخيم الهول إلى مدينة خيام حقيقية يعيش فيها نحو 62 ألف شخص - تصوير: AFP/GETTY IMAGES
تحوّل مخيم الهول إلى مدينة خيام حقيقية يعيش فيها نحو 62 ألف شخص - تصوير: AFP/GETTY IMAGES

أربيل (كوردستان 24)- كشفت نائبة سابقة في البرلمان العراقي الأحد عن "تسرب غامض" بين الأسر الذين تحركت في قافلات من مخيم الهول إلى الأراضي العراقية، مشيرة إلى أن نحو ست عائلات ممن انخرط أبناؤهن بداعش "اختفين" بعلم الحكومة الاتحادية.

وبعيداً عن الأضواء، خرجت قبل أقل من أسبوع 10 حافلات عراقية من مخيم الهول نحو مخيم الجدعة بمنطقة القيارة جنوب الموصل وبداخلها عشرات من عوائل داعش، ضمن عملية تهدف لإعادة 500 عائلة سبق أن تم الاتفاق عليها دون تغطية إعلامية.



وسبق أن قال مصدر أمني في نينوى لكوردستان 24، إن الدفعة الأولى بلغت "قرابة 100 عائلة" ووصلت في 25 من هذا الشهر، مشيراً إلى أن الدفعة الثانية بلغت "العدد نفسه تقريباً" وتحركت قبل 3 أيام من المخيم الواقع شرقي الحسكة ويتم فيه احتجاز أسر داعش.

وتأتي عملية ترحيل عوائل مسلحي داعش من سوريا إلى العراق بموجب "تفاهمات" بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والتحالف الدولي وبغداد، بحسب المصدر نفسه.

غير أن النائبة الإيزيدية السابقة فيان دخيل انتقدت بحدة الحكومة العراقية بسبب إعادة عوائل داعش وعبر مناطق كانت مسرحاً لإبادة أبناء جلدتها، وقالت إن الحكومة العراقية أبرمت "صفقة مشبوهة" تقضي بإعادة 30 ألف فرد من عوائل داعش إلى مخيم الجدعة.



وتحوّل مخيم الهول إلى مدينة خيام حقيقية يعيش فيها نحو 62 ألف شخص، نصفهم عراقيون، وفق الأمم المتحدة التي حذرت مراراً من تدهور الوضع الأمني هناك.

ويضم المخيم عشرات الآلاف من النازحين السوريين والعراقيين بينهم أفراد عائلات عناصر التنظيم، فضلاً عن بضعة آلاف من أسر المقاتلين الأجانب يقبعون في قسم خاص تحت حراسة أمنية مشددة.

وتحدثت دخيل عن "اختفاء غامض" بين عدد من الأسر خلال ترحيلها إلى الجدعة، وتساءلت في بيان لها "هل للحكومة أن تفسر لنا أسباب وظروف وكيف تسربت 6 عوائل من هؤلاء عند الحدود العراقية السورية في وضح النهار وبوجود كل هذه القوة الأمنية برفقة هذه العوائل؟"

ودعت النائبة السابقة الحكومة العراقية إلى الكشف عن أسماء تلك الأسر وارتباطات أبنائها، وقالت إن الدفعة الأولى كانت تضم 100 عائلة ولم تصل إلى الجدعة سوى 96 عائلة.

ويوم الثلاثاء، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في الإدارة الذاتية قوله إن القافلة الأولى كانت تضم 94 عائلة مؤلفة من 381 شخصاً.

كما أعلنت وزيرة الهجرة والمهجرين في بيان رسمي صدر قبل نحو أسبوع، إن 94 عائلة قد وصلت مخيم الجدعة "بعد إكمال التدقيق الأمني".

وامتنعت بعض الدول عن استعادة مواطنيها، وأرجعت ذلك لأسباب أمنية، أو سعت لتجريدهم من الجنسية بسبب انتمائهم لتنظيم داعش.

وبعد أن سيطر بين عامي 2014 و2017 على مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية، تكبّد تنظيم داعش خسائر ميدانية متتالية.

وأعلن العراق في نهاية عام 2017 "النصر" على التنظيم بعد طرد عناصره من معاقله. وفي العام 2019، خسر تنظيم داعش كل الأراضي التي كان قد سيطر عليها في سوريا.

وفي شباط فبراير 2019، سلّمت قوات سوريا الديمقراطية بغداد نحو 100 من عناصر داعش العراقيين، وفق مصدر أمني عراقي.

ولا تزال تعتقل قوات سوريا الديمقراطية تعتقل نحو 1600 عراقي، قاتلوا في صفوف تنظيم داعش، بحسب تقرير للأمم المتحدة نشر في شباط فبراير.



وقبل أسابيع قليلة، استعادت أوزبكستان 24 امرأة و69 طفلاً كانوا يقيمون في مخيم الهول ضمن أسر أخرى لعناصر داعش وذلك في سادس عملية من هذا النوع.

ويخضع مخيم الهول للنازحين لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ويضم أفراداً ينحدرون من حوالي 60 دولة. وفر هؤلاء من آخر جيوب التنظيم، وأغلبهم عراقيون أو سوريون.

وانضم آلاف الأشخاص ومن مختلف الجنسيات ولا سيما العراقية، إلى تنظيم داعش واستقدموا أسرهم إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم.