نوروز التحدي في عقرة "ئاکرێ"

Kurd24

يمثل نوروز لدى الأمة الكوردية رمز الحرية والتحرر والاستقلال والاستقرار ومنذ أزمان طويلة ننتظره كل عام لنحتفي ونحتفل ونرتمي في ‌‌أحضان الطبيعة الملاذ الآمن لكل إنسان عشق ويعشق الآخر؛ فتعلمنا دروس كثيرة من نوروز ولهذا دائماً نربط مسارات حياتنا مع بدء نوروز لنخلدها كما خلدنا نوروز.

الكثير من أصحاب العقول اليابسة يتهموننا بأننا من ذوات العقائد الدينية الوثنية رغم أننا مسلمين مؤمنين بالله سبحانه وتعالى وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، ونقول لهم كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما مر من قوم أشعلوا النار قال لهم يا أهل الضوء ولم يقل لهم أهل النار، فلكل مصطلح معنى وغاية ونحن عندما نشعل النيران ليشع الضوء كما شاع في واقع كاوا الحداد وسيسأل سائل لماذا عنوانك نوروز التحدي و القرار، لأن الرئيس هناك و منه القرار في إدارة الدولة و الحكم في البلاد، أقول لهم كنت أتابع عن كثب الأخبار واتصل هنا وهناك منذ ليلتين حول الأوضاع في العراق الجديد لما لها أثر في وقع النفس للشعب الكوردستاني وهو في صدد الانتخابات و القرارات المجحفة بحق كوردستان، لأنها تعد أساس الشراكة وماعدى ذلك نحن في خلاف وفي ابتعاد وعدم القبول بالاملاءات من المحكمة الاتحادية الخارجة عن الدستور لهم وكنت أقول مع ذاتي أن المحكمة لم تمرر الشكاوى ولن تدخل نفسها بما لا يعنيها وللأسف فعلت مع أعياد نوروز، صار من عندنا القرار لما لها من أثر ووقع كبير في النفس وليلة نوروز تم الاحتفال رغم كل الضغط و محاولة تهميش الأقليات ومن بعدها جاءت الاستراتيجية من قبل رئيس حكومة كوردستان هناك في عقرة عاصمة نوروز من بعد الآن و فيها الجمع الغفير من السفراء والقناصل و أصحاب المعالي من السادة أصحاب الشأن و ممثل وزير خارجية أمريكا حل في البلاد ومن البلاد عقرة الساعة 6:50 الانطلاقة و كل النجاح في ظل أجواء من الفرح والمطر والبرد القارص ومع ذلك الشباب في الأعالي حملوا شعلاً من النار و الألعاب النارية الجميلة.

استغربت لماذا هذا الاجحاف بحق الكورد، وقلت مع ذاتي أيعقل! أن يصوت أهل العدالة بهذا التصويت الخارج عن كل المعارف الدولية وبالذات الدستور ويجعلون أفراح الكورد في نظرهم إلى أتراح و حزن. لا وألف لا ..ظهر بالعيان كيف طار الشعب الكوردستاني في احتفال قل نظيره في عقر دار عقرة الحبيبة نارٌ و ضياء جديد و هتافات باسم كوردستان؟ انتظرت طويلاً حتى يأتي صباح 21 نوروز ثم كتبت هذا المقال وقلنا ننتظر زيارة معالي دولة رئيس الوزراء حسب الصحف والمجلات ومن بعدها يكون لنا كلام في أن الزيارة رغم التأخير يمكن عبرها العودة إلى الوراء، كما يجب ضرب قرارات المحكمة الاتحادية عرض الحائط والسير في الاتفاق المبرم بين الأحزاب السياسية. كل هذا بسبب العقل الجرئ والسياسة الحكيمة للرئيس مسعود بارزاني ونوروز على الأبواب والحماس الكوردي. سوف يكتب الله لنا كل النجاح.

رجعت إلى ذاتي وأخبرتها أن ما راودني حقيقة واضحة فالكره والبغض والحقد لن تطفيها نيران نوروز لأنهم في الجانب الآخر الذي كانوا يدعون حبهم لنوروز ولكن الواقع مختلف جداً، ورغم ما فعلوه من أجل إطفاء فرحتنا إلا أننا مؤمنون أن نوروز سيبقى رمز الحرية والتحرر والاستقلال والاستقرار لواقع رسم ونرسمه وسيرسمه أبناؤنا وأحفادنا إلى قيام الساعة.

أقول لهم كمواطن وليس كسياسي نحن الأمة الكوردية التي تضم طوائف متعدده غالبيتنا مسلمين وفق الكتاب والسنة النبوية الشريفة ونصارى وإيزيدين نعيش على أرض سميت بالعراق، ورغم أن حدود العراق الجغرافية معروفة منذ الأزل، لكننا ضمن هذه الحدود حالياً، وعلينا أن نقتسم الموجود، أو اتركونا نبني نوروز على أرضنا المعروفة منذ الأزل، ودعونا نكون جيراناً يجمعنا الإسلام أو العمل بالدستور.

أدعو الجميع من هذا المنبر الحر والإخوة إلى تصفية النيات والعمل على أساس الحوار والتعايش والتواصل والخروج من الاملاءات والأجندات الخارجية التي ترمي إلى تفكك البلد وضياع ثرواته، والخروج من الشرطي تحت الطلب.

رغم التفاؤل في البداية والجديد العراقي، ورغم صفاء قلوبنا، إلا أن الأيام للأسف عكست ماذهبنا إليه. أنا أقولها وأكررها من التعايش في ظل القبعات و التراتيل الدينية لا الطائفية في الضرب على الجوارح.

أدعو الأخ العربي بكل طوائفه إلى الحوار وتحقيق الحقائق بجوارنا المتلازم لا بُدَّ ليوم سوف يأتي والتلفاز بيننا في دولة فيها الإخوة والحقوق في دولة مسلمة محبة للحياة وعندها تسارعون رغم الرفض المبطن من عدم تصريح بالقرار الأخير للديمقراطي حول آلية جديدة للانتخابات والاعتراف وفق المصالح آنذاك. السؤال لماذا الانتظار و الكرة في ملعبك أخي العربي؟ على الأقل من على الشفاه و رغم التمني بالأفعال والدفع إلى الأمام وتفادي الأخطار.