الحجاج يؤدّون الركن الأعظم للحج في أجواءٍ شديدة الحرارة

يؤدي الحجاج المناسك تحت شمس حارقة وفي أجواء خانقة، تتسبب في كثير من الأحيان في ضربات شمس وحالات إعياء

أربيل (كوردستان 24)- بدأ الحجّاج بالصلاة والدعاء عند جبل عرفات قرب مكة المكرمة، منذ فجر الثلاثاء، في ذروة مناسك الحج التي يتوقع أن تسجّل أعداداً قياسية هذا العام وسط أجواء شديدة الحرارة.

وأمضى الحجّاج، وعددهم يناهز المليوني حاج، الليل في مخيّمات مكيفة في وادي منى، على بُعد سبعة كيلومترات من المسجد الحرام في مكة المكرمة.

وفي الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، توجّهوا إلى منطقة عرفات، حيث يُعتقد أنّ النبي محمد ألقى خطبته الأخيرة، لأداء الركن الأعظم من الحج.

وسيبقون طوال اليوم في الموقع نفسه، يصلّون ويبتهلون ويتلون القرآن الكريم، والكثيرون منهم سيعتلون جبل الرحمة ويجلسون بين صخوره.

وبعد غروب الشمس، يتوجّه الحجّاج إلى مزدلفة، في منتصف الطريق بين عرفات ومنى، ليناموا في الهواء الطلق، قبل بدء رمي الجمرات، الأربعاء، أول أيام عيد الأضحى.

ويؤدي الحجاج المناسك، والكثير منها في الهواء الطلق، تحت شمس حارقة وفي أجواء خانقة، تتسبب في كثير من الأحيان في ضربات شمس وحالات إعياء إضافة إلى توقف عضلة القلب، حتى أن الهواتف الذكية تتوقف عن تأدية بعض المهام ما لم "تبرد".

وتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تراوح درجات الحرارة في مكة بين 43 و45 درجة نهاراً خلال موسم الحج، بحسب فرانس برس.

وأقامت السلطات الكثير من المرافق الصحّية والعيادات المتنقّلة وجهّزت سيّارات إسعاف ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية احتياجات الحجّاج، وحذرت الحجاج من التعرض "لضربات الشمس".

وتحمل بعض مناسك الحج مشقة، إذ لا يمكن للرجال وضع قبّعات منذ لحظة الإحرام ونيّة الحجّ.

وخلال هذا الأسبوع، شوهِد كثيرون في المسجد الحرام يحمون أنفسهم بالمظلات وسجّادات الصلاة والأوراق المقوّاة، فيما تُغطّي النساء رؤوسهنّ بالحجاب.

والأربعاء، يُشارك الحجّاج في رمي الجمرات، آخر أهمّ المناسك -وقد أدّت في السنوات الماضية إلى عمليات تدافع مميتة- قبل أن يتوجّهوا إلى المسجد الحرام في مكّة لأداء طواف الوداع حول الكعبة، في أوّل أيّام عيد الأضحى.

على مر العقود، وقعت الكثير من الحوادث راح ضحيتها المئات بسبب عمليات التدافع في الأماكن الضيقة.

لكنّ لم تسجل أي حوادث كبيرة منذ العام 2015 حين تسبّب تدافع أثناء شعائر رمي الجمرات في منى قرب مكة بوفاة نحو 2300 من الحجيج في أسوأ كارثة على الإطلاق في موسم حج.

وشيّدت السلطات السعودية بعدها مبنى ضخم متعدد الطوابق مخصص لرمي الجمرات لتفادي أي ازدحام أو حوادث.