ترامب يشعل جبهة العراق جدلاً عن "عين الأسد".. وبغداد ترد بحدة

أشعل الرئيس الامريكي دونالد ترامب جدلاً بين المسؤولين العراقيين عندما قال إن قواته ستبقى في العراق لـ"مراقبة إيران" انطلاقاً من قاعدة عين الاسد التي زارها أواخر العام الماضي.

اربيل (كوردستان 24)- أشعل الرئيس الامريكي دونالد ترامب جدلاً بين المسؤولين العراقيين عندما قال إن قواته ستبقى في العراق لـ"مراقبة إيران" انطلاقاً من قاعدة عين الاسد التي زارها أواخر العام الماضي.

ويقول ترامب إن بلاده أنفقت "ثروة" على القاعدة الواقعة في غرب العراق، وأن على واشنطن الاحتفاظ بها حيث لا تزال ايران تمثل "مشكلة حقيقية".

غير أن الرئيس العراقي برهم صالح قال بعد ذلك، إن ترامب لم يطلب إذناً من بلاده لتقوم القوات الأمريكية الموجودة على أراضيه "بمراقبة إيران".

وأضاف صالح في كلمة له خلال منتدى ببغداد، أن القوات الأمريكية موجودة بموجب اتفاق بين البلدين وتقتصر مهمتها على مكافحة الإرهاب فحسب.

ووضعت تصريحات ترامب حكومة عادل عبد المهدي في حرج مع التصاعد المستمر في التوتر بين واشنطن وطهران، وهما حليفتان رئيسيتان لبغداد.

ولم يصدر عن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعد أي رد فعل.

ومن المحتمل أن يواجه عبد المهدي صعوبة في موازنة العلاقات بين حليفيه، خاصة بعدما انتقد بشكل صريح العقوبات الامريكية على ايران.

وأعاد ترامب فرض عقوبات "هي الاشد" على إيران، المجاورة للعراق، بعد انسحابه من الاتفاق النووي المبرم معها في عام 2015.

وقال رئيس الوزراء السابق زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي في بيان إن ما قاله الرئيس الامريكي "يعقد العلاقة مع دول الجوار ويُعرض العلاقة مع الولايات المتحدة الى ازمات غير متوقعة ويخل بسيادة واستقلالية العراق... ويزعزع العلاقة بين واشنطن وبغداد".

ولا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بنحو 5000 جندي في العراق في اطار التحالف الدولي الذي تشكل عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.

ويقول برهم صالح إن من مصلحة العراق الأساسية أن تكون له علاقات طيبة مع إيران ودول الجوار الأخرى، وأضاف مخاطبا واشنطن "لا تثقلوا العراق بقضاياكم".

ويتصاعد الجدل بين العراقيين حول مستقبل الوجود الامريكي. وفصائل الحشد الشعبي برمتها هي اكثر القوى التي تدعو بشدة لإخراج الامريكيين.

وهددت فصائل عديدة تابعة للحشد الشعبي بالمواجهة مع القوات الامريكية لكنها لم تمانع بقاء عدد "معلوم" لأغراض التدريب والاستشارة.

وتقول بغداد إن القوات الامريكية ساعدت العراقيين في الحرب ضد تنظيم داعش الذي مُني بهزيمة اواخر عام 2017 بعد ثلاث سنوات من الحرب.

وقال زعيم عصائب اهل الحق قيس الخزعلي في كلمة خلال منتدى ببغداد إن تصريحات ترامب تكشف أن واشنطن تنوي استهداف دول الجوار على عكس ما كانت تقوله الحكومة بان وجود الامريكيين يهدف لمساعدة العراق في الحرب ضد الارهاب.

وللخزعلي علاقات وثيقة بإيران وكان يوماً جزءاً من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقد قاد الرجلان معارك ضد الجيش الامريكي في اعقاب الغزو عام 2003.

وزادت إيران نفوذها في العراق بما يشمل تأثيرها على مراكز الحكم في بغداد منذ سقوط النظام السابق بقيادة صدام حسين على يد الامريكيين.

وبالإضافة الى واشنطن، يشعر حلفاء الولايات المتحدة من العراقيين من أن توسع طهران نفوذها في العراق اذا ما قررت سحب قواتها من البلاد.

وقال زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي على حسابه في تويتر إن الوجود الاجنبي في العراق "ينبغي أن يكون ضمن اتفاقيات واضحة ومعلومة وبموافقة مجلس النواب".

وكان زعيم منظمة بدر هادي العامري قال مؤخرا إن على الحكومة العراقية رفض انشاء أي قواعد امريكية ويتعين أن يكون موقفها رافضاً للتواجد الامريكي.

وامضى العامري 20 عاماً في منفاه بإيران معارضاً لصدام، لكنه عاد الى العراق بعد عام 2003 وتقلد عدة مناصب حتى في ظل الوجود الامريكي.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قال القيادي الكبير في الحزب الديمقراطي الكوردستاني هوشيار زيباري إن ايران وجهت نصيحة لزعماء شيعة لإقرار قانون برلماني يهدف لإخراج القوات الامريكية من العراق، مشيراً الى أن هذا الملف سيشغل الوضع قريباً.

وقال رئيس تحالف الإصلاح عمار الحكيم على حسابه في تويتر "نعتبر توجهات جعل اراضينا منطلقاً للنيل من دول الجوار تهديداً لمصالحنا الوطنية وامننا العراقي".

ويقول محللون إن واشنطن قد تخيّر بغداد ما بين أن تكون في معسكرها، أو مع طهران، وهي خطوة قد تضع عبد المهدي في موقف اكثر حرجاً.