أن نكون أو لا نكون

Kurd24

لا أحد يستغرب من قرار الديمقراطي الكوردستانى في رفض قرارات خارجة عن الدستور، و لا أحد يحب الوطن أن يقبل ما يُملى عليه من الخارج، ولا أحد يحب الرفض أبداً في انتخابات نزيهة أبداً، بل هو المطلوب وهذا هو طلب الرئيس بارزاني بعد الانتفاضة مباشرة دعا إلى إجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة، ومنها القرار ومن بعدها صار الذي صار وكنا فيها في نجاح اليوم مابدر من بيان جداً واضح لا فيه لف و لا دوران كوضوح مواقف الرئيس بارزاني منذ زمان لا أعتقد أحد ما يعجبه عودة الأنظمة السابقة بلباس المحاذي لنا من دولة جارة و بيان لا أحد يرفض بل كل الشرفاء من الكورد مع البيان إن كانوا في انتماء أو خارج انتماء الشخص الذي يرفض.

واضح جداً من تسرب في دمه حب الخيانة والاصطفاف مع الآخرين من أجل خراب الحال… و هذا محال بوجود الإرادة القرار و الفكرة، في بيان لا بيع المزايدات بل وقفة شجاعة جداً و كبيرة بوجه أصدقاء الأمس وأعداء اليوم.

معظم الناس منذ ساعات يتعاملون مع البيان بإيجابية، ويعتقدون الخطوة جاءت متأخرة لكن أكيد وراء التأخير حكمة وتخطيط للقادم من الأيام على الرغم من وضوح بعض الرؤى منذ عام بالذات والقرارات المجحفة وغير المسؤولة أصلاً، وكان الأجدر بنا منذ اليوم الأول من القرارات المجحفة إخراج بيان بهذه القوة لكن الأمر ليس مثلما نحن البسطاء وأهل القلم والفكر نعتقد، وهذا هو الاختلاف بيننا و بين الساسة الكرام.

نحن على خط واضح من الكلمة والمواقف أما الساسة فلهم رأي آخر على وفق المصالح وهذا البيان خرج من هذا التقدير لنا ورأينا عن الساسة صار الساسة مع الشعب في رفض ما يملى علينا بل ما نملي نحن على بعضنا مقبول وهذا الرفض على الرغم من الوضوح جاء متزامناً وفي وقته ونحن نواجه يومياً مشاكل على الرغم من حبنا ورغبتنا في المشاركة الفعلية في الاتحاد الفيدرالي اللامركزية المحكمة والموجهة من قبل أكثر من جهة في القرار، ولكن هو هذا الحال عندما تتضايق الأمور الديمقراطي في المواجهة ويتحمل المسؤولية كاملة أمام الشعب والضمير الإنساني، ولا يجوز قبول املاء القرارات خارج الدستور، لا أبداً هذا ما عاودنا الرئيس بارزاني في أن لا نقبل أبداً الذهاب إلى الانتخابات بحجة قرارات المحكمة الاتحادية المشكلة بعد الدستور والمصدقة عذراً من طرف ثالث وواضح جداً.

لماذا كل هذا الاصرار لأن الرئيس لم يقبل أن نكون ممراً أمناً في الذهاب والاياب منها و عبرها إلى الجهة المقصودة من اصرارهم في إيجاد البديل للهلال الشيعي وللأسف المقبول من الآخر صاحب المزاج.

نحن هنا في الديمقراطي تعلمنا الدرس الأول لا يجوز خرق الوطن والمساس بالوطنية والقومية فوق الرأس بأي شكل من أشكال جاء هذا الرفض في وقته و هذا هو المطلوب، أما (أن نكون أو لا نكون)، من هذه المعادلة الصعبة من العمل بين قرارات الدولة و بين تطبيق الدستور، و في الأخير المحكمة الاتحادية بالاسم و العنوان و المتفرغة في كسر هذا الانتعاش الديمقراطي ورفض الدستور، و إهمال الدولة بالذات، و العمل في إيجاد طريقة في كسر طوق حكومة كوردستان بالاعتماد على المأجورين للأسف من المحسوبين على الكورد.

ها هو التاريخ يعيد نفسه و يتكرر ولكن هذه المرة لا مجال في تقويض أمر النجاح هنا في كوردستان، ولا ندع العاطفية تحكم البلاد و تحكم على مصير الملايين من الكورد الأحرار و هذا البيان في اعتقادنا صفعة على الوجه، وجه المعتدي علينا سواء من الداخل أو الخارج على حد سواء، و ربما بعدها تشعرهم بالألم، والخضوع إلى أمر الواقع يالنا يا مثلنا في القبول بالاخاء على وفق الدستور و لا أقل من ذلك على الرغم من أن هذا المقال لن يغير من حقيقة هؤلاء لكن الرفض رسالة واضحة لا الغريبة بل كان الأجدر أن يعلم الآخر من التجربة الماضية إن اشتدت القرارات اشتدت بياناتنا، وصار أمر الإنسان الكوردستاني من أولوياتنا الأساسية ومن الممكن للآخرين العدول الفوري والتعامل بجدية مع بيان الديمقراطي، و أن يدركوا أن التعامل على خير ووفاق.

ربما يبدو الأمر صعباً عليهم و القرار لا عندهم و عليهم القرار الفوري القبول في الاصطفاف مع الأعداء أم الوقوف مع صف الوطنية وحديثي فرصة ومن بعدها لايفيد الندم على الأحزاب الداخلية في كوردستان.

هذا البيان ليس شرارة التحدي والتغيير والتقدم لدى من يخوضها، بل من يفهم هذا الحزب يجب أن يدرك بأن له من القوة أن يفعل ما في الحسبان شرط بقاء راية الكورد ترفرف في الأعالي و حديثي هذا واضح إن أراد فعلاً وإذا رفض أصر وإذا قرر فعلاً. هل سمعت هذا من إنسانٍ عادي فما بالك من الآخرين. إذن الرفض ليس مريحاً لهم لكنه أمر الانتماء والوطن فوق كل اعتبار و هذا هو جزء قليل من حق الانتماء.