العراق يعيش صدمة وحداداً بعد فاجعة "مستشفى كورونا" ونتائج التحقيق خلال 5 أيام

بعد هذا الحريق، تصدّر وسم "استقالة وزير الصحة" الكلمات المفتاحية على موقع تويتر في العراق
أحد المصابين في مستشفى ابن الخطيب - صورة: رويترز
أحد المصابين في مستشفى ابن الخطيب - صورة: رويترز

أربيل (كوردستان 24)- شب حريق هائل في مستشفى خاص بمرضى كورونا بعد انفجار أسطوانة أوكسجين مما أودى بحياة 82 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات وأجبر بعض الأشخاص على القفز عبر النوافذ، حسبما أفاد مراسلنا وشهود عيان ومصادر طبية.

وبينما كان رجال الإنقاذ يمشطون المبنى المتفحم، ألقى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي باللوم على الإهمال وأوقف عمل وزير الصحة حسن التميمي في انتظار التحقيق حول الحريق الذي اندلع في مستشفى ابن النفيس.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد المهنا إن نحو 110 أشخاص أصيبوا أيضاً، مشيراً إلى أن معظم القتلى والمصابين من المرضى.

ولا يزال النظام الصحي في العراق يئن الإهمال بسبب الحروب والصراعات والعقوبات والحصار. ويكافح العراق للتعامل مع أزمة فيروس كورونا، التي أودت بحياة 15257 شخصاً وأصابت أكثر من مليون شخص.

وطوقت القوات الأمنية المستشفى الواقع في منطقة جسر ديالى، حيث تناثرت الأنقاض المتفحمة والزجاج المحطم على الأرض في الخارج. ومع انتشار ألسنة اللهب يوم السبت، سارع الأقارب لإنقاذ أحبائهم، فيما قفز البعض إلى بر الأمان.

وقال أحمد زكي "حملت أخي إلى الشارع. ثم عدت وصعدت إلى الطابق الأخير الذي لم يكن يحترق. وجدتُ فتاة تختنق، حوالي 19 عاماً... كانت على وشك الموت".

وتابع "حملتها على كتفي وركضت... قفز الأطباء على السيارات. كان الجميع يقفزون. وواصلت الصعود من هناك، ونزلت مرة أخرى".

وفي حين تم نقل العديد من المرضى الناجين إلى مستشفيات أخرى، كانت العديد من العائلات لا تزال خارج ابن الخطيب بعد ساعات من إطفاء الحريق، ولا تزال تبحث عن أقارب.

وأمر اجتماع طارئ لمجلس الوزراء دعا إليه الكاظمي بفتح تحقيق بشأن النتائج في غضون خمسة أيام.

كما تم إيقاف محافظ بغداد ومسؤول كبير آخر في وزارة الصحة عن العمل وإحالتهما إلى المحققين.

إقرأ أيضاً: بينهم وزير الصحة.. إحالة ثلاثة مسؤولين عراقيين للتحقيق على خلفية حريق "ابن الخطيب"

وقال رئيس الوزراء في بيان "مثل هذا الحادث دليل على الإهمال ولذلك وجهت بفتح تحقيق على الفور"، مضيفا أنه تم اعتقال مدير المستشفى ورؤساء الأمن والصيانة.

وسئم العراقيون من العنف السياسي، ويعانون أيضاً من حوادث متكررة بسبب قلة الاستثمار والفساد والبنية التحتية المدمرة.

وخلال أزمة فيروس كورونا، كانت المستشفيات تعاني من تدفق المرضى ونقص الإمدادات.

وقال شاهد آخر يدعى محمد علي (23 عاما) وهو طالب فقد عمه "بمجرد وصولك إلى المدخل الرئيسي (للمستشفى) فإنك تختنق. لا أحد يستطيع الصعود إلى الطابق العلوي".

ومضى يقول "دمر المستشفى بأكمله، وكله محترق".

إقرأ أيضاً: رئيس حكومة إقليم كوردستان يجري اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي

وبعد هذا الحريق، تصدّر وسم "استقالة وزير الصحة" الكلمات المفتاحية على موقع تويتر في العراق.

وأعلن الكاظمي الحداد الوطني ثلاثة أيام.

واكد الدفاع المدني أنه تمكن من إنقاذ 90 شخصاً.

وقالت مفوضية حقوق الإنسان إن الحادث "جريمة بحق المرضى... ووضعوا حياتهم بين أيدي وزارة الصحة، لكن بدلا من شفائهم هلكوا في ألسنة اللهب".

وأعربت بعثة الأمم المتحدة في العراق عن "حزنها" وقالت إنها "في حالة صدمة" فيما دعا البابا فرنسيس الذي زار البلاد في أوائل آذار مارس إلى "الصلاة" لراحة أنفس ضحايا الحريق.

إقرأ أيضاً: مسرور بارزاني: مستعدون لتقديم كافة اشكال المساعدة لمصابي "الحريق المأساوي"

وفي بداية آذار مارس أطلقت حملة تطعيم خجولة في البلاد التي ما زال سكانها الذين يتجنبون الكمامات، تواجه السلطات الصحية معركة شاقة لإقناع السكان بتلقي اللقاح.

وقالت وزارة الصحة إنه بين نحو 650 ألف جرعة من اللقاحات المختلفة تسلمها العراق كلها بموجب آلية كوفاكس، تم إعطاء نحو 300 ألف.